وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : عراق القانون
الخميس

١٠ نوفمبر ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
277745

هل تنجح قطر في جعل الاخوان المسلمين يركبون القطار الامريكي

من جملة ما یسعی القطریون إفهامه للإخوان المسلمین قبول الاخوان بدستور علماني لا يعتبر الاسلام المصدر الوحيد للتشريع وتطبق قوانيين مدنية في القضاء بدلا من قطع الايادي والرجم, وإعطاء الحرية للمظاهر غير الاسلامية كالتبرج السافر للنساء.

ابنا: يعتبر المحور القطري (المدعوم من اوربا وأمريكا) من اكثر المحاور النشطة فيما بعد ثوارت الربيع العربي, فقد بدأت تتغلب على المحور (التركي - السعودي - الاماراتي) و...فمن يلاحظ نشاط وزارة الخارجية القطرية يجدها في إتجاهين: الاولى دعوة زعماء الاحزاب الاسلامية والاحزاب العلمانية المتحالفة مع الاسلاميين وزعماء القبائل في ليبيا تونس ومصر الى قطر في رحلات فارهة مجانية لحضور مؤتمرات وندوات عن كيفية صياغة الدولة الجديدة في ظل الحكم الديمقراطي.والاتجاه الثاني في دعوة الدبلوماسيين والسياسيين الامريكيين والاوربيين لحضور نفس المؤتمرات والندوات والجلوس جنبا الى جنب مع زعماء الاخوان المسلمين ونشطائهم السياسيين, بل ترتب وزارة الخارجية القطرية جلسات خاصة للطرفين (أمريكي-إخواني أو أوربي-إخواني) في قطر عند حضور الوفود الاخوانية من تونس ليبيا ومصر بحضور ديبلوماسي قطري لرعاية الحوار.وطبقا لمعلومات خاصة فإن السفارات الامريكية تلقت أوامر من الخارجية الامريكية بشأن كيفية التعامل مع الاسلاميين بشكل عام والاخوان بشكل خاص, جاءت في شكل رسائل توجهها للقادة الاسلاميين ترجمة عملية لحديث وزيرة الخارجية الامريكية " إن التغيير الديموقراطي الحقيقي في الشرق الأوسط هو في مصلحة الولايات المتحدة" و" إن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع الإسلاميين الذين فازوا في الانتخابات التونسية أو أية إنتخابات في مصر وليبيا" وأيضا " أن المخاطر التي تطرحها المراحل الانتقالية لن توقف الولايات المتحدة عن دعم التغيير الايجابي في الدول العربية".بالمقابل تقف قطر بقوة الى جنب المشروع الامريكي لبناء علاقة متينه مع الاخوان عبر وسيلتين هما القرضاوي والجزيرة. فالقرضاوي أحد أكبر فقهاء الاخوان المسلمين والمستشارالفقهي لعشرات الشركات الكبيرة (غير الربوية) التي تديرها مجموعات الاخوان في البلاد العربية, وقف منذ عشرات السنين وهو يدعم الاخوان المسلمين في مختلف البلاد العربية ويمدهم بالمال الخليجي والمؤازة القطرية. أما الجزيرة وهي تحتفل هذه الايام بالذكرى الخامسة عشرة لانطلاقها فهي المنبر الذي نطق بلسان الاخوان لسنوات طويلة وعمل بكل جهد في ثورات الربيع العربي في إسقاط بن علي ومبارك والقذافي وتلميع صورة الاسلاميين.ليس هناك أدنى شك أن ثقافة الاخوان المسلمين والاسلاميين بشكل عام عن الولايات المتحدة أنها دولة "كافرة" إستعمارية تريد سلب ثروات الشعوب الاسلامية ولا يهمها من شؤون المسلمين أية مسألة تتعلق بحقوق الانسان طالما مصالحها محفوظة, كما أنها تقف الى جنب إسرائيل في إغتصاب فلسطين.لذا جاءت المساعي القطرية لجمع الاخوان والامريكيين الى طاولة واحدة ولأول مرة إذ لم يلتقي الطرفان أبدا منذ قيام جماعة الاخوان المسلمين, وبطبيعة الانسان فإن العداء الطويل بين طرفين لا يعرفان عن بعضهما الا ما يسمعانه من طرف ثالث غالبا ما يكون مستفيدا من الصراع ليس كما يجد الطرفان نفسيهما وجها لوجه في حديث صريح طويل قائم على المصالح بوجود راعي مخلص للطرفين مثل قطر أثبتت إخلاصها عبر سنوات طويلة.لكن قطر تعلم ان مشروعها هذا صعب النجاح لعدة اسباب:- العقلية السياسية للاخوان والاسلاميين تقوم على فكرة قيام الخلافة الاسلامية الراشدة, التخلي عن هذه الفكرة تحتاج الى مراجعة فقهية من فقهاءهم كالقرضاوي الذي دعى الى قيام دولة ديمقراطية على أساس "ديمقراطية المجتمع المسلم" مجتمع يحرم فيه الخمر وشواطئ السباحة المختلطة والبنوك الربوية.- قبول الاخوان بدستور علماني لا يعتبر الاسلام المصدر الوحيد للتشريع وتطبق قوانيين مدنية في القضاء بدلا من قطع الايادي والرجم, وإعطاء الحرية للمظاهر غير الاسلامية كالتبرج السافر للنساء.- دعم الحركات الاسلامية الفلسطينية المصنفه ضمن قائمة الارهاب الامريكي كحماس والتي هي في أصلها اخوان مسلمين, فالاخوان طالما وقفوا الى جنب القضية الفلسطينية ونشأت أجيال على ذلك وماتت عليه حتى صار جهاد اسرائيل دينا فهل يتوقف الاخوان المسلمون في تونس مصر وليبيا عن دعم حماس بعد أن صاروا حكومات ... في الوقت الذي يرفع فيه الاخوان شعار حسن البنا "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود".- العلاقة المتينة لبعض أطراف الاخوان بإيران منذ قيام الثورة الاسلامية وهي علاقة أخذت بعدا إستراتيجيا ليس من السهل على الاخوان التفريط به في مواجهة اسرائيل التي تصر على رفض عودة اربعة ملايين فلسطيني مهجر ولاجئ, فمن الممكن إذابة جليد العداء الامريكي الاخواني ولكن من الصعب إذابة جليد الحقد الاخواني الاسرائيلي.في نهاية المطاف تجد الولايات المتحدة نفسها أمام تحديين إثنين لا مناص من مواجهتهما:  الاولى: صراع حماس-إسرائيل فحماس ستستقوي بحكومات الاخوان في البلاد العربية الى جنب إيران, وهي مسألة أمن قومي لإسرائيل لن يستطيع أي رئيس أمريكي التساهل معها لإن التساهل مع أمن إسرائيل يعني مواجهة الرئيس الامريكي للوبي الاسرائيلي الذي غالبا ما يمر الرئيس الامريكي من بابه الى البيت الابيض.الثانية: تنازل احزاب الاخوان عن السلطة أو الحكومة بعد تسلمها عبر الانتخابات في حالة فشلها وتسليمها الحكم الى الاحزاب العلمانية الفائزة في الانتخابات.

.......

انتهی 113