وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : عراق القانون
الخميس

١٠ نوفمبر ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
277695

الدور البريطاني في زعزعة العالم .. كلما اوشك نظامهم المالي على الانهيار؟!

اصبح الاوربيون والولايات المتحدة بانظمتهم السياسية رهينة المصارف العالمية وينفذون سياسات ليست الا لفائدة انقاذ المصارف الخاصة وليس الشعوب

ابنا:  " عندما يكون هناك عالم تنتهك فيه أبسط المبادىء الانسانية والعدالة واستهداف سيادة الشعوب! حينها لا مفر من البحث عن مصدر وهيكلية تلك القوى التي تكون كالرحم الولود للشواذ الفكري والايدلوجيات المهيمنة والمسيّرة للاحداث لأن ما يجري ليس إعتباطا او صدفة بل مخطط استراتيجي ينفذ بدهاء وتعمد واصرار لسنين او لعقود طويلة لأجل اهداف غير معلنة...؟!".

تعقيبا للمقال الذي كتبته قبل اكثر من شهرين تحت عنوان " الانهيار المالي العالمي..! الارضية الخصبة لترهيب الشعوب ؟!" اكتب لكم أدناه آخر التطورات المتسارعة لهذا الانهيار الذي سيكون غير مسبوق في التاريخ الحديث بصورة قد لا تخطر في مخيلة الكثيرين ولاسباب متفاوتة ! والبدائل المطروحة والتطورات الجيوــ السياسية المحتملة ومنها معطيات وتحذيرات متداخلة ومتسارعة مع الوضع المتنامي التي قد تبدو غريبة وغير معقولة للقارىء العادي وغير واردة في القرن الواحد والعشرون وهذا بالضبط ما حصل ما قبل الحرب الكونية الاولى والثانية ولست هنا بوارد التشاؤم والمغالاة ان قلت اننا وبموجب المعطيات وفي ظل تسارع الاحداث " الانهيار المالي" والتصريحات السياسية المتعاقبة في الاسابيع الماضية وفي ظل عدم وجود قيادة حقيقة في دول على جانبي "المحيط الاطلسي " بأن عالمنا اليوم يقف على شفا هاوية الانزلاق وبسرعة في حروب اقليمية تمهيدا نحو حربا اكثر شمولية تتورط او تضطر او تنجرف اليها دول مثل روسيا والصين وتكتلات دول مقابل حلف الناتو ـــــ هذا لا يعني حتمية وقوع حرب عالمية وليس التهويل والتخويف بل وضعكم كالعادة في الصورة عما يجري " ماليا، سياسيا، استراتيجيا، ونبذة عن التاريخ البريطاني الذي نحن جميعا من ضحاياه المحظوظين على قيد الحياة" والتحذير مما قد يحصل لأن الدوافع والارضية الخصبة لكل الاحتمالات اصبحت مهيأة في ظل أعظم انهيار مالي / اقتصادي منذ العصور الوسطى والمرتكز حاليا في اوربا وامريكا ..

عندما حذرنا " مؤسسة ليندون لاروش" في عام 2004 من حتمية الانهيار المالي/ الاقتصادي الحالي والتعقيدات السياسية المتعاقبة، كان الرد ولغاية 2008 من لدن أغلب المؤسسات الرسمية والشعبية والاعلامية بكلمة "No, No! " ونكران تام واننا نضخم الامور ولكن ثبت بأننا كنا محقين والحقيقة بدأت تنجلى وبادية للعيون في هذا المضمار لأن القانون الطبيعي يفرض نفسه عند نفاذ فسح الخديعة والتلاعب بالاحصائيات وزوال ثأثير المهدئات المالية والتصريحات الاعلامية والسياسية المنمقة في اكبر عملية احتيال على الشعوب في التاريخ الحديث..؟! ــ سأذكر ضمن المقال وبصورة متداخلة او بعنوان منفصل بعض المعطيات والحقائق وبايجاز حيث لايتسع حيز المقال في ضمها هنا حول الازمة المالية التي هى على وشك الوصول الى نقطة اللاعودة!، وشارحا باختصار الدور البريطاني الخفي في زعزعة الاستقرار العالمي وخلق حروب جديدة " حيث كلما أصبحت سلطتها مهددة على المسرح العالمي فأنها تذهب للحرب"؟! ـــ والدفع نحو " الفاشية ـــ سيطرة المؤسسات الخاصة Corporate State" للحكومات الدائرة في فلكهم "كما يحصل الان في اوربا" لغرض ادامة الهيمنة وتحطيم الاحتجاجات الشعبية التي عادة ما تخرج عن نطاق سيطرة الحكومات نتيجة سياسات التقشف الصارمة وفرض الحلول التي تتناقض مع سيادة الامم ..!

إذا ما تم اجراء استفتاء عالمي اليوم عن سبب الويلات والحروب والجيوبوليتك الخبيثة التي اسقطت الكثير من الشعوب في تخبطات دموية في العقود الخمس الاخيرة، حينها ستكون الاغلبية من الاجابات: أنها امريكا أو اليهود؟! وبذا يبقى المخطط الفعلي للجريمة والايادي الخفية تفعل فعلتها وتستمر المآسي البشرية وتكون اجيالنا اللاحقة الضحية كما هو حالنا ومن سبقنا بينما الابليس قابع في صومعته مخططا ومتلذذا للمزيد ومستهزأ بسذاجة بعض العقول ومستخدما الضعفات التي لا تخلوا منها اي ثقافة بشرية في تنفيذ المبدأ البريطاني" الفرق تسد " كمتلكأ ووقود للمزيد من التخبط وهدر الدماء البريئة وتحطيم الكرامة البشرية.!

دق طبول الحرب ..؟! يلزمنا تفحص جوهر بعض التصريحات الاخيرة ما بعد إغتيال القذافي ومنها التصريح المبطن بالتهديد والوعيد للسناتور الجمهوري " جون مكين" المدعوم جمهوريا ومن شلة بعض البارزين من الديمقراطيين أمثال جوزيف ليبرمان وجون كيري " في مقابلتة مع هيئة الاذاعة البريطانية يوم 22 اكتوبر الماضي بما يلي" بأن رؤساء دول مثل بشار الاسد ورئيس وزراء روسيا "بوتين" وحتى بعض القادة الصينيين ان تكون اعصابهم مشدودة نتيجة ما حصل مع القذافي واننا في الربيع وهذا الربيع ليس محصورا بالربيع العربي"- اي ان الجميع مدعوا للركوع امام عبودية نظام العولمة" النظام النقدي البريطاني" المتهاوي وايديولوجيات طبقة النخبة المالية ولو على حساب البشرية جمعاء"؟!، بينما الرئيس الفرنسي صرحّ بتاريخ 19 اكتوبر وبعد النقاش الحاد مع المستشارة أنجلا ميركل حول الضرورة الملحة لحزمة انقاذ مالية اضافية لليورو والبنوك محذرا من شبح الحرب: " ان مصيرنا ــ اوربا" على المحك في الفترة المقبلة وليعلم الذين سيتسببون بتدمير اليورو انهم سيتحملون مسؤولية بروز صراعات جديدة في اوربا"، اما " سوزان رايس" سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة والتي هي من ضمن قافلة المحافظين الجدد في الادارة الامريكية تركز دوما بغطرستها الواضحة على ان للولايات المتحدة الحق في استخدم القدرة العسكرية لتحقيق اهداف ادارتها ؟! ـــــ والاخطر كان في تصريح اوباما في يوم 27 اكتوبر محذرا الكونغرس الامريكي من انه اذا فشل في امرار ما توّده ادارته او التماطل في البصم على ما يفرض عليه، حينها انه " اوباما" سيذهب قدما وينفذ المطلوب " ما هو تعريف الدكتاتورية "! ـــــ

لقد ثبت طبيا ومن قبل اكثر من جهة متخصصة بان أوباما يتميز بشخصية " نرجسية ــــ Narcissus" وخطرة كباقي الزعماء في التاريخ أمثال " نيرو ـــ الروماني" ولذا كان اوباما الاختيار المفضل للمؤسسات المالية المسيّرة من قبل المركز المالي العالمي المتمركز في لندن في هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر ..! إذن نحن مقبلون نحو فترات حرجة وتلفيقات واتهامات " اتهام ايران في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن" و التصريح بين الحين والاخر من انها على وشك صناعة سلاح ذري " التقرير المرتقب في الاسبوع القادم لوكالة الطاقة الذرية سيشمل تصعيدا بهذا الاتجاه" ! إدعائات كما حصل مع اسلحة الدمار الشامل العراقية وكما يحصل مع سوريا الان واغتيالات ضد كل معارض ومستهدف وحروب اقليمية مما سيؤدي لامحالة الى خلق وضعا استراتيجيا مهددا الحضارة البشرية بصورة غير مسبوقة في العصر النووي ـــــ علما بأن ثلثي القوات العسكرية الضاربة للولايات المتحدة هى متمركزة الان في المنطقة الجغرافية الممتدة بين باكستان في المحيط الهندي والبحر الابيض المتوسط وبتقدير الخبراء ان مثل هذا التمركز الاكثر كثافة في القدرة النارية في التاريخ العسكري ليس فقط لاستهداف سوريا وايران بل يتعداه الى احتمال تفجر صراع اشمل..؟!

شواهد من التاريخ .!من المفيد التمعن بالتاريخ الممتد لأكثر من اربعة قرون ومعرفة لماذا تقمصت هذه القوة " الامبراطورية البريطانية" عوضا عن العسكرة المباشرة حلة ً اكثر تعقيدا وتحضرا " امبراطورية مالية / إقتصادية" منذ خسارتها حرب الاستقلال ومن بعدها الحرب الاهلية الامريكية في القرن الثامن عشر والتاسع عشرـــــ ولماذا ومن وراء اغتيال الكثير من الرؤساء الامريكيين " بنيامين فرانكلين وجورج واشنطن وجون كنيدي واخيه روبرت وماذا حصل بعد الوفاة المفاجئة للرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت عام 1944 " الذي قال لونستون تشرشل في مؤتمر" يالطا " بأنه بعد الحرب لن يكون هناك بعد اليوم امبراطوريات"، وكيف انقلبت بعدها مباشرة السياسة الخارجية الامريكية تحت ادارة نائبه "هاري ترومان" الى سياسة امبريالية ورهينة للقدرة المالية المتمركزة في لندن و وول ستريت ولمؤسسة الصناعات العسكرية التي حذر منها الرئيس روزفلت ولليوم ؟

كل الذين درسوا التاريخ كدراسة اكاديمية يعلمون بأن الامبراطورية البريطانية لها الباع الطويل في خلق أغلب الحروب والازمات والمآسي والمذابح على المسرح العالمي بدأ من اوربا ــــــ وهنا لابد من ذكر حقيقة تاريخية موثقة قد تكون غائبة عن معرفة الكثيرين " في عام 1933 كان الحزب النازي الالماني بقيادة هتلر آيلا للسقوط شعبيا وماليا ولكن النجدة والعون جائتهم سريعا من الذين يؤمنون بالفاشية كعقيدة " يوجينك" بعد فشلهم في تحقيق ذلك في الولايات المتحدة الامريكية بعد تولي " روزفلت" الرئاسة في الفترة ذاتها، تم تمويل الحزب النازي من قبل مؤسستين من مؤسسات طبقة النخبة المالية بشخص رئيس المصرف المركزي الانكليزي " مونتغيو نورمان" وربيبته مصرف "هاريمان برذرز" الامريكي بشخص " برسكت بوش" جد الرئيس جورج بوش وبعدها باسابيع قليلة افتعل الحزب النازي حريقا في " الرايغشتاغ " بناية البرلمان وتم اتهام الحزب الشيوعي بذلك كذريعة لامرار قوانين ضد الارهاب وبعدها بستة اشهر تم حذر كافة الاحزاب السياسية المعارضة والنقابات وترسخت اسس الدكتاتورية التي دمرت اوربا والمانيا " ــــ لنعود الى ما قبل الحرب التي سميت بالحرب العالمية الاولى الذي كان من ابرز مخططيها ولي العهد البريطاني " ادوارد السابع" عن طريق خلق ما سمي " بأزمة البلقان" لمنع المانيا من البروز كقوة اقتصادية منافسة بعد الاستقرار التي تمتعت به نتيجة السياسات الحكيمة " لبسمارك" والحرب العالمية الثانية جاءت كنتيجة استقطاع اراض المانية وفرض عليها دفع خسائر الحرب الاولى لكل من فرنسا وبريطانيا وانهيار الاقتصاد الالماني كنتيجة لتلك الحرب والاجحاف الذي اصاب الشعب الالماني المتعطش لقيادة وإن تكن جنونية للدفاع عن كرامة المانيا مما سمح بصعود الحزب النازي ما قبل عام 1933.

اليوم يعيدون ذلك التاريخ عن طريق "بلقنة " الشرق الاوسط بدأ بشمال افريقيا لغرض استهداف اسيا مما ينذربصراع عالمي لا أحد بمقدوره التكهن بنتائجه؟ وهكذا الحال مع اغلب الحروب السابقة في الشرق الاوسط والقارة الامريكية وآسيا منها حرب " الافيون" ضد الصين عام 1839 واللعبة البريطانية في زعزعة استقرار العالم والذهاب الى الحرب استمرت على مر تاريخها الامبراطوري ومنذ انتصار " وليم اوف اورنج" في الثورة التي تسمى تاريخيا " كلوريس ريفلوشن ــالثورة الممجدة" عندما تمت الاطاحة بالملك الانكليزي " جيمس الثاني" عام 1688 وتكونت الامبراطورية البريطانية بقي