أجری مراسل وکالة أهلالبیت(ع) للأنباء ـ ابنا حوار صحفي مع «الشيخ محمود الکراني» الباحث الاسلامي والناشط السياسي تناول فيه واقع ثورة البحرين ومستجدات الساحة وقضية الشهید السابع والأربعون لثورة الکرامة "ریاض حسن راشد الکراني" .واليكم النص الکامل لهذا الحوار :
ابنا : قبل بداية الحوار حيذا لو تعرفنابنفسك ؟
الشيخ محمود الکراني : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علی أشرف الخلق أجمعين حبيب اله العالمين محمد وآله الطاهرين.أنا محمود حسن علي العجيمي من قرية کرانة في البحرين. وهي قريةمطلة علی البحر تمتاز بشاطئ جميل .ويعتبر الصيد والزراعة هي من أبرز المهن في هذه القرية التي تحيط بها الخضرة من کل جوانبها وتعرف بالقرية الخضراء. ولکوني أنتمي الی هذه القرية وهي مسقط رأسي وفيها ترعرعت وکبرت فهي قرية معروفة بطيب وکرم أهلها وبساطتهم وولائهم العميق لأهل البيت (عليهم السلام) والحس الإنساني والإجتماعي يبلغ ذروته في هذه القرية، الصغيرة في حجمها الکبيرة بأهلها. ويبلغ عدد نسماتها عشرة آلاف نسمة تفريبا وهي نفس القرية التي ینتمي اليها شهيدنا السعيد والحبيب. هذا تعريف مجمل عني وعن قرية "کرانة" في البحرين.
ابنا : کم عدد الشهداء الذين سقطوافي قرية "کرانة" خلال هذه الثورة المبارکة؟
الشيخ محمود الکراني : الشهيد "رياض الکراني" یعتبر الشهيد الثاني للثورة من هذه القرية بعد استشهاد جعفر محمد عبدعلي عید (أبوصادق) الذي استشهد بطلق الشوزن في بداية الثورة. فقدکتب لهذه القرية ان یکون لها هذین الشهیدین.
ابنا : کیف تصفون أجواء الثورة في منطقتکم بالبحرين؟
الشيخ محمود الکراني : ""کرانة"" من المناطق الفعالة.واغلب الأهالي یشارکون في فعاليات الوفاق وائتلاف 14 فبرایر. حيث تقيم الوفاق تجمعاً في ""کرانة"" ولاتکاد ليلة أو مناسبة وکانت لها صلة بالشهداء والثورة الا وتجد أهل ""کرانة""يخرجون و بشکل سلمي حيث تواجههم السلطات مستخدمة القنابل مسیلات الدموع وبما ان البیوت متراصة فكثير ما حدثت حالات الإختناق ولکن لم تؤدي الی حالات وفاة.
ابنا : کيف تقیم تزامن إستشهاد الشهيد الکراني وتصريحات الوزير الخليفي في القاهرة؟ وما هو رأيکم حول مستجدات الساحة في البحرين؟
الشيخ محمود الکراني : لازال الظلم الخلیفي المدعوم بالغزو السعودي في البحرين قائم علی الانتهاکات والتجاوزات التي لاتوجد لها أدلة. و إستشهاد هذا الشهيد والشهيد الديهي دليل صارخ وکاشف عن مدی فظاعة الظلم الخليفي علی هذا الشعب الأعزل المسالم. فلانستغرب کثيراً من هذه التصريحات التي یطلقونها تبريرا واهيا وطاعةلأسیادهم أمریکا والدول الغربية المستکبرة فیصرحون بهذه التصريحات الواهية لکي يشوهوا ویعطوا صورة سيئة عن إیران و بأنها ذلك الأخطبوط الذي یريد ان یسطر علی کل الخليج ویجعل البحرين کمدخل الی الخليج ودول المنطقة.
الشعب البحريني مصر علی مطالبة وماضي قدماً في تحقيقها ویقدم هذه القرابين لکي یصل الی النصر المؤزر بإذن الله تعالی وان شاءالله هذه الاحداث التي تجري في البحرين تکون من الأمور المهیئة لظهور الامام الحجة (عج) ودماء الشهداء تکون هي النبراس والنور للوصول الی النصر ونیل المطالب.
ابنا : كيف تزودنا بتفاصيل أکثر من حياة الشهيد وسيرته الذاتية؟
الشيخ محمود الکراني : مسقط رأس الشهيد کان في قرية "کرانة" و هي نفس القرية التي اصيب فيها فالشهيد لم یخرج من هذه القرية بل عاش طوال عمره الشريف في هذه القرية. طبعاً عاش يتيماً حيث توفي أباه وهو في سن صغير –تقريباً في العاشرة من عمره- إضافة الی ذلك فان قد مات في نفس السن الذي استشهد فيه الشهيد حيث کان في الأربعين سنة وكذلك فان للشهيد أخ خليص وکان حاضراً في تشييعه في قم المقدسة وقد نشأ وترعرع في أحضان عمه حيث کان يعمل مزارعاً في نفس القرية. وکان یعمل مع عمه بعد موت أبيه فعاش وترعرع ثم تزوج بعد ذلك وأنجب ولدان، اکبرهما حسن والشهيد يکنی "أبوحسن". معروف عن الشهيد أنه کان يتمتع بحسه الإجتماعي وله نشاطات في القرية في مواکب العزاء وکانت لاتأخذه في الله لومة لائم في المطالبة لما هو حق لنفسه وحق للناس ولایری لنفسه شئ وهذه الروحية العالية ربما هي التي جعلته في رکب الشهداءوجعلته يحصل علی هذه المنزلة التي غبطه عليها کثير من المؤمنين.
ابنا : کيف أصيب الشهيد؟ في أي زمان ومکان؟
الشيخ محمود الکراني : کانت تقريباً لاتخلو ليلة من الليالي الا وقوات ال خليفه تداهم القری خصوصاً تلك القرى التي مطلة أو واقعة في شارع البديع. شارع البدیع من المناطق الساخنة في المواجهات والمظاهرات والاحتجاجات والکثير من القوات الغاشمة تکون متواجدة هناك، إضافة لديها ثکنات تحسباً لخروج أي متظاهرين يطالبون بحقوقهم المشروعة فتقمعهم بالأسلحة المحرمة دولياً. طريقة إصابة الشهيد في الليلة الأولی من ليالي شهررمضان المبارك وكالعادة هجمت القوات المدججة بالأسلحة علی القرية وروعت ساکنيها وقاطنيها والآمنين وکانت اصوات الادعية وقرآءة القرآن تتعالی في المساجد ویقام العزاء علی أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وفي ذکری إستشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) في المآتم. في هذه الأثناء لم تکف ولم تمتنع ولم يردع هذا الجو الإیماني تلك القوات بل زاد بطشها في شهررمضان.
الشهيد کان جالساً في بيته وتحديداً علی سطح داره وکان الطلق العشوائي قائم آنذاك واصيب الشهيد بإصابة مباشرة في عينه. والاصابة عبارة عن قنبلة صوتية أصابت عینه بشکل مباشر مما أدی الی خروج الدم والنزيف في حينها وتألم الشهيد وبعد ذلك نقل الی المستشفی ولکن لم یعالج بالصورة التي ینبغي علاج أي مصاب من هذا النوع وکان معه إخوه زکريا ولم يعطي الشهيد حقه في العلاج حیث کانت المستشفيات معرضة للهجوم عليها من قبل اجهزة النظام في أي لحظة ومستشفی السلمانية مثلاً وبالتحديد الطابق السادس من المستشفی کان مملوءً بقوات الدفاع والشرطة وکان معقل اليهم فکانت تراقب أي اصابة من هنا وهناك للمتظاهرين لکي يمسکوهم من هناك وصارت عدة أحداث اعتقل أناس مصابين ومرضی عن نفس المستشفی.
بعدذلك زرت الشهيد شخصياً وتحديداً بعد یومين من الاصابة وجلست معه وکنت أحسبه بعد أن فقد عینه سیحزن ویدخل في قلبه شئياً من الحزن حيث فقد نعمة کبيرة وهي نعمة البصر ولکن کان الشهيد (رحمة الله عليه) صاحب نفس عالية ومطمئنة حیث أوکل کل هذا الأمر الی الله عزوجل وقال بأنه لابد أن هذه الإصابة تعوض من رب العالمين حیث نحن اصحاب حق وکان کل من یزوره یخرج بإرتیاح نفسي.وکان یقول ان هذه الاصابة سوف یعوضها الله عزوجل في یوم من الایام سواء کانت في الدنيا أو في الآخرة فکانت هذه نفسية الشهيد.
بعد ذلك التقیته في 19 من شهر رمضان المبارك مجدداً وسألته عن مدی تحسن إصابته وهل یتعالج عليها فوجدته تلك النفس المطمئنة التي الفتها في بداية شهررمضان وقال لي الحمدلله علی کل حال. والله عزوجل اذا أخذ عین فإني أری بالعين الأخری. اقترحت علیه أن یأتي الی ایران.
ابنا : لماذا ایران بالتحديد؟الشيخ محمود الکراني : معروف عن الجمهورية الاسلامية الایرانية (حفظه الله) أن طب العیون متقدم فيها حیث أطباؤها یتمتعون بالخبرة وأجهزتهم لاتتواجد الا في الدول الاوروبیة فمقارنة مع قصد هذه الدول سوف تکون مبالغ العلاج، السکن وتذاکر السفر باهضة جداً. بعد أن اخبرته بالمجيئ لایران أجاب : قداطلعت علی الموضوع وأخبرني عدید من الاخوة ان اقصد الجمهورية ان شاء الله وانا اسعی لکي أجمع المصاريف والمبالغ اللازمة للعلاج وسأذهب.
أنا أضف هنا قبل أن أنسی أتی الشهيد مع ابن عمه محمود عبدالله راشد وکان الاخير قداصيب بعينه الیسری وفقد عینه وهو احد المصابین في بداية الثورة في البحرين. تعالج محمود ووضعت الیه عین وهي مجرد زينة ومظهر. الشهيد اجریت له العملية في یوم السبت وبعد العملية استشهد الشهيد.
ابنا : هل الصورة التي رفعت في تشییع الشهيد وتظهر ابتسامته لقبل العملية أم لبعدها؟ ولماذا لم تنجح العملية وماهي التفاصيل الدقيقة عنها؟
الشيخ محمود الکراني : لاتوجد عندي التفاصيل الدقيقة للعملية فقدتکون هناك مضاعفات للعملية أنا أجهلها ولکن ماأعرفه أنه أختير من قبل الله عزوجل أن يکون شهيداً في هذا المکان بالتحدید هذه هي النفسية التي کان یتمتع بها وکما لاحظتم في استبشاره بالصور الملتقطة الیه لأنه صاحب قضية "فهون مانزل بي أنه بعين الله کان هذا شعار نفسيته وملامح وجهه.
تدخل القاضي في المسألة واراد أن يوجد تقرير لوفاة هذا الشهيد وکانت هذه الإجراءات معتادة فطلب تشريح جثة الشهيد لکي يعرف سبب الوفاة لتجنب ان دعاوي ترفع ضد ال