إلى أي حد يمكننا الحديث عن حضارة اميركية مجردة من الانسانية؟!
للجواب نقول: لا يمكن حصر مدى هذا التنافر بين الطرفين .. انها معادلة مستحيلة للغاية وذلك لغياب العامل الاخلاقي في تعامل حكومات الولايات المتحدة ـ بلا استثناء ـ مع قضايا الامم والشعوب، والسبب في ذلك طبعا هو ارتهان سياساتها وبرامجها وسلوكياتها لمصالح اباطرة الاموال والقناطير المقنطرة من الذهب.
وفي ظل هذا المستوى المتدني جدا للمعايير القيمية يمكن الحكم على المواقف والاتهامات الاميركية حيال الجمهورية الاسلامية الايرانية او الدول الاخرى الرافضة للاملاءات الاستكبارية، بانها تافهة وعديمة الاهمية ولاتستند الى اية وقائع حقيقية.
وفي كلمته يوم الاربعاء (2/10/2011) جدد قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام السيد علي خامنئي (دام ظله) رفضه للسيناريو الاميركي السخيف ضد طهران موضحا انها تنطلق من دوافع سياسية كيدية حاقدة تستهدف تشويه وجه ايران المشرق ودورها الريادي في زمن الصحوة الاسلامية المعاصرة مشيرا الى امتلاك الجمهورية الاسلامية (100) وثيقة دامغة تثبت ضلوع الادارة الاميركية في قيادة عمليات اغتيال وجرائم منظمة في ايران والمنطقة.
وعلل قائد الثورة ما تقوم به واشنطن هنا وهناك بالازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تعصف حاليا بالولايات المتحدة و تزايد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في اميركا على الرأسمالية الامبريالية عبر تنامي ظاهرة (احتلوا وول ستريت) في طول البلاد وعرضها.
و يجمع المراقبون على تأثير التوتر الداخلي المضطرد في دفع البيت الابيض الى عملية هروب نحو الامام وتصدير الازمة الاميركية المتفاقمة خارج البلاد وفبركة اتهامات مزعومة بشأن التخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن ، و هو ما لم يصدقه حتى المواطنين العاديين فضلا عن الخبراء وذوي العقول الراجحة.
لقد حدد الامام الخامنئي مخاطبا آلاف الطلبة عشية يوم (13 آبان -4 تشرين) وهو اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي ،الطبيعة البنيوية للمدرسة الاميركية في السياسة و العلاقات الدولية وصناعة القرار، واصفا اياها بانها طبيعة تمتزج فيها مكونات الباطل والفرعنة والاستكبار ،وقد اعتقدت واشنطن انها قادرة على تطويع المجتمع البشري في هذا العالم الفسيح، لكنها اصطدمت بالصلابة الاسلامية الايرانية .
فالاستراتيجية الاميركية لم تتوقع ان تقوض جبهة قوى الحق و المقاومة وفي مقدمتها الجمهورية الاسلامية جميع مشاريعها وبرامجها وتحركاتها الاستكبارية السياسية والعسكرية وتذيقها الهزائم و الانكسارات المتتالية في افغانستان والعراق ومصر وتونس وليبيا ،. فقد بات واضحا بان اميركا وادعياء المثل العليا هم ابعد من ان يجسدوا القيم الحضارية او يلتزموا شعارات مثل الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان لان ممارستهم برهنت العكس تماما كما ان الوثائق التي تمتلكها ايران وغيرها من دول المنطقة تؤكد على ارتكاب البيت الابيض ومؤسساته السياسية والعسكرية والاستخباراتية جرائم و اعمال ارهابية يندى لها جبين البشرية على الاطلاق.
ان هذا الامر يضع اميركا - و دون منافس – في مصاف الدولة الارهابية الكبرى في العالم (كما قال السيد خامنئي ) ، ولأجل ذلك فانها جديرة بالفضح و الادانة والتشهير لكي يطلع القاصي والداني على الدور المخزي والمشين ل"داعية الحرية" و "الديمقراطية" في تنفيذ جرائم الحرب الدولية والمجازر الجماعية الهائلة واشعال الحرائق والصراعات والتوترات في انحاء الارض تحقيقا لمآربها السلطوية والاستغلالية .
...............
انتهی/101