ابنا: بعد متابعة دقيقة لما حدث في ليبيا كدولة عربية شقيقة عانت من الطغيان والحرمان معا, يمكن القول ان هناك ايادي خفية داخل المجلس الانقالي او داخل القيادة العسكرية الليبية تتبع نفس اساليب القذافي واساليب المخابرات العالمية في محو الحقائق التاريخية من خلال التصفية الجسدية..هذه الايادي ربما تكون اشد واخطر على مستقبل ليبيا حتى من نظام القذافي نفسه.
فبعد العملية الكبيرة والدقيقة جدا لقتل القائد المعارض لنظام القذافي واقصد هنا اللواء الركن عبد الفتاح العبيدي يمكن ملاحظة ان هناك امور غير طبيعية تطفوا على سطح الثورة الليبية بل وربما تسيرها نحو طريق لايعلمه سوى الله وحدة ومن يشترك في التخطيط لهذا الطريق المظلم.
تصفية القذافي وولده جسديا بعد الاسر مباشرة يدل على ان مسلسل التصفيات الجسدية لمن يملكون المعلومات المهمة عن حقبة القذافي مستمر ومنظم ودقيق ومعد ربما حتى خارج ليبيا,فاعدام القذافي وابنه يحرم ليبيا من مليارات الدولارات التي يمكن استردادها والتي لايعرف سبل الوصول اليها سوى القذافي واهله, وكذلك يحرم الشعب الليبي من معرفة حقيقة الكثر ممن لبسوا لباس الثورة والبطولة بعد ان كانوا اذلاء متمليقين لسيدهم حد السمسرة الاخلاقية كما يشاع عبر الانترنت,وسيحرم الشعب الليبي من معرفة الكثر ممن تلطخت ايديهم بدم الليبيين سرا ايام حكم القذافي وربما يكون بعضهم الان من قيادات الصف الاول في المجلس الانتقالي الليبي او القيادات العسكرية والامنية.
اعدام القذافي اضاع على ليبيا الكثير من المكاسب المادية والامنية والسياسية, واضاع على الامة العربية والاسلامية الكثير من اسرارها, فلهذا الرجل تفاحة في كل سلة عربية او اسلامية او افريقية او حتى عالمية.. واضاع على العالم معرفة اسرار علاقة القذافي بكل من ساركوزي وبرلسكوني رغم اختلاف نوع العلاقتين,واضاع على العالم معرفة اسرار تسليم برنامج ليبيا النووي,اضاع على العالم معرفة اسرار محاولة اغتيال ملك السعودية الحالي الملك عبد الله ال سعود عندما كان وليا للعهد, اضاع على العالم معرفة اسرار اختفاء الكثير من الشخصيات من امثال موسى الصدر ...الخ ,اضاع على العالم معرفة اسرار اطلاق صراح المكرحي وكم دفعت ليبيا من اجل اطلاقه ولمن,اضاع على العلم معرفة اسرار تشابك علاقة القذافي بكل الحكام العرب وخاصة حقيقة علاقتة بجمال عبد الناصر..باختصار اضاع على العلم الكثير من الاسرار التاريخية المهمة جدا.
هناك سؤال كبير يطرح نفسه في هذه القضية وبقوة.. وهو من المستفيد من اعدام القذافي؟!فالمستفيدون من اعدام القذافي كثر, في غالبهم الاعم ممن يريدون اسكاته من اجل دفن اسرارهم معه ,فساركوزي وبرلسكوني ربما يريدان اسكاته لاسباب مادية او من اجل اخفاء نوع العلاقات الشخصية بين برلسكوني والقذافي, واذناب القذافي من الذين لبسوا عباءة الثورة ربما يريدون اسكاته لاسباب اخلاقية, والشركات الفاسدة ربما تريد اسكاته من اجل الخلاص من اي اجراءات قضاءية مستقبلية , والبنوك التي تحلم بالخلاص من حامل الرمز السري لفتح خزائنها المملوءة بالاموال الليبية ربما تريد اسكاته من اجل بقاء المال ضائعا بلا مطالب حتى ينسى ومن ثم يمكن الاستيلاء علية بسهولة,وشركاءه من حكام افريقيا ربما يريدون التخلص منه من اجل الانفراد بالاموال الليبية الموجودة لديهم..كل هذه الفرضيات محتملة.
اما عن اميركا فهي المستفيد الاكبر من اعدام القذافي الذي طالما سبب لها الكثير من الازعاجات من خلال مشاكساته لها والعبث بمصالحها في المنطقة وايضا فان اعدام القذافي يعقد الوصول الى اصل الاتفاقيات الليبية الامريكية الحديثة خاصة بمايتعلق بالبرنامج النووي الليبي الذي لاتريد اميركا ان يطالبها احد باسترجاعه من اجل استخدامه للاغراض الانسانية مستقبلا (فالقذافي اعطى البرنامج النووي الليبي بمعداته لاميركا دون مقابل لذلك يحق للشعب الليبي استرداده كمال عام) ,وكذلك فان العلاقة القذافية الامريكية الحديثة التي حولت القذافي من عدو الى صديق من اهم الامور التي لاتريد اميركا كشفها من اجل السمعة الامريكية المكشوفة لكل ذي عقل!!
تواجد السيدة كلنتن في ليبيا قبل الامساك بالقذافي وابنه بساعات معدودات يشير للكثير,ففرح السيدة كلينتن بمقتل القذافي وزهوها بهذا النصر واعلانها لفرحها علنا يوحي بانها ربما تكون وراء اصدار قرار اعدام القذافي بل وربما خططت واشرفت على عملية امساكه واعدامه بنفسها ولو عن طريق الرمونت كونترول البشري.
اعلان كلينتن عن فرحها بمقتل القذافي يخالف كل ماتتبجح به اميركا في مجال الاخلاق والاخلاقيات..فاخلاقيا لايجوز الفرح بمقتل انسان كائن من كان,فالميت لاتجوز عليه غير الرحمة اما عن اعماله فتترك لقضاء الله سبحانه.
كشف حقيقة اعدام القذافي وابنه لايعني ابد معرفة من اطلق النار ولاكن يعني معرفة من امر او حرض مطلق النار بصورة مباشرة او غير مباشرة وكذلك يعني معرفة من حرض المحرض او من امره بادارة ترتيبات عملية الاعدام وماهي ارتباطاته السياسية والتنظيمية والعاقائدية او حتى المادية بالجهه المستفيدة من اعدام القذافي وابنه.الخوف على ليبيا الان اكثر مما كان.
........
انتهی/214