وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : عراق القانون
الأحد

٢٣ أكتوبر ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
274162

الانسحاب الاميركي من العراق معطوفا علی رحیل سلطان؛

یفتحان ابواب المملکة علی إحتمالات صعبة

انطوان الحايك

ابنا: على الرغم من مرور ثلاثة ايام على اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن الانسحاب الكامل من العراق في غضون الاشهر المقبلة، فان ترددات الاعلان واصداء الموقف الاميركي ما زال يتردد بقوة في المنطقة العربية،كما ان زعماء العالمين العربي والاسلامي بدأوا باعادة حساباتهم.   خصوصا ان اكثر من جديد طرأ على الساحة استهلته السعودية بالاعلان عن وفاة الامير سلطان بن عبد العزيز الذي كان يمسك بالملف السوري، كما ملف العلاقات السعودية الاميركية، واستكمله المجلس الانتقالي الليبي بالاعلان عن تحرير ليبيا الكامل من نظام معمر القذافي، كما تأكيده ان الدستور الليبي الجديد سيكون مستوحى من الشريعة الاسلامية ما يفتح الباب واسعا امام التيارات الاصولية والسلفية التي تشكل جزءا لا باس به من اطراف الثورة، ناهيك عن تسارع الاحداث على الخط التركي الكردي.وثمة قائل بان وفاة الامير سلطان بن عبد العزيز في هذا الوقت بالذات اربكت الساحة السعودية بشكل عام، فالمعروف عنه انه عراب العلاقات الاميركية السعودية وواحد من اشد المتحمسين لها، حتى ان العارفين بخفايا التركيبة السعودية المعقدة يؤكدون انه هو من يقف وراء الدخول الاميركي ليس فقط الى المملكة، بل الى الخليج العربي برمته، كما انه احد ممولي الادارة الاميركية وصناعة الاسلحة الاميركية بدليل حجم صفقات التسلح الضخمة التي ابرمها مع وزارة الدفاع الاميركية خلال السنوات الخمس الاخيرة، فضلا عن واقع يدركه القاصي والداني وهو ان العلاقات السعودية العربية تمر من خلال ديوانه، وبالتالي فان الفراغ الذي سيخلفه الامير سلطان على صعيد التنسيق بما يخص ملفات المنطقة من شأنه ان يرخي بظلاله على الخليج وعلاقاته مع المجموعة العربية بما فيها سوريا.الارباك الذي ساد الخليج توسع في الساعات القليلة الماضية، لاسيما ان الانسحاب الاميركي الكامل من العراق. معطوفا على الفراغ داخل المملكة السعودية، زائد الصمود السوري في وجه الهجمة الغربية يعني بشكل حاسم تحقيق ما كانت تصبو اليه ايران منذ عقود، اي انتشار كامل وفتح الحدود السياسية انطلاقا من ايران مرورا بالعراق (بعد ازالة الحاجز الاميركي) فسوريا واخيرا لبنان، ما يعني التفافا كاملا على الخليج العربي الغني بالنفط وهذا ما يخشاه قادة المنطقة المعروفة بعرب الاعتدال، فضلا عن التأسيس لمعادلة جديدة وقواعد اشتباك مغايرة لما كان معمول به منذ الاجتياح الاميركي للعراق.ولا يقتصر الامر عند هذا الحد، بل ان دخول الاكراد على خط المواجهة مع تركيا من شأنه ايضا ان يقلب موازين القوى، فتركيا ستجد نفسها عاجلا ام آجلا مشغولة بترتيب بيتها الداخلي والانصراف عن محاصرة الملفات الساخنة لعدة اعتبارات، اولها اعادة النظر في الخاصرة الرخوة التي طالما ازعجت انقره، اي العلاقلات التركية الكردية، خصوصا ان الورقة الكردية تكمن في ايدي خصوم تركيا التقليديين والجدد اي ايران وسوريا، بما يعني ان هذا الثنائي المشاكس بحسب ما يعتبره الغرب بات قادرا على مواكبة الاحداث ومقارعة الملفات والجلوس الى اي طاولة حوار مفترضة من موقع القادر على ادارة المعركة والاستمرار بالكباش السياسي القائم راهنا الى ما شاء الله.وفي موازاة كل ذلك يعرب المقربون من القيادة السعودية عن خشيتهم من استمرار الرياض بالتورط في الملف السوري، فالانسحاب الاميركي من العراق يعني بالنسبة للمملكة خسارة الورقة العراقية الى غير رجعة، وعملية البناء السياسي في بغداد لن تكون وفق تطلعات المجموعة الخليجية، بل استنادا الى موازين القوى الراهنة التي تميل باتجاه طهران ودمشق، وبالتالي فان المزيد من التورط يعني امعانا في اللعب على حافة الهاوية، مع الاشارة الى ان قادة سوريا هم من المتمرسين في هذا المضمار، في مقابل خاصرة سعودية رخوة وهي الخاصرة الشيعية المتاخمة لايران.

................

انتهي/214