وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : عراق القانون
السبت

٢٢ أكتوبر ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
273898

ليبيا ليست العراق ... !!!

ترددت هذه العبارة كثير في الفترة الآخير من الأشقاء العرب في البرامج الحوارية أو الإخبارية في فضائيات العرب العدنانية التي بدأت تطلق سهامهما القحطانية

ابنا:مع بدأ مسلسل التغييرات السياسية التي طالت رؤوس أنظمة عاشت لعقود طويلة بمباركة شعوبها ورضاهم عنها قبل أن تنقلب الموازين بقدرة القوى صاحبة الكلمة العليا والقرار الآخير , فمثلما أوجدت هذه القوى تلك الأنظمة مثلما أزاحتها بعد أنتهاء مفعولها , لان الخطط المستقبلية للمنطقة للسنوات القادمة تغييرت لذا يستوجب وجود قيادات جديدة تساعد على تطبيق تلك المخططات ورسم الخرائط على أرض الواقع خصوصاً إذا كان اللاعبون الرئيسيون الجدد من سيطبقها على إعتبار أنهم آتوا وتسلموا القيادة الجديدة بمباركة تلك القوى أو تحت حماية قوات النيتو بالرغم من أنهم كانوا الأيدي الباطشة للانظمة السابقة , بعد أن تداركوا الموقف في الوقت المناسب وتركوا السفينة تغرق برفاق دربهم .بعد البلبلة والفوضى الحاصلة في تلك الدول وهذا آمر طبيعي يمكن ان يحدث في أي منطقة من العالم يحصل فيها تغيير في رأس الدولة , تسعى رموز الانظمة السابقة لإثارتها لتزيد من الإنقسامات السياسية إضافة إلى تدخل جهات خارجية في تغذية وتحريك جهات أصولية متطرفة لإحداث وإثارة مشاكل طائفية ليبقى البلد في حالة فوضى دائمة وانفلات أمني خطير ليكرس جهده وإمكانياته في العمل لترتيب أوضاعه الداخلية ليبقى بعيداً عن قضايا الأمة المصيرية التي طالما رفعت شعاراتها في التضامن والتحرير لتتركها تواجه مصيرها أمام المارد الأكبر , وبمباركة وشحن القنوات الفضائية التي اصبحت المرجع والخلفية للكثير من تلك الجهات , وعند الحديث عن الفوضى وأختلاق النعرات الطائفية في أي بلد سرعان ما يقارن الوضع بالعراق على أساس ما حدث بعد تغيير نظامه في 2003 , وبأنهم شعب واحد ومذهب واحد ولا يمكن ان يكون حالهم كحال العراق !!!وهنا لا بد من القول بان العراق العظيم ورغم تعدد قومياته وطوائفة واديانه إلاّ أنه عاش على مدى تأريخة الحضاري المشرق الذي إنحنت له البشرية إحتراماً , وما زال شعباً واحداً  متماسكاً لا يفرق أبنائه بين مسيحي ومسلم أو سني وشيعي أو بين أي من القوميات , ففي تاريخه الحديث ضرب أروع الأمثلة  في وقوفه وقفة موحدة  في ثورة العشرين, ورغم مخططات الاستعمار البريطاني التي حاولت النيل من وحدته إلاّ أنه كان عصياً عن التفكك والتفرقة , فكان خير مثال يحتذى به في التعددية والانسجام بين مختلف الأطياف فلم تثار النعرات الطائفية إلاّ في السنوات الآخيرة مع الأنفتاح الإعلامي  الذي بث سمومه داخل الوطن بمباركة دول الجوار التي لا تريد استقرار العراق وليس من مصلحتها ذلك , ولتمنع رياح التغيير من أن تهب عليها ,  فما يعيبه اشقاؤنا العرب على العراق اليوم هو من صناعة ايديهم وبتمويل خاص ,, فكانت اموال الزكاة تجمع في جوامعهم ليغذوا بها الارهاب في العراق ؟ ومنهم من كان يرسل الارهابيين ليفجروا أنفسهم في الاسواق والمناطق العامة التابعة لطائفة معينة ليؤلبوها على الطائفة الآخرى ومنهم من فتح معسكرات للتدريب على الذبح واساليب الخطف والمقايضة , اغلب من حدث في العراق هو استيراد خارجي من دول الجوار والدول الاقليمية لا يعاب العراق عليه , فلقد تحمل العراق ما لا يتحمله أي بلد آخر مهما بلغت أمكانياته المادية والبشرية ومهما تحلى بالصبر على الأهوال وهنا لا بد من القول بأن :•      ليبيا ليست العراق , لان ليبيا لم تتعرض لكذبة دولية كبرى تبرر ضربه وقصف مدنه بالألاف الأطنان من القنابل تمهيداً لإحتلاله بمساعدة وتسهيلات الدول العربية التي فتحت أجوائها وموانئها وأراضيها لتسهيل مهام قوات الإحتلال.

•      ليبيا ليست العراق , لان الدول العربية وقفت مع الشعب الليبي في انتفاضته الآخيرة ضد نظام الحكم فيه في حين بقي الشعب العراقي يجابه مصيره لوحده ووقوف العرب ضده.

•        وليبيا ليست العراق , لان الدول العربية والاقليمية لم تتدخل في شؤونها الداخلية ولم تجند إنتحاريين ليفجر أنفسهم في أسواقها ومجالس عزائها و منشأتها الحيوية , ولم تحاول زرع الفتنة الطائفية مستغلة التنوع العرقي والطائفي .

•      وليبيا ليست العراق , لان القنوات الفضائية لم تقف معها موقف سلبي عمل على تغذية  الفتنة الطائفية وعرض أفلام بيانات الارهابيين والترويج لها وتناقلها لتأليب طائفة على آخرى .

فما حدث في العراق لم يحدث في ليبيا وغير ليبيا  , فلا يوجد وجه للمقارنة بينهم , ورغم ذلك يتم التناسي عمداً عن حقائق عاشها العالم عن العراق منذ ثمان سنوات ليتم الانتقاص وتشويه النظام الحالي فيه .

...........

انتهی/214