وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٧ أكتوبر ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
270423

السيد عبدالله الغريفي:

البحرین في طريق الانتحار

أكد عضو المجلس العلمائي في البحرين السيد عبد الله الغريفي أن "الولاء الحقيقي هو الذي يحتضن الوطن هماً حقيقياً صادقاً".

ابنا : وأضاف أن "هذا الهمّ هو الذي يبحث عن الخيارات التي تنقذ الوطن من أزماتِه القاتلة"، وشدد السيد عبد الله الغريفي على أن "الإصلاح السياسي الجاد، الذي يستجيب لمطالب الشعب كل الشعب، هو الذي ينقذ الوطن".

وأشار إلى أن الوطن "لا يفخر بقدر ما يفخر بكفاءاتهِ وعقولِهِ العلميّة، أمّا أن يمارسَ وطن اغتيالاً متعمّداً لهذه الكفاءاتِ والعقولِ، فهو مِن أسوأ ما يُنسبُ للأوطان". وتساءل السيد عبد الله الغريفي قائلاً: "هل يحدثُ هذا في وطنِنا هذا الغنيّ بكفاءاتهِ وعقولِه العلميّة؟ وكيف تمارسُ عمليّةُ الاغتيالِ المتعمّد لهذه القدرات العلميّة؟"، ليخلص إلى أن "عددًا من خيرة الأكاديميينَ والأساتذةِ الجامعيين، الذين أعطوا عُصارة خبراتهم العلميّة مِن أجل صنع أجيال هذا الوطن، كان جزاؤهم ما كان حيث طالهم ظلمٌ فاحشٌ، فانهار كلُّ تاريخهم في خدمة هذا الوطن بين عشيَّةٍ وضحاها".

وخلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الصادق (عليه السلام) في منطقة "القفول" غرب المنامة، ذكَّر السيد عبد الله الغريفي كيف أن "الكوادر الطبية قد حصّلت وسامَ شرفٍ من النظام، حيث حكم عليها أن تتبوأ موقعها بين قضبان الزنزانات والسجون"، إضافة إلى "عدد كبير من رموز دينٍ وعلمٍ وثقافةٍ وسياسةٍ طالتهم أقسى الأحكام. وأضاف: " أي اغتيالٍ للعقول والكفاءات والقدرات أشدّ من هذا الاغتيال؟! ولقد استنكرت منظماتٌ دوليةٌ حقوقيةٌ أشدّ الاستنكار ما حدث في هذا البلد". ورأى السيد عبد الله الغريفي أنّ "اغتيال العقول العلمية من أسوء الاغتيالات ممّا يضع بلدنا في قائمة البلدان المتخلّفة جدًا، والفاقدة لأبسط مقوّمات التقدّم والحضارة". ولفت إلى "هذه المواقف تجاه الكوادر التعليمية، والكوادر الطبية، والرموز الناشطة، والعلماء، ورجال الثقافة، وبقية أبناء الشعب، قد أثرت على سمعة هذا البلد، الذي نتمنّى أن يبقى اسمه شامخًا وكبيرًا".

واستغرب السيد عبد الله الغريفي "الإصرار على الاستمرار في هذا الاتجاه". وِنصح بأن "يتحرّك خيارٌ غير هذا الخيار، وأن يتحرَّك الرشد السِّياسي، فلا نريد لهذا الوطن أن ينتحر، ولا نريد لهذا الشعب أن يحترق، ولا نريد للعقول والكفاءات أن تدفن"، واعتبر أن "الخيار الآخر هو الرشد والتعقلِ والحكمة، وهو خيارُ الإصلاحِ الحقيقي، خيارُ المصالحةِ الصادقةِ مع الشعب، خيارُ الاستجابة للمطالب العادلة المشروعة". وخاطب السيد عبد الله الغريفي السلطات "بكلّ صدقٍ ومحبّةٍ: لا بد أن يخرج هذا الوطن من هذا الواقع المأزوم، لكي يعيش أبناؤه أمنًا وأمانًا، وراحة واستقرارًا، وعزةً وكرامة"، وأكد أن "مَنْ يحارب هذا الخيار هو ليس مخلصا للوطن، فأيّ ولاءٍ هذا الذي يدفع في اتِّجاه الانتحار، وفي اتِّجاه الدَّمار، وفي اتِّجاه اغتيال العقول والكفاءات، وفي اتِّجاه البطش والقمع والقتل، وفي اتِّجاه الثأر والانتقام؟!!".

وجزم السيد عبد الله الغريفي بأن "الإصلاح السّياسي ليس شعاراتٍ تُطلق، وليس إعلامًا صاخبًا مضللاً، وليس ترقيعاتٍ باهتة، فالإصلاح السّياسي حَراك جادّ وصادق لمواجهة كلّ الواقع الخاطئ الذي أنتج الأزمة التي تحاصر هذا الوطن". ونبَّه إلى أن "الحراك لم يبدأ وفق خارطة طريق واضحة، ومتّفق عليها، فالأوضاع إلى مزيدٍ من التأزيم والتعقيد والانفجار". ودعا السيد عبد الله الغريفي إلى "مناخات صالحة لإنقاذ الأوضاع"، وسأل "مَنْ يصنع هذه المناخات؟"، وأشار إلى ما قيل عن أن "السّلطة أولاً ثمَّ يأتي دور الشارع"، وذكَّر بما قيل عن معادلة: "ليهدأ الشارع حتى يبدأ حَراك الإصلاح"، ليختم بأن المعارضة في البحرين "مع هدوء الشارع، ولكنَّ السلطة هي القادرة أن تصنع كلّ الهدوء في الشارع، ليس عن طريق القمع والبطش، فهذا يصاعد من الغضب والفوران والتأجّج والغليان، وإنّما عن طريق الاستجابة لمطالب الشارع ما دامت المطالب عادلة ومشروعة".

انتهی/158