واليكم نص الخطاب والذي تمت ترجمته في وكالة انباء اهل البيت (ع) -ابنا- قبل لحظات:
بسم الله الرحمن الرحيم
اقدم اعتذاري اولا لأني اتحدث في محضر السادة الكرام أصحاب الشأن والعلم والفكر
سيكون كلامي في عدة محاور:
المحور الاول أصل الخلق: يعتبر الانسان أهم موجود في الكون وقد سخر الله تعالي له كل شيء، وسجد له كل شيء لأن الانسان يمثل تجلياً لله في الأرض.
ولم يدع الله الانسان وحيدا في هذا العالم، بل ارسل خلفاء وأنبياء اشترط فيهم الطهر والنقاء...
لقد جاء الانبياء ليهبوا الانسان الحياة ويفكّوا عنه القيود والاغلال. وقد استمر من بعدهم الاوصياء.
ان البشر بأجمعهم ميّالون فطريا للعلم والابداع والحبّ والرحمة، فلقد أودع الله هذا في وجودهم ثم انزل الدين، وحقيقة الدين لا تختلف، فالله تعالي لم ينزل إلا دينا واحدا...فجميع الانبياء كانوا من المسلمين. وكان اتباعهم من المسلمين أيضا والنبي الأكرم كان مسلما و علي دين ابراهيم الخليل (ع) "ان الدين عند الله الاسلام". فالله لم يوجد اديان متعددة .
لقد اكمل الله الدين بمحمد (ص) حيث بعثه رحمة للعالمين .
فمن امن بموسي لابد وان يكون مؤمنا بعيسي ومن أمن بعيسي فعليه ان يؤمن بمحمد (ص) الذي يعتبر رحمة للعالمين لأنه خاتم النبيين.
المحورالثاني: الدين الاسلامي هو الدين الكامل الذي يعتبر رحمة للعالمين أي للناس جميعا لأنه خاتم النبيين
وقد استمر هذا الخط الرسالي حيث قاده الأئمة الكرام (ع) وعملوا علي إزالة جميع الموانع التي تعيق حركة الانسان نحو الكمال ، والوصول الي الله تعالي
لقد كان اهل البيت (ع) اناس مطهرون ومأمورون من قبل الله تعالي بقيادة البشرية فأهل البيت لجميع الناس
إن علي بن أبي طالب (ع) ليس حكرا علي مجموعة أو طائفة أو قوم أو لون أو جغرافيا بعينها إنه لحميع البشر .
لو كان أهل البيت لمجموعة خاصئة لكان ذلك منطلقا للتمييز وخلافا لعدل الله تعالي .
المحور الثالث: إن مشكلة المجتمع منذ بداية التاريخ كانت تتجلي في الحكومات الظالمة، فكل ما نجده من تميز
وحروب و ظلم وايقاف لحركة الكمال الانساني كان بسبب الحكام الظالمين الذين فرقوا بين المجتمع البشري.
وقسموه الي فئاة مختلفة، ولواستطاعوا لادخلوا الفرقة الي البيت الواحد.
ان اساس الاختلاف شيطاني والشيطان هو الذي يأسس للخلاف ويمثّل الخلاف مشكلة بشرية عالمية.
لقد استخدمت الموارد البشرية اليوم لتدمير العالم فحركة التسابق لحيازة الاسلحة الفتاكة تجري علي قدم وساق.
لقد انفقت الاموال لتدمير البشرية. فتلاعب بسيط في الخزينة الامريكية تسرق مليارات الدولارات من اموال
الناس و تنقلها الي السماسرة.
اليوم هو الحادي عشر من سبتمبر وهو اليوم الذي ادي الي الهجوم علي هذه المنطقة واحتلال العراق وافغانستان
في حادثة غامضة هيمنوا من خلالها علي هذه المنطقة وادي الامر الي مقتل مليون انسان.
ان الامم لا تختلف في الحق لكن الفساد باسره نتاجا للحكومات الفاسدة.
بعد هذا اودّ الاشارة الي مهمتين تجبا علي اتباع اهل البيت (ع):
- المهمة الاولي: إن اتباع اهل البيت (ع) وتبعاً لسادتهم واوليائهم يحبون العدل وينحون صوب العزة الانسانية ويمثّل وجودهم رحمة للمجتمع البشري والنظام الذي يحكم العالم اليوم يتسم باستقلاله الفكري ونظامه الاقتصادي وهيمنته علي العالم فهو ينتج العلم ويسيطر علي العالم امنيا واقتصاديا وسياسيا لقد جعل هذا النظام نفسه الحاكم المطلق لهذا الوجود بدل الخالق تعالي.
انما اوجدته المدرسة الليبرالية كان نتيجته فقر اكثر من سبعين بالمئة من الناس ومازالت الفجوة تتسع.
لقد اضطهدت هذه المدرسة العالم لأنها تدافع عن اليهود فلقد احتلت فلسطين من اجل هذا الامر.
والسؤال الذي نطرحه هنا هو هل يمكن لمحب اهل البيت (ع) أن يقف مكتوف الايدي امام هذا النظام الجائر وامير المؤمنين (ع) يقول كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا"
وقد اكد الامام الخميني علي هذه الحقيقة فقد وجدناه يقول أينما وجد الظلم فلابد ان يكون نظالا وجهادا في مقابله ومادام هناك ظلم فلابدّ ان نتواجد نحن هناك.
المهمة الثانية: الدعوة للنظام البديل.
ان نفي النظام السابق الذي يحكم العالم لايكونوا واقعياً ما لم نأتي بنظام بديل فالكثير من الناس ينقدون هذا النظام لكنهم لايستطيعون المجيء بنظام مكانه وهنا يطرح السؤال ما النظام الذي نريد أن يكون بدل النظام السابق؟
لا يوجد في العالم نظام بديل غير نظام المهديّ المنتظر اذ لايوجد مايمكن طرحه بدل هذا النظام.فالمهدي (عج) واسطة الفيض الالهي والممثل والمجسّد للنظام السماء وهو لايخص فئة بعينها لأنه السبيل الي انقاذ العالم باسره.
فمهمتنا اذا تتجسّد في التعريف للمهدي المنتظر ليتعرّف العالم عليه ويعلم ان لا عدل ولا تقوي ولا رحمة دون السير في خطي الامام المهدي (ع).
ان الدعوة للمهدي المنتظر تمثل محورا للوحدة الاسلامية بل للوحدة الانسانية مقابل الفكر الالحادي والديموقراطي الكاذب في العالم الغربي.فلانظام بديل لهذا النظام الفاسد سوي نظام المهدي (عج) و حكومة العدل العالمي.