إن التبري من ظالمي الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وسالبي حقوقهم سبب للإلتحاق بالمعصومين (عليهم السلام) وستؤدي إلى آثار قيّمة في الدنيا والآخرة للعامل بهذا المبدأ (التبري)
ومن تلك الآثار ما يلي:
1- الغفران الإلهي وتحية الله والملائكة
إن التبري من أعداء الأئمة (عليهم السلام) يجعل الإنسان في عداد أصحابهم (عليهم السلام). كما أن من الطبيعي أن تشمل أصحاب المعصومين (عليهم السلام) الطاف الله.
إن الملائكة لتستغفر لمن يلعن أعداء المعصومين ويتبرى منهم وأن الله يستحيب لهم ويستغفر للاعني أعداء المعصومين (عليهم السلام) ويشملهم في رحمته يقول علي بن عاصم وهو من أصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)_ وكان بصيرا_ دخلت على سيدي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وقلت له: إني عاجز عن نصرتكم بيدي، وليس أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم، واللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي يا سيدي؟ فقال (عليه السلام):
حدثني أبي عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من ضعف على نصرتنا أهل البيت ولعن في خلواته أعداءنا بلّغ الله صوته إلى جميع الملائكة، فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة، ولعنوا من لا يلعنهم، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه، وقالوا: اللهم صل على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل، فإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: يا ملائكتي إني قد أحببت دعاء كم في عبدي هذا، وسمعت نداءكم وصليت على روحه مع أرواح الأبرار، وجعلته من المصطفين الأخيار.([1])
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً يسأل الله تعالى الصلاة والرحمة لمن يلعن أعداء المعصومين ويملأ قلبه غيظاً وحنقاً من فعالهم:
وصلّى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا...([2])
2- القرب الإلهي
إنّ لعن أعداء الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والتبري منهم كما مرّ سيبعد المرء عنهم وسيدخل الإنسان في حظيرة الحقّ
كما ونلاحظ في زيارة عاشوراء أنّ الإمام الباقر (عليه السلام) يعتبر البراءة من أعداء سيد الشهداء (عليه السلام) وظالميه وسيلة للقرب الإلهي:
اللهم اني اتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيّام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم.([3])
إن للتبري من أعداء المعصومين (عليهم السلام) نفس الأثر الذي ينتج من حبّ المعصومين (عليهم السلام) ويمكن القول أنّ حبّ المعصومين (عليهم السلام) لا يمكن أن تكون له قيمة دون أن ترافقه حالة التبري من أعدائهم؛ إذاً ينبغي للإنسان أن يتبرأ من أعداء الأئمة (عليهم السلام) كي يصل إلى قرب الله تعالى وهذا السلوك من أكبر أسباب القرب من الله تعالى كما ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام):
وإن من عظيم ما يتقرب به خيار أملاك الحجب والسماوات الصلاة على محبينا أهل البيت واللعن لشانئينا.([4])
3- الحسنات، والدرجات، والعفو الكثير
إن التبري من أعداء الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ولعنهم سيكون سببا لتدوين الحسنات الكثيرة في لوح الأعمال؛ وستكتب الدرجات الإلهية الرفيعة للإنسان وسيؤدي إلى الصفح عن خطاياه الكثيرة والعفو عنها. فقد روي عن داود الرقيّ وهو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذا استسقى الماء، فلما شربه رأيته قد استعبر، واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي:
يا داود لعن الله قاتل الحسين (عليه السلام) فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله، إلّا كتب الله له مائة ألف حسنة، وحطّ عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد.([5])
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) المصدر السابق، ج 50، ص 316، ح13.
([2]) المصدر السابق، ج44، ص304، ح17، نقلاً عن تفسير الإمام، ص369.
([3]) المصدر السابق، ج98، ص293، ح2، نقلا عن مصباح المجتهد للشيخ الطوسي، ص773.
([4]) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 65، ص 37، 38
([5]) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 44، ص 303انتهی/125