وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
السبت

٣ سبتمبر ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
263481

کیف نرتبط بالمعصومین(ع)؟ـ23

نتائج ذكر مصائب المعصومین(ع)

من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي

أ- النتائج الدنيوية

إن ذكر الآلام، والمئاسي والمصائب التي حلت بالمعصومين (عليهم السلام) بأي شكل كان سواء بذكر المصيبة والنیاحة والبكاء وإبكاء الآخرين في مصائبهم  (عليهم السلام) سيكون لها آثار مهمة في الدنيا بالنسبة للإنسان وسيكون بعضها فردي والبعض الآخر إجتماعي. وهذه الآثار هي كالتالي:

1- الرحمة الالهية: إن ذكر مصائب المعصومين (عليهم السلام) واقامة المأتم في ذكراهم (عليهم السلام) يحكى عن ارتباط حبّ وينبع من الودّ والرحمة بالنسبة لهم (عليهم السلام). كما أنّ هذا الحبّ هو لكونهم أولياء لله تعالى فحبهم لا يكون إلّا لله، إذاً فمن الطبيعي أن تشملهم رحمة الله تعالى الذاكرين والمواسين لأنّهم ودّوا ورحموا وواسوا أهل البيت (عليهم السلام) كما أن من الطبيعي أيضا أن تكون رحمة الله عليهم أكبر من حبهم الذي يكنونه لأئمتهم المعصومين (عليهم السلام) ورحمتهم إياهم؛ لأن مصدر أي حبّ ورحمة، هو رحمة الله تعالى إذ هو "الرحمن" و" الرحيم". روي أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال لرجل يدعى مسمع بن عبد الملك:

يا مسمع إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا وما بكى لنا من الملائكة أكثر، وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلّا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه.(1 )

2- التبري من الظالمين: عند تذكر الظلامات التي وقعت على آل بيت محمد(ص)، يحصل للمتذكر حالة من الإنزجار ممن غصبوا حقهم. والإنسان وبمقتضى طبعه يبغض الظلم ويكره الظالم. إذاً فحينما يظلم أو يظلم أحد يوده، فإن الانزجار من هكذا فعل يهيمن على قلبه وهذا الإنزجار هو من يكون محوراً للتبري السلوكي من الظالمين. فتذكّر مصائب أهل البيت (عليهم السلام) هو من يسبب حدوث أصل مهم كالتبري في وجود شيعتهم.

 

ب- النتائج الاخروية

إنّ للحزن وإقامة المآتم، والبكاء والإبكاء في مأتم المعصومين (عليهم السلام) آثار آخروية إضافة لمالها من آثار في دار الدنيا وآثار في دار الآخرة:

 

1- السرور عند الموت: إنّ الحزن على مصائب المعصومين (عليهم السلام) والبكاء في مأتمهم (عليهم السلام) سيبعد المصاعب واحزان نزعات الموت من الإنسان فمن يبكي على ما أصاب الإمام الحسين (عليه السلام) من مصائب ويتعزّى بتلك الرؤية فإنّه سيلاقي عند موته رحمة ملك الموت وسيبشّرون ببشرى تدخل السرور على قلوبهم وسيموتون فرحين مسرورين. فعن مسمع بن كردين قال: قال لي أبو عبد الله:

يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين؟ قلت: لا، أنا رجل مشهور من أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة، وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا علي عند ولد سليمان فيمثلون علي. قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: بلى، قال: فتجزع؟ قلت: إي والله وأستعبر لذلك، حتى يرى أهلي أثر ذلك علي، فامتنع من الطعام حتى  يستبين ذلك في وجهي. قال: رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنا أما إنك سترى عند موتك وحضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك، وما يلقونك به من البشارة ما تقرّ به عينك قبل الموت، فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الأمّ الشفيقة على ولدها. قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة.(2 )

إنّ تتمة كلام الإمام مع مسمع بن عبد الملك يدلّ على أن هذا الوعد ليس منحصراً بمن تعزى بعزاء سيّد الشهداء الإمام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وحسب، بل إنّ الحزن واقامة المآتم في مصائب جميع الأئمة المعصومين (عليهم السلام) سيكون له مثل هذه النتائج. يقول الإمام (عليه السلام) في تتمة حديثه:

وإن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض.(3 )

2- غفران الذنوب

أنّ البكاء في مصائب آل بيت محمد(ص) سبب لغفران الذنوب يقول فضيل وهو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) أن الإمام (عليه السلام) قال لي:

من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه ولوكانت مثل زبد البحر.(4 )

إن البكاء في مصاب سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) يغفر حتى الكبائر الذنوب يقول الإمام الرضا (عليه السلام) وضمن وصيته بالبكاء على الحسين (عليه السلام):

فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإنّ البكاء عليه يحطُّ الذنوب العظام(5 )

فالبكاء حزناً على ما لاقى سيّد الشهداء (عليه السلام) هو تأسّ عليه وعلى آل بيته وأنّ هذا يتجذر  في محبة الإمام (عليه السلام)، إذاً فالإمام (عليه السلام) يلحظ من أحبّه ويطلب له المغفرة الإلهيّة، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام):

وإنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له، ويقول: أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت وإنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة.(6 )

3- الزحزحة عن النار

حينما تغفر ذنوب المتعزّي بعزاء الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فانه سيزحزح عن جهنم ولا يدخل فيها وستكون هذه نتيجة لبكائه على هذا البيت الطاهر يقول الإمام الصادق (عليه السلام):

من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرّم الله وجهه على النّار.(7 )