1- أداء الحوائج
إنّ تقديم المعصومين (عليهم السلام) وشيعتهم والسعي في رفع حوائجهم سيكون أرضية لحصول اللطف الإلهي. فمن يؤثر حق المعصومين وشيعتهم على نفسه سيكون جديراً بقضاء أهم حوائجه من قبل الله تعالى. يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: "لا تدعوا صلة آل محمد (عليهم السلام) من أموالكم، من كان غنيا فعلى قدر غناه، ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره، ومن أراد أن يقضي الله أهم الحوائج له فليصل آل محمد (عليهم السلام) وشيعتهم، بأحوج ما يكون إليه من ماله".(1 )
2- الشفاعة
إن قضاء حوائج آل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) سيؤدي إلى شفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في القيامة. فالإنسان في القيامة سيكون محتاجاً لشفاعة المعصومين (عليهم السلام). إنّ هكذا حاجة كبيرة أنّما تتحقق من خلال قضاء حوائجهم (عليهم السلام) في هذه الدنيا. وقد عدّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القاضي لحوائج آل بيته المعصومين (عليهم السلام) فيمن ستناله شفاعة رسول الله في الآخرة وذلك حين قال:
أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده.(2 )
نتائج الذكر
إن ذكر المعصومين (عليهم السلام) ستكون له نتائج حسنة جمّة. فتذكر فضائلهم، وكراماتهم، بل وحتى مصائبهم ومسرّاتهم سيكون سبباً لاقتراب الإنسان قلباً وروحاً منهم (عليهم السلام) كما أنّ هذا القرب ستكون له نتائج مختلفة ويمكن تصنيف هذه النتائج إلى فئتين، فئة تذكر الفضائل والكرامات وفئة تذكّر المصائب والمسرّات (نتائج إقامة المآتم والأفراح)
أ- نتائج تذكّر الفضائل والكرامات
واحد- علاج الآلام: تشافى الآم الإنسان عند ذكر مقام ومنزلة المعصومين (عليهم السلام). فتذكر خاصّة أولياء الله تعالى سيضع الإنسان في معرض إشراقات نور فضائلهم وهذا الأمر هو ما يؤدّي إلى شفاء أوجاع الروح والنفس فالإنسان وبحكم فطرته ميّالا للخير والفضائل وحينما يتذكر الفضائل سيطمئن قلبه وستطيب نفسه. لأن ذكر الله هو العلاج لجميع الاسقام وذلك ما نجده جلياً في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) حين يقول في دعاء كميل بن زياد:
يا من اسمه دواء وذكره شفاء(3 )
وقد ورد في دعاء عن الباقر (عليه السلام) أنّه كان قد علّم هذه الكلمات.(4 ) وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):
ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا الله عزّ وجل ولم يذكرونا إلّا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة، ثم قال: [قال] أبو جعفر (عليه السلام): إن ذكرنا من ذكر الله وذكر عدونا من ذكر الشيطان.(5 )
وقد ورد عن الإمام (عليه السلام) في كلام آخر له وفيه يشير بصراحة اكبر إلى هذا المعني بقوله:
شيعتنا الرحماء بينهم، الذين إذا خلوا ذكروا الله [إن ذكرنا من ذكر الله] إنا إذا ذكرنا ذكر الله وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان.(6 )
فحينما يكون ذكر أهل البيت (عليهم السلام) في عداد ذكر الله تعالى، وذكر الله شفاء لسقم الإنسان، إذاً فذكر الأئمة المعصومين (عليهم السلام) سيكون علاجا للأسقام؛ وهذا ما يشير اليه أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب(7 )
وقد اعتبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر أهل البيت (عليهم السلام) الاكثر تأثيرا بعد القرآن في شفاء الصدور وذلك حين قال في بيانه "للنفحات، و"النفثات" الشيطانية:
وأما نفثاته فأن يرى أحدكم أن شيئا بعد القرآن أشفى له من ذكرنا أهل البيت ومن الصلاة علينا، فإن الله عزّ وجل جعل ذكرنا أهل البيت شفاء للصدور.(8 )
فالقلب الذي يشفى من سقم الوساوس والشك، والقساوة و...، فانه لايموت ابداً، لأنّ موت القلب هو نتاج لإحدى هذه الأسقام ومن يجلس في مجلس ذكر ولاية المعصومين (عليهم السلام) سيكون آمناً من هذه الأسقام. فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام):
... من جلس مجلسا یحیی فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.(9 )
إنّ من الطبيعي أن يكون هناك أثر لشفاء الجسم من الأمراض عند شفاء القلب، وذلك بمعنى أن هناء الروح وتخلّصها من القلق والإضطراب يلعب دوراً مؤثراً في علاج الأسقام وأمراض الجسم. الذي يعدّ البحث فيه خارجا عن موضوع هذا الكتاب.
إثنان: صفعة لإبليس: إنّ ذكر فضائل المعصومين (عليهم السلام) سيقوي من محبتهم ومعرفتهم والإيمان بهم (عليهم السلام) في القلب وهذا ما سيدخل الألسن والعذاب لدى من أقسم على أن يضل البشرية. فالذاكرين لكرامات آل بيت العصمة (عليهم السلام) ومع تذكرهم لذاتهم سيصفعون ابليس صفعة مدوية يملأ صداها عالم ملائكة الله ما يجعلهم يلعنونه بأجمعهم. روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام):
ليس شئ أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الاخوان في الله بعضهم لبعض، قال: وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلّا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم فت