ابنا : ولم تكن وسائل الإعلام الدولية بحاجة لتفاصيل أكثر، وكان يكفيها ارتباك المؤسسة الرسمية في تعاملها مع الحدث لتتأكد بأن المعلومات الواردة عن مقتل الفتى صحيحة تماماً. وكان المصدر الأول لهذه التقارير بيانات لمنظمات سياسية وحقوقية، التقت بعض وسائل الإعلام أقرباء الفقيد وشهود عيان كما تواجدت في موقع الحدث، وأكدت الخبر منظمة العفو الدولية عبر بيان صدر عنها في وقت لاحق. وجاء استشهاد الفتى الذي يبلغ من العمر 14 عاماً فقط، في سياق ليلة طويلة من الاحتجاجات المخطط لها مسبقاً والتي عمت جميع مناطق البحرين واستدعت انتشار قوات الأمن بشكل واسع جدا وغير مسبوق في كل زقاق وطريق بمناطق الاضطرابات، التي شهدت قمعاً شديداً وصدامات عنيفة جداً، وفرض حصار مشدد حتى على شوارعها الداخلية. وبعد التقارير الخبرية المكثفة التي بثتها ونشرتها وسائل الإعلام الدولية عن الحدث، لم تعد هناك حاجة لأية تبريرات أو مخارج إعلامية من الحكومة التي ما زالت تحقق وفي نفس الوقت (تؤكد) أن قوى الأمن لم تحتك بالمتظاهرين ولم تتعامل مع "خارجين على القانون"، في محاولة لم تجد نفعا للتنكر من الجريمة، وفي تصريح متضارب مع خبر آخر بثته في الصباح عن تفريق مجموعة صغيرة في جزيرة سترة فجر اليوم. ونقلت الخبر (مدعماً بصور حديثة وأرشيفية لقمع التظاهرات) العديد من وكالات الأنباء الدولية منها رويترز، الفرنسية، أسوشيتد بريس، الألمانية، UPI وغيرها، كما بثته قنوات CNN وBBC وFrance 24 ومونت كارلو والجزيرة العربية والإنجليزية والعالم والمنار، وغطت الخبر العديد من الصحف العالمية والمواقع الإخبارية الدولية على صفحاتها في الإنترنت، منها صحيفة نيويورك تايمز، واشنطن بوست، دويتشه فيله الألمانية، روسيا اليوم، سويس إنفو، القدس العربي، الحياة، بوابة الأهرام، اليوم السابع، وغيرها.
وكالات الأنباء: مقتل فتى شيعي خلال تظاهرة في البحرين
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية الخبر عن جمعية الوفاق، وقالت "إن فتى شيعياً قتل الأربعاء إثر إصابته في الوجه بقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها قوات الأمن لتفريق تظاهرة في قرية سترة، قرب المنامة" وأضافت أن الفتى أصيب خلال "صدامات اندلعت عقب صلاة العيد بين رجال الأمن وعدد من المحتجين" بينما رجعت رويترز في نبئها إلى بيان لجمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، ونقلت تأكيد الحكومة البحرينية لمقتل الفتى، وما صرح به مدير عام شرطة المحافظة الوسطى لوكالة أنباء البحرين، والذي قال إنه "يجري التحقيق في الواقعة دون أن يذكر كيف أصيب الطفل" وأشارت رويترز إلى أنه كثيراً ما تندلع احتجاجات صغيرة واشتباكات مع قوات الأمن في المناطق التي تقطنها أغلبية شيعية بعد أن قمعت الحكومة التي يهيمن عليها السنة احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في وقت سابق من هذا العام.
سي إن إن عن والد الشهيد: لقد فقدت ولدي، إنه لا يستحق هذا المصير
من جانبها قالت سي إن إن عبر موقعها الإخباري - العربي، إن صبياً في الرابعة عشرة من العمر سقط قتيلاً، بعد إصابته بالرصاص في منطقة "سترة" في البحرين، صباح الأربعاء، أول أيام عيد الفطر لدى غالبية الشيعة، ليرفع حصيلة قتلى الاحتجاجات التي تشهدها المملكة الخليجية منذ مطلع العام الجاري، إلى 34 قتيلاً. وأضافت نقلاً عن عدد من أقارب القتيل ومصادر بالمعارضة تحدثوا لها بأن القتيل كان ضمن مجموعة توجهت إلى مقبرة "سترة"، في جنوب غربي العاصمة المنامة، في أول أيام العيد، لقراءة الفاتحة على قبر أحد قتلى الاحتجاجات. وأن قوات مكافحة الشغب قامت بملاحقة هؤلاء الأشخاص داخل المقبرة، وأطلقت عدداً من قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم لتفريقهم، مما أدى إلى إصابة الطفل علي جواد بإصابة بالغة في رأسه، نُقل على إثرها إلى أحد المراكز الطبية القريبة، إلا أنه لفظ أنفاسه بعد قليل من وصوله. وأشار الموقع الإخباري الذي يفرد صفحة خاصة للتطورات في البحرين بعنوان "انتفاضة اللؤلؤة" إلى أن الطفل علي جواد هو أول ضحية بعد خطاب عاهل البحرين، قبل يومين، والذي تعهد فيه بالعفو وعودة المفصولين وفتح صفحة جديدة مع من أساءوا إليه. كما أنه ثامن قتيل يسقط بمنطقة "سترة"، وثاني طفل يُقتل في الشارع على أيدي قوات الأمن، منذ بدء الاحتجاجات في 14 فبراير/ شباط الماضي. وكان الموقع الإخباري للقناة باللغة الإنجليزية قد تحدث إلى والد الشهيد الذي قال "لقد فقدت ولدي، إنه لا يستحق هذا المصير"، كما غطت القناة التلفزيونية خبر مقتله في نشراتها الإخبارية.
بي بي سي عن عم الفقيد: العبوة أطلقت من مسافة لا تتجاوز 7 أمتار
وعبر موقعها في الإنترنت، نقلت بي بي سي أن صدامات اندلعت عقب صلاة العيد اليوم الأربعاء قرب العاصمة البحرينية المنامة بين رجال الأمن وعدد من المحتجين أدت إلى مقتل صبي في الرابعة عشرة من عمره توفي بعد أن أصابته عبوة غاز مسيل للدموع. وقال عم القتيل للقناة إن رد عبوة الغاز أطلقت مباشرة على المحتجين من مسافة لا تتجاوز سبعة أمتار، وإن الشرطة استخدمتها كسلاح. وكانت القناة قد نشرت في في إبريل الماضي تقريرا مثيراً عن حملة القمع في البحرين تحت عنوان (جزيرة الرعب) والذي أحدث ضجة كبيرة. وفي تقريرها الإنجليزي عن الحدث، قالت بي بي سي إن المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن صارت حدثا ليليا منذ رفع قانون الطورائ، وكذلك غطت القناة التلفزيونية والراديو التابع لها خبر مقتل الصبي في نشراتها الإخبارية.
الجزيرة: الشهيد الأخير
وفي تغطية لافتة، قالت قناة الجزيرة الإنجليزية بأن هذا القتيل الشاب هو من تدعوه المعارضة البحرينية بالشهيد الأخير في قضيتهم، وعرضت القناة تصريحاً مصوراً لوالد الشهيد قال فيه "كنا نهنئ بعضنا البعض بالعيد، وبعد أن أنهينا للتو صلاة العيد، أتت الشرطة وأطلقت الرصاص المطاطي، تعرض الناس لإصابات وتم أخذ ابني للمستشفى، هاجمونا في المستشفى وأخذوا ابني بالقوة، وقالوا لو تحدث أي شخص فإنهم سيطلقون النار عليه" وأضاف "نحن نفقد أطفالنا ولا يمكننا أن نقوم بأي شيء" كما عرضت القناة صورا لجثة الفقيد في المركز الصحي، وصورا للتظاهرات الليلة وقمعها الذي وصفته بالوحشي، وقالت القناة "إن قدراً قليلاً من هذه التظاهرات يتم تغطيتها حيث تمنع السلطات معظم وسائل الإعلام الدولية من دخول البلاد" وأشارت إلى أن حكومة البحرين مدعومة بقوة خليجية تقودها السعودية شنت حملة لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي يقودها الشيعة. وفي إشارة ساخرة، وضعت القناة اقتباساً لخطاب الملك الأخير قال فيه عن سوء معاملة المعتقلين إنه "لا يرضي الله ولا يرضينا"، وعبر موقعها الإخباري قالت القناة إن البحرين تشهد اضطرابات في الأشهر القليلة الماضية منذ أن اندلعت التظاهرات المطالبة بالحرية والحقوق السياسية من قبل الأغلبية الشيعية. وسبب برنامج وثائقي للقناة قبل أقل من شهر حرجا كبيرا لحكومة البحرين، ووصف البرنامج الثورة السياسية في البلاد على أنها صرخة في الظلام. من جانبها أشارت قناة الجزيرة العربية إلى الحدث ضمن سياق نشراتها الإخبارية، كما جاء في صدر موقعها الإخباري، الذي أشار إلى مسيرات ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ومحاولاتها الوصول إلى موقع دوار اللؤلؤة، كما نشر صورة القنبلة التي قتلت الطفل، وفي تقرير ثان أشارت الجزيرة إلى مسيرات ليلة أمس وقمعها من قبل قوات الأمن، وقالت إن شعارات مناهضة للنظام ومطالبة بتنحي رئيس الوزراء قد رفعت فيها.
نيويورك تايمز: سترة (ميناء النفط) معقل المناهضين للحكومة
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز عبر موقعها في الإنترنت، إلى أن ردود الأفعال السريعة من قبل الحكومة حول مقتل الصبي تشير إلى جدية مخاوفها من أن يشعل مقتله اضطرابات شديدة، وأضافت الصحيفة أن سترة (ميناء النفط) تعرف بأنها معقل الناشطين السياسيين المناهضين للحكومة من سكانها الشيعة وذلك في أوج الاحتجاجات التي قمعها النظام في مارس/آذار الماضي. وقالت الصحيفة إن البعض يسعى لتحويل وفاة الطفل لتكون مصدر تحشيد للتظاهرات المتجددة ضد حكام البلاد من الأقلية السنية، وأشارت إلى تصريح للحقوقي نبيل رجب عبر حسابه في تويتر، قال فيه إن مقتل الطفل هدية الحكومة للشعب في عيد الفطر. وعرضت الصحيفة مقطع فيديو للشهيد احتوى نداءً للأمين العام للأمم المتحدة جاء فيه "بان كي مون: هل ترى؟" ونقلت عن ناشطين قولهم إن القمع العنيف للتظاهرات في البحرين لا يلقى اهتماماً من المجتمع الدولي كالذي تحظى به سوريا وليبيا، لأن حكومتها حليفة للولايات المتحدة والسعودية. وكانت الصحيفة قد قالت في تقرير نشر حديثاً إن على على الولايات المتحدة أن تحث الملكية البحرينية على وقف عمليات القمع ضد المتظاهرين، وأن تبدأ بالتحدث بجدية مع المعارضة والموافقة على مشاركة جدية لها في السلطة.
فايننشال تايمز: وفاة شاب تزيد من مخاوف الاضطرابات في البحرين
وقالت صحيفة فايننشال تايمز التي تواجد مراسلها "سيمون كير" في البحرين مؤخراً، إن مقتل شاب شيعي آخر (وهو الأول منذ يوليو/تموز الماضي) زاد من التوتر السياسي يوم العيد في الدولة الخلجية المضطربة، وجاء بعد يوم واحد من خطاب للملك قال فيه إنه سيعفو عن مجموعة من المتظاهرين في إشارة إلى بدء مصالحة. وأضافت الصحيفة أن الحركات التي يقودها الشباب باستلهام من ثورتي مصر وتونس، تطالب بأفعال عوضاً عن مجرد كلام بعد أشهر من الاعتقالات وتقارير عن تعذيب معتقلين. وقالت إن التظاهرات الواسعة تذكر بالأيام الأولى لثورة البحرين التي بدأت في 14 فبراير، وتبعث بالقلق من الانحدار إلى العنف في هذا البلد الحليف إلى الغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة تسعى لإعادة البلاد إلى طبيعتها مع الانتخابات التكميلية ل 18 مقعدا شغرت بعد الاستقالة الجماعية لنواب جمعية الوفاق والتي تقاطع هذه الانتخابات.
انتهی/137