وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأحد

٢٨ أغسطس ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
262633

کیف نرتبط بالمعصومین؟ـ19

النتائج الاخرویة للارتباط بالمعصومین(ع)ـ القسم الثاني

من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي

7- تجاوز مواقف القيامة بيسر (الميزان، الصراط و...)

إنّ للقيامة مواقف لابدّ للإنسان أن يتوقف فيها ليصل إلى مستقره النهائي؛ وذلك ما أورده القرآن الكريم حيث يقول:

وقفوهم إنّهم مسئولون (1 )

إن لكلّ موقف يتوقف فيه الإنسان خشية وقلقاً وألما خاصّاً به وأنّ هذه الأمور بأجمعها تكون قبل الدخول إلى النار أو الجنّة. وأنّ هذه من قبيل، الميزان وكتاب الأعمال، والحساب و... فالمحبّة وولاية أهل البيت (عليهم السلام) تمثّل الجواز الذي يسمح للإنسان من خلاله بالمرور ببساطة دون الحاجة إلى التوقّف في أيّ موقف. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله تعالى: "وقفوهم إنهم مسئولون"(2 ) يعني عن ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).(3 )

إن المقام السامي لولاية المعصومين (عليهم السلام) هو من يسمح للمحبّ الموالي العبور بسهولة من كل موقف ليصل إلى مكانته الحقيقيّة. فمع انطلاق المحبّة والولاية في قلب المحبّ والشيعيّ الواقعي للائمة المعصومين (عليهم السلام) وتجلي ذلك في سلوكه وخُلقه فإنّه سيتجاوز المنازل البشريّة ليصل إلى مراتب الإنسانية السامية والرفيعة، وستظهر هذه الحركة الاستكمالية في عالم الآخرة حين تتضح الحقيقة الوجودية لكل شخص وتتجسم أعماله. وذلك حين مضيّه من مواقف القيامة العسيرة.

وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي تتمة كلامه المتقدم والذي يثبّت فيه (عشرة معطيات في الدنيا وعشرة معطيات في الآخرة) لمحبّ أهل البيت (عليهم السلام) حيث يقول:

وأمّا في الآخرة فلا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان ويعطى كتابه بيمينه و...(4 )

وقد صرّح الله تعالى أو أشار في آيات قرآنية كثيرة إلى الخشية والرهبة من مواقف يوم القيامة. ويشير في كلام عن هذه الأهوال إلى أشخاص لا تجد في قلوبهم خشية أو خوفاً يقول تعالى:

مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ.(5 )

وقد روى الإمام الصادق نقلاً عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال:

دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عزّ وجل: "من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلّا ما كنتم تعملون"(6 )؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك، فقال: الحسنة معرفه الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت، ثم قرأ عليه هذه الآية.( 7)

وقد ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) مثل هذا لأحد أصحابه وهو داوود بن رقي(8 ) 

إنّ الأمن والخلاص من أهوال القيامة العسيرة يعدّ من الألطاف الإلهيّة التي يحصل عليها محبي أهل البيت (عليهم السلام) يقول الإمام الرضا (عليه السلام) في ذلك:

من أحبنا أهل البيت حشره الله آمنا في يوم القيامة(9 )

إنّ هذا الأمان وكما أشرنا إلى ذلك، سيكون من نصيب الشخص المحبّ في جميع المواقف المهولة ليوم القيامة، وقد أشار إلى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

ألا ومن أحبّ آل محمداً من الحساب والميزان والصراط(10 ) فمع طيّ عن المواقف المهولة ليوم القيامة فإن طريق النار سيغلق بوجه محبّي أهل البيت (عليهم السلام) وسوف لا تصيبهم خشية أو خوف وقد عدّ الإمام الباقر (عليه السلام) معطيات المحبّة في الآخرة بقوله:

ويكتب له براءة من النار(11 ) وقد ورد في أبيات منسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يخاطب فيها الحارث بن الأعوار الهمداني(12 ) قائلاً:

يا حار همدان من يمت يرنـي           من مؤمن أو مـنافـق قـبـلا

يعرفـني طـرفـه وأعـرفه           بعـيـنه واسمـه ومـا فـعـلا

وأنت عند الصراط معترضي            فـلا تخـف عـثـرة ولا زلـلا

أقـول للنار حـين تـوقـف            للعرض ذريه لا تقربي الرجلا

ذريـه لا تقـربـيه إنّ لـه            حـبلا بـحبل الوصي متصلا

هذا لنا شيعة وشـيـعتنـا              أعـطاني اللّه فـيهم الأمــلا

أسقيـك من بـارد على ظمأ            تخاله فـي الحلاوة العـسلا

قول على لحارث عـجــب           كـم ثم أعجوبة له جـمـلا.(13 )

8- قبول الطاعات 

إن لله تعالى على أرضه خلفاء لا تتحقق العبودية له إلّا بمعرفتهم وحبّهم والانقياد لهم. وبدون ذلك لا تقبل طاعة من العبيد. فعن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قلقين من تبوك فقال لي في بعض الطريق ألقوا لي الأحلاس والأقتاب، ففعلوا فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم قال:

معاشر الناس مالي إذا ذكر آل إبراهيم (عليهم السلام) تهللت وجوهكم وإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حبّ الرمان؟ فوالذي بعثني بالحق نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بول