وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ مامضت ساعات من کلمة «حمد بن عيسى آل خليفة» ملك النظام الخلیفي علی شاشة التلفیزیون البحریني حتی أصدر أنصار ثورة 14 فبراير وردّوا علیهم ردا عنیفاً كشفوا القناع عن الوجه القبيح للسلطة الخليفية وفرعون البحرين.
و فیما یلي نص هذا البیان العاجل:
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطاب الذي ألقاه طاغية البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والذي تحدث فيه عن الوحدة ولم الشمل وذرفه لدموع التماسيح عندما قال بأننا لا نقبل أن يتعرض أحد أبنائنا للإساءة في الحجز أو أي مكان آخر ، وأن من أتهموا بالإساءة لشخصه ولرجال المملكة سوف يصفح عنهم ، وأن لجنة تقصي الحقائق كانت خير دليل على إلتزامنا الكامل لمعرفة الحقيقة وأعطاء كل ذي حق حقه ، وأن جميع القضايا سيصدر فيها الحكم في محاكم مدنية ، وفي مقطع آخر من حديثه وصف الشرطة الذين ماتوا بالشهداء بينما وصف شهداء ثورة 14 فبراير بالقتلى ، كان هذا الخطاب ،خطاب آخر محبط لهذا الطاغية الفرعون في أواخر شهر رمضان المبارك وكخطاباته السابقة ، ولم يقدم فيه أي جديد يذكر ، وقد دلل هذا الخطاب عن ضعف السلطة ومحاولتها المساومة مع الشعب والقوى السياسية ، فالسلطة وعلى لسان وزير العدل قبل أسبوع قامت بحملة تهديد ووعيد للقيادات والرموز الوطنية بالإساءة الى سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم ، وصعدت من حملتها الأمنية والقمعية ، ومن جهة أخرى جاء خطاب الطاغية ليدلل بأن بالونات الإختبار التي أطلقتها السلطة قد جاءت بمردودات عكسية عليها بالحضور الكبير والعظيم لعشرات الألوف من أبناء الشعب في صلاة الجمعة ، مما أفشل خططها ومؤامراتها للنيل من الرموز الدينية والوطنية.
إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يستنكرون هذا الخطاب الضعيف والدال على ضعف الطاغية حمد وتغطرسه ومحاولته لإثبات بأنه لا زال يمتلك الهيبة والقدرة والقوة في إدارة أمور البلاد والسلطة ، بينما هيبته وسطوته وسلطانه وصولجانه قد إنتهى إلى الأبد من اليوم الأول لإنطلاق الثورة ، وفي اليوم الأول لقيامه بمسلسل الغدر والخيانة والمكر ضد أبناء الشعب في دوار اللؤلؤة في فجر الخميس الدامي وما تلاه من خيانات وغدر وسفك للدماء وزهق للأرواح والأنفس ، وما تلاه أيضا من إستجلاب الجيوش الأجنبية وإصدارة لقانون الطوارىء وإشرافه المباشر مع قائد قوات درع الجزيرة على عمليات القمع والتنكيل ضد أبناء الشعب ونقضه للقانون وهدمه للمساجد والحسينيات والمظائف وقبور الأولياء الصالحين وحرقه للقرآن الكريم ، وترويع الآمنين في المدن والقرى وقيامه بجرائم حرب ومجازر إبادة ضد الإنسانية لشعبنا ، وقتله لأكثر من أربعين شهيدا وتعذيبه للألآف من المعتقلين والرموز الدينية والوطنية.
إن أنصار ثورة 14 فبراير يرفضون فحوى هذا الخطاب الذي ينم عن بقاء الوضع السياسي على ما هو عليه ، وأنه جاء تمهيدا لتمرير مخطط لعزل رئيس الوزارء وإستبداله بإبنه أو أي شخص آخر ، وإعطاء المجلس النيابي صلاحيات كما هي صلاحيات مجلس الأمة الكويتي مع الإبقاء على صلاحيات الطاغية حمد في تعيين رئيس الوزراء والوزراء ، والإبقاء على الوزارات السيادية في يد الأسرة الخليفية.
إننا نرفض وبقوة تمرير المشروع الجديد والطبخة السياسية الجديدة للسلطة الخليفة وللملك الجزار ، كما رفضنا مبادرة أمير قطر في بياننا خلال زيارته إلى طهران وإننا مرة أخرى نطالب وبقوة لإسقاط الديكتاتور حمد وزمرته العفنة ونطالب بقيام نظام حكم جديد على أنقاض الحكم الخليفي الإستبدادي ، كما ونطالب الشعب وشباب الثورة بالرد القوي والحاسم خلال هذه الأيام والإصرار وبكل قوة على العودة إلى ميدان الشهداء ، وإننا عائدون بإذن الله ولا زلنا على إصرارنا على حقنا في تقرير المصير ورحيل السلطة الخليفية الديكتاتورية.
كما ونطالب الجمعيات السياسية المعارضة بالتحالف والتنسيق مع شباب الثورة والإلتحام مع العلماء والرموز الوطنية والدينية لإفشال هذا المشروع والإصرار على مقاطعة الإنتخابات التكميلية والإصرار على مطالبها السياسية في صياغة دستور جديد وبرلمان كامل الصلاحيات وحكومة منتخبة ودوائر عادلة ومشاركة فعالة في حفظ الأمن.
وإن أنصار ثورة 14 فبراير لا زالوا على عهدم مع القوى السياسية في المعارضة وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير متمسكين بمشروع إسقاط النظام الديكتاتوري ورفض أنصاف الحلول ، لأن هذه السلطة أثبتت وخلال أكثر من ستين عاما عدم جديتها على تحقيق مطالب الشعب والمراوغة والمناورة وممارسة أنواع الحيلة والمكر للهروب الى الوراء لكي لا تحقق مطالب الشعب العادلة والمشروعة.
يا جماهيرنا الثورية! يا شباب ثورة 14 فبراير!
لقد كشف خطاب طاغية البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي ألقاه قبل ساعة من إصدار هذا البيان ورسالة وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف إلى آية الله الشيخ عيسى قاسم التي تحذره من الإستمرار في نشاطه الديني والسياسي عبر منبر الجمعة ، الوجه القبيح للسلطة الخليفية ومعاوية ويزيد العصر حمد بن عيسى آل خليفة.
فسياسة منبع المنابر من التحدث عن الوضع السياسي والإجتماعي والديني والثقافي للأمة هي سياسة بني أمية في زمن معاوية بن أبي سفيان وإبنه يزيد بن معاوية وإستمرت آبان الحكم الأموي ، وأشتدت أيضا في ظل الحكم العباسي.
لقد سعى بني أمية وبني العباس إلى منع الأئمة المعصومين من آل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم من الإستفادة من المنابر وخصوصا منبر الجمعة في تنوير الأمة وتثقيفها ورفع مستوى وعيها الديني والسياسي والثقافي ، وفرضوا حالة من الإرهاب والقمع ضد أئمة الهدى وأتباعهم.
وحاليا يسعى الديكتاتور حمد وفي فترة حكمه القمعية والإستبدادية أن يفرض سياسته الإرهابية والقمعية والفرعونية على شعبنا الذي أبى بكل قطاعاته وفئاته وأطيافه السياسية المشاركة في الإنتخابات التكميلية للمجلس التشريعي التي ستقام في سبتمبر القادم.
لقد أعطى العلامة الشيخ عيسى قاسم والجمعيات السياسية المعارضة فرصة تاريخية للسلطة في المشاركة فيما يسمى بمؤتمر حوار التوافق الوطني ، فشاركت الجمعيات وتم تهميشها وإقصائها بإعطائها تمثيل لا يليق بمستوى حجمها وعمقها الشعبي ، وطالبت الجمعيات السياسية المعارضة بإعتماد مرئياتها السياسية ولم توفق لذلك بعد أن تم رفض كل إقتراحاتها وتصوراتها ، وقامت جمعية الوفاق بإرسال رسالة الى الطاغية حمد تطالب فيها بالموافقة على قيام مملكة دستورية ، إلا أنه قد خاب ظنها بالرفض أيضا.
ولذلك فإن الجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية صعدت من عملها الإعلامي والسياسي بعد أن رفع ما سمي بمؤتمر الحوار مرئياته الى الديكتاتور حمد الذي بدوره أصدر تعليماته ومراسيمه الملكية للسلطة التشريعية والتنفيذية بإجراء بعض الإصلاحات السطحية وعودة الأوضاع إلى المربع الأول كما نلاحظها من تلميحه في خطابه الأخير.
وقد سعت الجمعيات السياسية المعارضة بالإعلان عن تصوراتها ومرئياتها للإصلاح الحقيقي والشامل بصياغة دستور جديد ودوائر إنتخابية عادلة ومجلس تشريعي كامل الصلاحيات وحكومة منتخبة والمشاركة في حفظ أمن المواطنين ، وأعلنت عن مقاطعتها جميعا للإنتخابات التكميلية ، وطلب سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم من الشعب بمقاطعة الإنتخابات لأنها لا تحقق تطلعات الشعب في الإصلاح السياسي الشامل.
وجاء موقف العالم الجليل والطود الشامخ الشيخ عيسى قاسم المطالب لمقاطعة الإنتخابات ضربة قاصمة للمشروع الأمريكي السعودي الصهيوني الذي كانت السلطة تريد فرضه على الواقع وعلى الشعب بالقوة والحديد والنار وبقوة القبضة الأمنية والخيار الأمني ، لذلك إنبرت أصوات نشاز وأفواه نتنة عفنة من السلطة القمعية الخليفية بتهديد الشيخ قاسم والوعيد له بعدم الإستفادة من منبر الجمعة في الأمور السياسية ، وجاء رد سماحته في خطبة الجمعة الماضية ردا ثوريا ومتينا وحكيما وقاطعا ، وجاء رد الجماهير البحرينية المؤمنة هو الآخر ردا ثوريا بحضورها بمئات الألآف في خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز ، حيث قدر حضور الجماهير بأكثر من مائ