وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ ظهر قبل دقائق «حمد بن عيسى آل خليفة» ملك النظام الخلیفي علی شاشة التلفزیون البحریني و ألقی كلمة متناقضة اعترف فیها بتعذیب المعتقلین ومرارة الشعب المظلوم في الشهور الماضیة.
أشار حمد في کلمته إلی وجوب التعايش الوطني و ادعی أن البعض قد غفل عن حتمية التعايش بين الجميع وقال: «لا أحد منا يريد أن يعيش وحيداً بطيفه وان يستبعد الآخرين. إن نجاحنا هو في إخائنا المتنوع في ثقافاته والمتوحد في وطنيته وحضارته».
اعترف حمد بأن أفعال نظامه الظالمة جعلت الفترة الأخيرة مؤلمة للجميع، کما أقرّ بأن الثقة بین الشعب والدولة قد زالت ويجب علينا ألا نفقد ثقتنا في بعضنا البعض!
ثم اعترف رأس النظام الفاقد للشریعة في البحرین بإخراج العمال والأطباء والطلبة عن عملهم ودروسهم قائلاً: «رغم التزامنا التام بتوفير الأمن والسلامة والطمأنينة لشعبنا ، إلا أنه لا يرضينا أن يتعرض أي من أفراد شعبنا بما يمس أمنه وحريته ومصدر رزقه وتحصيله العلمي ، بما يبقی في نفسه مرارة ، تؤثر على عطائه لوطنه فالتسامح والابتعاد عن العنف هو ما نصبوا إليه وليس التشدد في العقاب بما يؤثر على وحدتنا وتلاحمنا وتعايشنا الوطني . وهذا يتطلب أن نبني جسور الأخوة والصداقة لتجتمع القلوب على ما هو خير للجميع ، وعندما نرى العمال يزاولون أعمالهم والطلبة في طلب العلم ، فأن تخلّف البعض لسبب ما ، يلزمنا البحث في معالجة أمرهم ليلتحقوا بزملائهم ، وبهذا يكتمل الركب في العمل بما يعود بالخير عليهم وعلى عائلاتهم وبلدهم. وهذه أوامرنا للمؤسسات المعنية بهذا الشأن وعليها المتابعة وبخطوات أسرع».
ولکن ذروة کلمته الاعتراف بتعذیب المعتقلین والسجناء حینما قال: «وهناك من مواطنينا من تعرض للإصابة وللمعاملة السيئة وللوفاة من مختلف الأطراف» واستمر قاتلاً: «وهناك من قبض عليه ومن ثم اثبت التحقيق بأنه قد تعرض ، وبصفة فردية ، للمعاملة السيئة والإساءة وهو قيد الاحتجاز وهذا شيء لا يرضی الله سبحانه وتعالى ولا يرضينا. فمن مسؤولية الدولة أن توفر لهم الحماية اللازمة حتى يأخذ القانون مجراه».
وما أسرع خیبة أمل المستمعین عندما أشار حمد إلی "لجنته العمیلة" و قال: «ولا بد أن يعلم الجميع أن في البحرين لدينا قانون يسمح للمتضررين من سوء المعاملة بطلب التعويض ، وربما لا يفهم البعض هذه القوانين أو يظنون إنها لن تطبق بعدالة ، لذلك سنطلب من المجلس الأعلى للقضاء لمتابعة تحقيق ما تقدم. وما اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق إلا خير دليل على التزامنا الكامل لمعرفة الحقيقة ، ولإعطاء كل ذي حق حقه . شاكرين ومقدرين لهم صبرهم وجلدهم في عملهم النبيل».
الجدیر بالذکر أن خطبة حمد هذه جائت مساء یوم خرج «خلیفة بن سلمان آل خليفة» رئيس الوزراء البحريني الجزار من المملکة باتجاه غیر معلوم، ونقلت مواقع خبریة بأن هذه المبادرة مقدمة لتنحيه من منصبه الذي یتصداه لأربعة عقود!
وهذا کله من فضل ثورة الکرامة المبارکة للشباب البحریني الغیاری.
...................
انتهی / 101