ابنا : تقول الرسالة "بعد أن كان كل من الطبيبين غسان ضيف وحسن التوبلاني يعانيان من الضغوط النفسية، مما أدى لوصف أدوية مضادة للاكتئاب لهما، وذلك بعد عرضهما على طبيب نفساني متخصص، أضيف إليهما اليوم طبيبين آخرين هما محمد أصغر وأحمد عمران، عاينهما طبيب نفسي متخصص وأعطاهما أدوية لعلاج حالتهما النفسية والضغوط النفسية الشديدة التي يعانيان منه، لكن ما حدث للطبيب سعيد السماهيجي كان الأكثر ألماً اليوم".
ثم تتناول الرسالة تفاصيل الحادثة التي تعرض لها الطبيب السماهيجي الذي يرقد حالياً في جناح 205 بوحدة العناية القصوى بمستشفى السلمانية، أنه "بتاريخ 7 أغسطس الساعة 11:30 مساء، زار السجن مسئول كبير في جولة تفقدية مع عدد من مرافقيه، وكان سعيد السماهيجي في زنزانته، وعندما سمع بوجود المسؤول اقترب من الباب وطلب منه الدخول إلى زنزانته، وأخذ يشتكي له من التوقيف غير القانوني والضغوط التي يعاني منها والآخرون خصوصاً في أجواء شهر رمضان المبارك، وطالب بالإفراج الفوري عن الكادر الطبي أسوة بالآخرين من الموقوفين، وكان يتحدث بنبرة من الواضح عليها التأثر الشديد والضيق، ثم قال بانفعال بالغ: إننا محتجزون كرهائن"، وتضيف الرسالة أنه "بعد خروج المسؤول مباشرة حوالي الساعة 12 صباحاً، اشتكى -السماهيجي- من ألم شديد في الرأس أعقبه ترجيع مستمر، ثم ازداد الألم وأصبح لا يتحمله، فنقل للعيادة في الحوض الجاف ثم إلى عيادة القلعة ثم أعيد للسجن لكن حالته لم تستقر. والألم ما يزال مستمراً لليوم الثاني، مما اضطره لعدم تناول الإفطار. وعند السحور زاد الألم وأصيب بصداع نصفي حاد وازدواجية في النظر، فاتضح أنه أصيب بشلل في العصب المخي السادس، وعدم تساوي فتحتي بؤبؤ العين مع علامات لتهيج الغشاء المحيط للمخ، مما يدل على احتمال نزيف في المخ". وتوضح الرسالة "بعدها أصر أحد الأطباء الموقوفين على نقله للعيادة لحالته الخطيرة، تم نقله حوالي الساعة 3:30 صباحاً لعيادة الحوض الجاف، وأمر طبيب المناوبة نقله للعسكري واتضح بعدها إصابته بنزيف في المخ نقل على إثرها للسلمانية في حالة خطيرة بانتظار الفرج من الله والعلاج السريع من هذه الجلطة الدماغية. ومع تمنياتنا بالشفاء ل د.سعيد إلا أننا نؤكد أن الطاقم الطبي يعاني من ضغوط نفسية وجسدية شديدة في ظل ظروف التوقيف القاسية".
و أن من شخّص حالة السماهيجي وتوقع احتمالية الجلطة هو الطبيب حسن التوبلاني، أصرّ من فوره على ضرورة إخراج السماهيجي ونقله للعيادة الطبية، وأنه لولا وجود أطباء يمكنهم تمييز الحالة وتشخيصها معه في المعتقل، لكان السماهيجي تعرض لكارثة صحية قد لا ينجو منها.
التدهور النفسي الذي يعيشه الكادر الطبي والأكاديميون في المعتقل آخذ في الزيادة حسب ما تكشف الرسالة. في الوقت نفسه تواردت أنباء تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن إصابة د.مسعود جهرمي بالتهاب الكبد الوبائي داخل السجن، وهو أكاديمي معتقل منذ شهر إبريل الماضي. فيما لا يزال إبراهيم الدمستاني يعاني من كسر في عظمة أسفل الظهر بسبب التعذيب الذي تعرض له في الأيام الأولى من اعتقاله، وهو بالمناسبة فقد ابنه (16 سنة) شهيداً في 14مارس بعد دهسه بالسيارة عمداً. فيما تحتاج رئيسة جمعية الممرضين (رولا الصفار) إلى إجراء فحوصات طبية، ضمن الفحوصات الدورية اللازمة لها، للتأكد بأنها ما تزال في مأمن من سرطان الثدي الذي عُولجت منه في التسعينيات ونجت منه بإعجوبة بعد زراعة نخاع العظم.
جدير بالذكر أن (رولا) قامت مؤخراً بالإضراب عن الطعام احتجاجاً على استمرار التوقيف غير القانوني، أن الطبيب على العكري أعلن أن الكادر الطبي سيضرب عن الطعام ابتداء من يوم الجمعة 11 أغسطس، في حال لم يتم الإفراج عنه.
يأتي هذا في الوقت الذي أحالت فيه النيابة العامة 45 من الكوادر الطبية إلى المحكمة الصغرى الجنائية بتهم جنح وأسقطت تهم الجنايات التي نُسبت إليهم سابقاً وتم توثيقها على هيئة اعترافات في مضابط الأمن الرسمية (!)، وتتمثل التهم المنسوبة إلى الأطباء والكادر الطبي الآن في التحريض على كراهية النظام والتجمهر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالمصلحة العامة، وهو ما يبدو تمهيداً للإفراج عن الكادر الطبي الذي أنهى (في حال الجنح) معظم المدة المحددة.
انتهی/137