وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الجمعة

٥ أغسطس ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
258028

بیان المجمع العالمي لأهل البیت (ع) بمناسبة شهر رمضان المبارك

بسم الله الرحمن الرحیم

«یا أیها الذین آمنوا كتب علیكم الصیام كما كتب علی الذین من قبلكم لعلكم تتقون ـ البقرة، 183»

یبارك المجمع العالمي لأهل بیت ـ علیهم السلام ـ للأمة الاسلامیة حلول شهر رمضان المبارك سید الشهور و افضلها، و هو شهر ضیافة الله تعالی ، و فیه لیلة القدر التی هی خیر من الف شهر ، و قد ورد عن رسول الله ـ صلی الله علیه و آله ـ في استقبال هذا الشهر العظیم انه قام خطیباً فقال: «أیها الناس ، انه قد اقبل الیكم شهر الله بالبركة و الرحمة و المغفرة ، شهر هو عند الله افضل الشهور ، و ایامه افضل الایام ، و لیالیه افضل افضل اللیالی و ساعاته افضل الساعات».

و قد ذكرت الآیة الشریفة ان الهدف من الصیام هو الحصول علی التقوی و هی عنوان عام یشمل مصادیق كثیرة منها العودة الی الله تعالی و التوبة و الاستغفار و الرجوع الی الفطرة ، و یحل علینا هذا الشهر الكریم و تعیش امتنا فی عصر صحوة الاسلامیة المباركة ، و العودة الی الاسلام بكامل وجودها و كل ابعادها ، و نسال الله تعالی ان تكلل هذه الصحوة بالنجاح الباهر ، كما و ندعو الله تعالی ان یتحقق وعده علی ید منقذ البشریة الامام المهدي المنتظر ـ عجل الله تعالی فرجه ـ لیسود العدل و القسط ارجاء المعمورة.

و علی المسلم ان یقف فی كل لحظات هذا الشهر مع نفسه متدبرا متاملا و آیبا الی الله تعالی ، حیث تتضاعف الحسنات، و تمحی السیئات كما روی ان رسول الله ـ صلی الله علیه و آله ـ «إن الشقی من حرم غفران الله فی هذا الشهر العظیم». و لا یغفل عن ان حصول هذه الثمار الكبیرة تحتاج الی توجه و سعی و عمل و اخلاص.

فهذا الشهر هو شهر مراجعة و تفكیر و تامل و محاسبة للنفس ، اذ حینما یمتنع الانسان فی هذا الشهر الكریم عن الطعام و الشراب ، و بقیة الشهوات التی یلتصق بها یومیا ، فانه یكون قد تخلص من تلك الانجذابات التی قد تهلكه بالتمادی فیها ، مما یعطیه فرصة للتوجه نحو ذاته و نفسه ، و تاتی تلك الاجواء الروحیة التی تحث علیها التعالیم الاسلامیة لتعطی له فرص الاستفادة المثلی من هذا الشهر الكریم. و من هذه الفرص:

1- قراءة القرآن الكریم و التی ورد الحث علیها فی هذا الشهر المبارك ، فهو شهر القرآن یقول الله تبارك و تعالی : «شهر رمضان الذي انزل فیه القرآن» و فی الحدیث الشریف: «لكل شیء ربیع و ربیع القرآن شهر رمضان» . هذه القراءة انما تخدم توجه الانسان للانفتاح علی ذاته و مكاشفاتها و تلمس ثغراتها و اخطائها، و لكن ذلك مشروط بالتدبر فی تلاوة القرآن ، و الاهتمام بفهم معانیه، و النظر فی مدی الالتزام باوامر القرآن و نواهیه.

2- صلاة اللیل فرصة حقیقة للخلوة مع الله ، و لا ینبغی للمؤمن ان یفوت ساعات اللیل فی النوم، او الارتباطات الاجتماعیة التی تبعده عن الله تعالی، و یحرم نفسه من اجمل اللحظات التی ینفرد فیها مع ربه، بعد انتصاف اللیل، و ینبغی ان یخطط المومن لهذه الصلاة، حتی یحظی بافضل ثمارها و نتائجها، فیودیها و هو فی نشاط و قوة، بل یكون غرضه منها تحقیق اهدافها قال عز و جل : "ومن اللیل فتهجد به نافلة لك عسی ان یبعثك ربك مقاما محمودا".

3- الادعیة المثورة فی شهر رمضان ، كلها كنوز تربویة روحیة، تبعث فی الانسان روح الجراة علی مصارحة ذاته، و مكاشفة نفسه، و تشحذ همته و ارادته، للتغییر و التطویر و التوبة من الذنهوب و الهفوات. كما توكد فی نفسه عظمة الخالق و خطورة المصیر، و تجعله امام حقائق وجوده و واقعه دون حجاب.

4- ان یراجع الانسان افكاره و قناعاته، و یتسائل عن مقدار الحق و الصواب فیها، ولو ان الناس جمیعا راجعوا افكارهم و انتماءاتهم، لربما استطاعوا ان یغیروا الاخطاء و الانحرافات فیها، غیر ان لسان حال بعض من الناس: " انا وجدنا آباءنا علی امة و انا علی آثارهم مقتدون". ولیكن الانسان حرا مع نفسه، قویا فی ذاته. اذا ما اكتشف انه علی خطا ما، فلا یتهیب او یتردد من التغییر و التصحیح.

5- هذا الشهر الكریم هو خیر مناسبة للارتقاء بالأداء الاجتماعي للمؤمن، و لتصفیة كل الخلافات الاجتماعیة، و العقد الشخصیة، بین الانسان و الآخرین، و هذه اوضح دعوة للمصالحة الاجتماعیة، و ما اعظمها من نتیجة لو تحققت خلال هذا الشهر الكریم، و ما اكبر منزلة تلك القلوب التی تستطیع ان تتسامی علی خلافاتها، و تتصالح فی شهر القرآن من اجل الحصول علی غفران الله، من هنا یحتاج الانسان حقا الی قلب طاهر متزكی، و نیة خیر صادقة، كما قال الرسول الكریم ـ صلی الله علیه و آله ـ : «فاسألوا الله ربكم بنیات صادقة و قلوب طاهرة».

و علینا و علی جمیع المسلمین القيام بتعريف هذا الشهر العظیم المليء بالبركة و الرحمة الی جمیع ارباب الادیان و كل من یرید ان یسلك طریق النجاح و الفلاح لیشعر الانسان بان حیاته وجدت لاجل التكامل و الارتقاء، و ان یكون خیر خلیفة لله تبارك و تعالی فی ارضه و بلاده.

والسلام علی عباد الله الصالحین و رحمة الله و بركاته

المجمع العالمي لأهل البیت علیهم السلام

الاول من شهر رمضان المبارك/1432هـ.

........................

انتهی/ 101 ـ 125