ابنا : أنكروا مكانتها ، وغصبوا حقها ، وسلبوا أرثها ، وعصروها بين الباب والحائط ، وأسقطوا جنينها ، وأضرموا النار في باب دارها ، ولطموا خدها وهي تهرول في أزقة المدينة دفاعاً عن الحق والحقيقة وهم يسحبون بعلها مقيداً بحمالة سيفه ليدفعوه عنوة وزوراً للبيعة والاقرار بما يخالف ما أوصاهم به نبيهم (ص) ، فأبى أسد الله الغالب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) ذلك .كل تلك المصائب والفجائع مرة على أم أبيها وريحانته التي بين جنبيه كما وصفها والدها رسول الله (ص) الذي أقر له الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الحكيم بأنه "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ()" ، في أيام معدودات لم تتجاوز التسعين يوماً على فقدان الأمة لمنجيها ومنقذها من الشرك والضلالة والظلمة وهي في عنفوان شبابها لم تتعد ربيعها الثامن عشر .فعقدوا سقيفتهم وأبوا أن يلتزموا بوصيته (ص) وأقروا العودة الى جاهليتهم وعبادتهم للأوثان ومحاربة كل ما جاء به نبي الرحمة والمودة محمد بن عبد الله (ص) ويستورثوا السلطة والحكم وينتهكوا حرمة أهل البيت (ع) ويستبيحوا دماءهم الطاهرة ودماء انصارهم ومحبيهم وشيعتهم الزكية ويقدمونها قرباناً لآلهتهم اللات والعزى انتقاماً لهدمها على يد علي (ع) في جوف الكعبة وتلبية لرغبة أمية وحقدها وضغينتها على آل الرسول (ص) واتباع دينه الحنيف .ومنذ تلك الأيام وحتى يومنا هذا والمدينة تستغيث وتبكي دماً وتنعى حزناً أبناءها الواحد تلو الآخر بين مسموم ومذبوح ومقطع الأوصال (ع) ولا أحد يغيثها ، فقطعوا شجرة أيكتها حتى لا تستمر بنت نبيهم (ع) بالبكاء على والدها (ص) وهدموا لها بيت أحزانها كما يفعل أحفاد أميتهم اليوم في البحرين وهم يهدمون المساجد والحسينيات ويمنعون أهالي الشهداء والضحايا الذين سقطوا ظلماً وجرماً مضرجين برصاص حقدهم الدفين من البكاء على فلذات أكبادهم واقامة الفاتحة على أرواحهم .فعقدوا سقيفتهم في الرياض وزحفوا بقواتهم ليستبيحوا حرمة أبناء شعب أعزل ويسفكوا دماءهم ويهدموا مساجدهم لانهم يطالبون بأبسط حقوقهم المشروعة وبكل سلمية وفي اطار القانون الذي أقروه هم والوعود التي قطعوها قبل سنين على أنفسهم مستشهدين بعزتهم وكرامتهم التي يفقدونها كما فعل أسلافهم من قبل في "بيعة الغدير" ثم أنكروها بعد زمن قصير، لأن غالبية شعب البحرين من شيعتها ومحبيها وأنصارها.لقد أراقوا دم شجرة أراكها بين مسموم في المدينة ومقطع الأوصال في كربلاء ومن قبلهما سفكوا دم بعلها في مسجد الكوفة واحفادهم يعيدون الكرة ذاتها في كربلاء أخرى بالبحرين ومن قبلها في العراق بمسلسل فتاويهم التكفيرية و كذلك في اليمن والسعودية ، وبلغ بهم الحقد أن حرموا بفتاوى تكفيرهم حتى مساندة المقاومين المؤمنين في لبنان والدعاء لهم بالنصر خلال حربهم مع بني صهيون لما يربطهم من صلة رحم وقرابة بهم فهم من نسل بني قريضة التي أستخدمت مختلف الوسائل والحيل في محاربة الاسلام وإيذاء رسول الله (ص) وانصاره وشيعته .انتهكوا المقدسات واستباحوا الحرمات واستهدفوا النساء والاطفال والشيوخ بعمد فضلاً عن الشباب برصاص شوزنهم (الرصاص المطاطي) وعرضوا المعتقلين منهم لأبشع أنواع التعذيب وانتهاك الأعراض أمام أعين الاطفال وذوي المعتقلات وفعلوا الفاحشة بالاطفال ومثلوا باجساد الشهداء ودعوا الجرحى ينزفون دماً مانعين وصول الاسعافات الطبية اليهم حقدا وكرها ، فتعالت أصوات الاستغاثة عالية وطالبت المنظمات الحقوقية العربية منها والدولية بايقاف نزيف الدم بالبحرين وضرورة ايفاد لجان لاجراء تحقيقات ميدانية للانتهاكات المستمرة ومحاكمة ومعاقبة المجرمين ولكن لا أحد يسمع ذلك كأن على رؤوسهم الطير وابتلوا بالصم والعمى .فعشرات الشهداء ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين في سجون آل خليفة وآل سعود ومعهم آل نهيان يرسمون صور جديدة من الحقد الوهابي – التكفيري المتواصل ويعيدون للذاكرة ما كان يعانيه شيعة أهل البيت (ع) وما جرى عليهم في كل لحظة من لحظات القرون الماضية من بنائهم داخل الجدران والأعمدة وحتى زجهم مكبلين بالسلاسل في قعر سجون بني أمية وبني العباس وحكام الجور والطغاة .وهرعوا لشراء ذمم وسائل الاعلام الغربية وألزموا وسائل اعلامهم بعبريتهم وجزيرتهم وغيرها الصمت المطبق على ما يجري من مآس وفجائع ضد شعب البحرين والصقوا بهم مختلف التهم وافتروا عليهم بهتاناً وزوراً كما فعل أسلافهم في تزوير التأريخ وقلب الحقائق بعد أن أشتروا ضمائر الرواة والمؤرخين ووعاظ السلاطين طيلة العصور الماضية وهم لم يفقهوا بعد "أن الحق يعلو ولا يعلى عليه" واذا بكبار رواتهم وكتبهم ينقلون الصورة الحقيقية لما جرى على فاطمة الزهراء (ع) منذ يوم أن سقط والدها رسول الله (ص) طريحاً في فراش الموت وحتى لحظة رحيلها وهي غاضبة منهم ، نحو مليك مقتدر جبار عادل قاهر لتشكوا مصائبها وتبث حزنها ومادار عليها وعلى أبنائها وشيعتها من مصائب وويلات وظلم وجور ، فويل لمن سن ظلمها وآذاها .
انتهی/158