وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الجمعة

٦ مايو ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
240408

كلمات في ذکرى استشهاد سيدة نساء العالمين(س)

يصادف الثالث من جمادى الثاني ذکرى رحيل سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها وبهذه المناسبة الاليمة تتقدم الوحدة المرکزية للانباء باحر آيات التعازي الى امام العصر المهدي المنتظر (عج ) والى قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي والى کافة المسلمين عامة والى عشاق الحق ومحبي اهل بيت الرسالة والعصمة.

ابنا : فاطمة الزهراء(س) هي بنت محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم وخديجة بنت خويلد رضي الله عليها  .

ولدت الزهراء (سلام الله عليها) من اکرم ابوين عرفهما التاريخ البشري ولم يکن لاحد في تاريخ الانسانية ما لأبيها من الاثار التي غيرت وجه التاريخ ودفعت بالانسان اشواطا بعيدة نحو الامام في بضع سنوات معدودات ولم يحدث التاريخ عن أم کأمها وقد وهبت کل مالديها لزوجها العظيم ومبدئه الحکيم مقابل ما اعطاها من هداية ونور حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم في حقها ( افضل نساء اهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون )   .

هذه هي خديجة أم فاطمة ، وذلك أبوها محمد رسول لله (ص) خير البشر وسيد الانام وخاتم الانبياء والمصطفى الاکرم الذي مدحه الباري عزوجل بصريح الاية (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) فمن ذي وذا ولدت فاطمة وکيف لاتکون خير نساء العالمين ؟ ومن اشرف منها نسبا واعظم خلقا وارسخ ايمانا واشد صبرا ؟.

ولدت فاطمة سلام الله عليها وهي تحمل روح رسول الله (ص) واخلاقه فکانت الوارث والشبيه وکوثر الرسالة المحمدية . 

وشاء الله ان تبدأ فاطمة سلام الله عليها طفولتها الطاهرة في مرحلة من اشد مراحل الدعوة الاسلامية ضراوة ومحنة واکثرها قسوة واذى لامها وابيها ، فها هي قريش تفرض المقاطعة والحصار الاقتصادي والاجتماعي على رسول الله (ص) واعمامه بني هاشم فيدخل الرسول (ص) شعب أبي طالب وتدخل معه زوجته المجاهدة وتدخل معهما فاطمة الزهراء (س).  

وتمر سنون الحصار صعبة ثقيلة ، ويخرج رسول الله (ص) ومن معه من الحصار والمقاطعة وقد کتب الله تعالى له النصر والغلبة وتخرج خديجة وقد اثقلتها السنون وارهقها عناء الحصار والحرمان .

لقد قرب اجلها وشاء الله ان يختارها لحواره فتتوفَي في ذلک العام ويتوفَي کذلك ابوطالب عمَ الرسول (ص) وحاميه وناصرالاسلام .

شاطرت فاطمة الصبية سلام الله عليها رسول الله (ص) هذه المأساة والمحنة ورُزئت هي الاخرى فشملها المحنة في ذلک العام الحزين ،لتفقد امها الحنون ولم تکن قد شبعت من حنانها وعاطفتها بعد ، فشعرت بغمامة الحزن واليتم تخيم على حياتها الطاهرة .

لقد فقدت امها وفارقت مصدر حبها وحنانها فشعرت بالالم والفراق يملأ قلبها ويحزن نفسها .

ويحس الاب الرسول (ص) بوطأة الحزن على نفس فاطمة (ع) ويرى ابنته الصغيرة ودموع الفراق تتسابق على خدَيها فيرقَ القلب الرحيم وتفيض مشاعر الود والابوة الصادقة فيحنو رسول الله ( ص) على فاطمة ليعوضها من حبه وحنانه مافقدته في امها من حب ورعاية وحنان .  

وکان صلى الله عليه وآله وسلم يؤکد باحاديثه هذه العلاقة ويوضح مقامها ومکانتها في امته ، فها هو الرسول (ص) يعرَف فاطمة ويؤکد للمسلمين :( فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني ) و ( إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ) وقال (ص) ( يافاطمة ألا ترضين ان تکوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الامة سيدة نساء المؤمنين) - (مصدر-مستدرك الصحيحين) .  

وتکبر فاطمة وتشب ويشب معها حب ابيها لها ... ثم تملأ فاطمة قلب ابيها بالعطف والرعاية فيسميها ( أمَ ابيها ).

شهدت فاطمة الممتحنة فترة صراع الدعوة في مکة وهي بعد لما تزل صبية صغيرة وعايشت محنة ابيها (ص) وما وقع عليه وعلى المسلمين الاوائل من اضطهاد وأذى . 

لقد صب المشرکون حقدهم وأذاهم على رسول الله (ص) وتحمل الرسول في سبيل الله کل ذلک وشارکت فاطمة اباها محنته وصبره ... فتبکى عندما رأت قد لطخ السفهاء وجه ابيها وراسه بالتراب .. فتقوم وتنفض التراب عنه وتاتي بالماء لتغسل راسه ووجه الکريم ويهيج الحزن والالم فتبکي .. ويؤثر ذلك في رسول الله فيحاول ان يخفف عنها ويمرر يديه الکريمتين على راسها برقة وحنان وهو يقول ( لاتبکي يابنيتي ، فإن الله مانع أباك وناصره على أعداء دينه ورسالته )  (المصدر- الحسيني سيرة المصطفى).

وتمضي الايام .... وتهاجر الى المدينة المنورة مع من هاجر .. وها هي فاطمة الشابه النضرة .. ذات الشرف والجمال والمجد الرفيع تعيش في کنف ابيها في المدينة المنورة فتتجه اليها الانظار ويحدث بعض الصحابة نفسه بان يحظي بالاقتران بها وينال شرف الانتساب الى ابيها .. وکان رد الرسول (ص) : لم ينزل القضاء بعد ) - الطبري / ذخائر العقبي .

وشاء الباري ان يزوجها لخير الناس بعد رسول ، لعلي بن ابيطالب امير المؤمنين ويعسوب الدين والمحامي عن رسول الله ودينه بکل مايملك ...

وشارکت الزهراء سلام الله عليها اباها وبعلها صلوات الله عليهما في احرج اللحظات وفي انواع الازمات فنصرت الاسلام بجهودها وجهادها وبيانها وتربيتها لاهل بيت الرسالة الذين استودعهم الرسول (ص) مهمة نصرة الاسلام بعد وفاته فکان اول اهل بيته لحوقا به بعد جهاد مرير توزَع في سوح الجهاد مع المشرکين والقضاء على خطط ومؤمرات المنافقين وتجلي في تثقيف نساء المسلمين کما تجلى في الوقوف امام المنحرفين فکانت رمز البطولة والجهاد والصبر والشهادة والتضحية والايثار حقا.. حتي فاقت في کل هذه المعاني سادات الاولين والاخرين في اقصر فترة زمنية يمکن ان يقطعها الانسان نحو اعلى قمم الکمال الشاهقة .

وقيل انها عاشت بعد النبي ستة اشهر .. فعن الامام الصادق عليه السلام ( انها قبضت في يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة احدى عشرة من الهجرة ).  

وهکذا انتهت حياتها الزاخرة بالفضائل والمناقب والمواقف المبدئية المشرفة .. فسلام عليها يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا وهي تحمل کل أوسمة الشرف والسمو وعليها حلل الکرامة وتحيطها الانوار الالهية في أعلى عليين عند مليك مقتدر .

انتهی/158