وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
الجمعة

٦ مايو ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
240311

خلفیات زیارة الامیر السعودی بندر بن سلطان السریة لسوریا

ماذا کان یفعل "بندر بن سلطان" عندما قبض علیه متخفیاً والسعودیة طلبت من سوریة عدم نشر نتائج التحقیق مع بندر .. لأنها ستزلزل العالم بأسره.

ابنا : أجاب دبلوماسی عربی مطلع على أحداث الشرق الأوسط، عن مجموعة من الأسئلة التی تخص العلاقات السوریة السعودیة و السوریة الأمیرکیة وقصة وجود الأمیر بندر بن سلطان متخفیا فی مطار دمشق الدولی وعلاقة ذلک باغتیال المقاوم عماد مغنیة وغیرها من الأحداث وکانت الأسئلة من قبیل: ما سر المقاطعة بین سوریا و السعودیة و طلب الحکومة السعودیة المصالحة مع سوریا بشکل مفاجئ؟ ما حقیقة اغتیال عماد مغنیة و تورط السعودیة ؟ و لماذا هدد حزب الله بالانتقام و لم ینتقم ؟ و لماذا توارت الغیوم السوداء فی العلاقات السوریة الأمریکیة التی کانت تظلل هذه العلاقة ؟ و لماذا تمنع الولایات المتحدة الأمریکیة إسرائیل من توجیه ضربة عسکریة لا یران ؟

یقول الدبلوماسی العربی القریب من مراکز صنع القرار السوری والإیرانی: "فی الثانی عشر من شباط 2008 أی بعد ثلاث سنوات من مقتل الحریری جاء مقتل القیادی العسکری الکبیر فی حزب الله عماد مغنیة لیشعل الموقف من جدید و لیخلق موقفا ملیئا بالحرج قدر البعض أنه من الممکن أن یطیح بالعلاقة بین سوریا وحزب الله ، وجاءت فی حینه تصریحات بعد أیام قلیلة جدا من الحادث تؤکد على أن التحقیقات فی مقتل مغنیة کشفت عن نتائج ستحدث زلزالا کبیرا ومدویا وأن هناک أجهزة أمنیة إقلیمیة متورطة فی الموضوع بل إن بعض التصریحات أشارت إلى أجهزة أمنیة عربیة، غیر أن الوقت مر ولم یتم الکشف عن شیء ..لماذا ؟

جرت اتصالات سریة وسریعة بین دولة أوروبیة وسوریا کی تتکتم سوریا على نتائج التحقیق فی مقتل عماد مغنیة، مقابل أن تخفف الولایات المتحدة وحلفائها من وتیرة اتهام سوریا بمقتل الحریری، ورغم أن سوریا لم تعط وعدا بذلک إلا أنها بدأت تخفف من وتیرة تصریحاتها بشأن من یقف وراء مقتل عماد مغنیة خاصة وأن نتائج التحقیق فیما لو أعلنت فإنها یمکن ان تدحض من قبل المعنیین وبالتالی سیمر زخمها وقد لا تؤدی إلى أرباح سیاسیة کبیرة للسوریین وهذا ما دفعهم إلى الاستفادة من العرض الأوروبی والتأنی فی إعلان النتائج".

غیر أن شیئا ما حدث وقلب الأمور رأسا على عقب، بعد أسابیع من ذلك وبینما کان عدد من الأشخاص یمرون من مطار دمشق، شک أحد أفراد الأمن السوری بأحدهم فاستدعاه إلى مکتب فی المطار لإجراء تحقیق روتینی معه، غیر أن المفاجأة الکبرى کانت حینما انهار الرجل بسرعة وأنه یسافر متخفیا بینما هو فی الحقیقة لیس سوى الأمیر بندر بن سلطان.

تم توقیف الأمیر والمجموعة المرافقة والذین کانوا کلهم یسافرون بهویات غیر هویاتهم الحقیقیة وتم إبلاغ قادة الأجهزة الأمنیة الذین أبلغوا الرئیس السوری على الفور. تم التحفظ على الأمیر بندر بما یلیق بمقامه ولکن فی إقامة جبریة فی دمشق ودون أن یتم الإعلان عن ذلك. و وقعت الحکومة السعودیة فی أقصى درجات الحرج السیاسی والدبلوماسی ولم تعرف کیف یمکن أن تتصرف، خاصة وأن العلاقات بین البلدین کانت على درجة کبیرة من السوء.

وکانت السعودیة اتخذت قرارا على أعلى الصعد للإطاحة بالنظام السوری الذی وقف موقفا حادا من النظام السعودی بعد حرب تموز واتهم الحکام العرب فی محور الاعتدال بأنهم أنصاف رجال، مما أثار حفیظة السعودیة ومصر بصورة کبیرة .

الأمیر بندر ومرافقوه تم التحقیق معهم فی دمشق وخرج من التحقیق ما یمکن تسمیته زلزالا مدویا فیما لو نشر، وقد تم تسجیل الاعترافات بالصوت والصورة، وکانت اعترافات فیها الکثیر من أسرار العلاقات الأمریکیة السعودیة فیما یختص بلبنان والمحکمة الدولیة ومقتل الحریری بالتفاصیل والأسماء والتواریخ، بعد نقاشات مکثفة فی دوائر صنع القرار السیاسی والأمنی السعودی واستشارات بین السعودیین والأمریکیین تقرر إیفاد الأمیر سعود الفیصل سرا إلى دمشق.

وقابل الرئیس الأسد الذی تجاهل موضوع الأمیر بندر نهائیا , ولما سأل سعود الفیصل إن کانوا یعرفون شیئا عن الأمیر بندر بدا الرئیس الأسد وکأنه لا یعلم شیئا مما دفع بالأمیر سعود الفیصل إلى الدخول مباشرة فی الموضوع والاعتراف بأن الأمیر بندر کان یمر من دمشق متخفیا وانقطعت أخباره فی دمشق تحدیدا، حینئذ ابتسم الرئیس السوری وقال إذا کنتم تعلمون ذلك فلماذا اللف والدوران، لماذا لا تتحدثون بصراحة وتقولون ماذا تریدون بالضبط من سوریا.

وبعد أن شاهد الأمیر سعود الفیصل عرضا لبعض اعترافات الأمیر بندر التی عرضها علیه الرئیس السوری أدرک أن الأمر لن یکون قابلا للحل بتبویس اللحى والشوارب وأن السوریین یمسکون السکین من مقبضها وأن الأمور إذا ما خرجت عن نطاقها فإنها ستضر بالمصالح الوطنیة والإقلیمیة السعودیة کثیرا. استأذن الأمیر سعود الفیصل الرئیس السوری فی المغادرة إلى السعودیة للتشاور والعودة، ووافق الرئیس السوری على أن تکون زیارة الأمیر التالیة إلى دمشق علنیة ولیست سریة.

عاد الأمیر سعود الفیصل إلى السعودیة وبعد أن أطلع القیادة وصناع القرار على ما بحوزة السوریین، تم الإیعاز إلى الإعلام السعودی لتخفیف اللهجة تجاه سوریا فورا والى الإشادة بالدور السوری وضرورة أن تتفق الأطراف اللبنانیة على حکومة وطنیة، وأوقع فی ید الأمریکیین والمصریین غیر أنهم ما أن اتصلوا بالسعودیین وعرفوا حقیقة الأمر حتى بدأ الجمیع بوضع استراتیجیة جدیدة للتعامل مع سوریا وحزب الله ولبنان، وهنا یمکنکم أن تتذکروا أن البریطانیین بدئوا یغازلون حزب الله , وقد أرسلوا وفدا برلمانیا للقاء بعض قیادات الحزب، کما أن قیادات 14 آذار اللبنانیة بدأت فی تخفیف لهجتها تجاه سوریا، وبدأ الکلام عن المحکمة الدولیة یتضاءل حتى تلاشى تماما تقریبا.

اکمل المصدر قائلاً: بعد ذلک عاد سعود الفیصل إلى دمشق فی زیارة أعلنت عنها وسائل الإعلام السوریة والسعودیة وتم استقباله من قبل الرئیس الأسد، وکان الحدیث هذه المرة أقل حدة ومباشرا، فقد کان حدیث مصالح، السعودیة تطلب أن لا تنشر محاضر التحقیقات مع الأمیر بندر، ولا یشار للسعودیة ولا لحلفائها بأصابع الاتهام فی قضیة مغنیة أو غیرها.

و قد کانت اعترافات الأمیر فیها أشیاء کثیرة حول من قتل رفیق الحریری والأجهزة التی وقفت وراء الحادث، والاتفاقات الأمنیة بین أربعة أجهزة أمنیة عربیة والسی أی ایه حول الإطاحة بالرئیس السوری والتواصل مع أطراف من المعارضة السوریة.

بل إن الأمر وصل إلى حد تجهیز مقاتلین سوریین لإثارة أحداث شغب وقتل فی المدن السوریة وقیام الأمریکیین وبعض الأجهزة الأمنیة بإمدادهم بالسلاح والمال، طلب من السوریین أن لا یعلنوا شیئا من کل تلك الاعترافات مقابل أن تتکفل السعودیة بتنحیة فکرة المحکمة الدولیة و الکف عن اتهام سوریا ، وترک الساحة اللبنانیة.

ونتسائل هل ما کان لدى السوریین خطیر إلى هذه الدرجة حتى تقبل السعودیة وأمریکا بکل هذه الشروط؟

یقول المصدر: عد إلى قراءة الأخبار الأخیرة، إطلاق سراح الضباط الأربعة فی لبنان. تشکیل الحکومة اللبنانیة برئاسة الحریری. عدم الخوض فی سلاح حزب الله. عودة جنبلاط إلى الحضن السوری بعد اعتذاره. زیارة سعد الحریری لسوریا. السکوت عن تسلیح حزب الله من طرف سوریا وإیران. اختفاء الحدیث عن المحکمة الدولیة. وإرسال سفیر أمریکی إلى دمشق. هل کل ذلك لأن الولایات المتحدة الأمریکیة تملک جمعیة کاریتاس خیریة تتصدق بالمواقف على سوریا أو غیرها ؟؟!! بالطبع لا.

ولنعد إلى مجریات الأحداث عاد الأمیر الفیصل إلى الریاض وعاد الأمیر بندر إلى بلاده وتمت لفلفة الموضوع بتلك الصورة ولم تمضی أسابیع على کل ذلک الحراك حتى کان العاهل السعودی الملك عبدا لله فی دمشق فی زیارة علنیة کبیرة استمرت یومین وکانت ملیئة بالمودة والحفاوة تم على إثرها تشکیل الحکومة اللبنانیة وعاد الحب والوئام إلى السوریین واللبنانیین .

ولکن عادت التهدیدات الأمریکیة لسوریا واتهامها بأنها تقدم صواریخ سکود لحزب الله، و هددت إسرائیل سوریا وإیران وحزب الله، وعلى ما یبدو فأن التهدیدات لم تکن جدیة فلو کانت الإدارة الأمریکیة جادة لما فکرت فی إرسال سفیر لها إلى دمشق، إن الإدارة الأمریکیة منزعجة تماما من إسرائیل فی هذه الفترة وهی تشعر ربما للمرة الأولى فی تاریخ علاقاتها بإسرائیل بالحرج أمام السوریین والعالم العربی، فالتعنت الإسرائیلی فی قضیة المفاوضات والحل النهائی للقضیة الفلسطینیة یقلب کل الاستراتیجیات الأمریکیة فی المنطقة رأسا على عقب.

وربما تفکر أمریکا بطریقة تعاقب بها إسرائیل، ومن هنا فإنه بمقابل التأکیدات الإسرائیلیة على أن سوریا تسلح حزب الله صرحت الخارجیة الأمریکیة أنه لیس لدیها أدلة على أن سوریا تقوم بذلک.

وهی بهذه التصریحات تهدم التطلعات الإسرائیلیة لمهاجمة حزب الله وسوریا، ولیس مستبعدا أن تکون الولایات المتحدة تخطط أو هی راضیة على الأقل أن تتورط إسرائیل فی حرب مع حزب الله تنکسر فیها شوکتها مرة أخرى أمام العالم وأمام شعبها مما یعیدها إلى الحضن الأمریکی ذلیلة دون أن تتمرد على القرارات الأمریکیة وأن تخرب استراتیجیاتها فی العراق وأفغانستان.

إن الوضع الآن محتقن جدا فی المنطقة وقد تشهد المنطقة بالفعل حربا جدیدة خلال الأشهر القلیلة القادمة ولا یمکن لأحد التکهن بنتائجها مسبقا، إلا أن الأکید أنها ستکون حربا صعبة وقاسیة جدا على الجمیع بدون استثناء بما فی ذلك إسرائیل کما أنها یمکن أن تتوسع لتصبح حربا إقلیمیة إذا لم تتدارک الدول العظمى الأمور قبل فوات الأوان.

وکشف مصدر حقوقی مقرب من التحقیق الجاری بشأن أحداث الشغب فی سجن صیدنایا عن معلومات تؤکد ما کان أبلغه مصدر دیبلوماسی فرنسی .

وقال المصدر إن جمیع الهواتف النقالة التی ضبطت مع السجناء الذین حدثة أحداث الشغب هی من نوع " ثریا " الذی یعمل عن طریق الأقمار الصناعیة ، وهو الأمر الذی حال دون السیطرة علیها وإیقاف عملها من قبل المخابرات السوریة منذ البدایة.

وقال المصدر إن المخابرات العسکریة أمرت بتعطیل جمیع أبراج شبکتی الاتصالات الخلیویة الکائنة فی صیدنایا وتل منین وتلفیتا وبقیة المناطق الأخرى ، ومع هذا بقی الاتصال بین المعتقلین والعالم الخارجی مستمرا .

وبعد تدخل فرع التنصت فی المخابرات العسکریة ( الفرع 211 ) الکائن بین القابون ومساکن برزة ، والمعروف باسم الفرع الفنی ، تبین له أن الاتصالات تجری عبر الأقمار الصناعیة ، وعندها تدخل الفرع 225 المتخصص بشؤون الاتصالات والتشویش ومکافحة التجسس الإلکترونی .

وزاد