ابنا : رسالة الود والرحمة من الأستاذ عبد الوهاب حسين إلى شعب البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين
الشعب البحريني شعب متحضر وله عمق حضاري ضارب في التأريخ، وقد حافظ على وحدته الوطنية رغم تعدد ألوان طيفه العرقية والدينية والمذهبية ومشاربه الفكرية والسياسية، فهو
شعب متسامح يقبل التعدد والرأي الآخر ويتآلف معه بكل ود ومحبة . إلا أن حكومة آل خليفة الغاشمة في البحرين لم تفتأ تمارس الشحن الطائفي القذر بكل وسيلة من أجل تمزيق الصف وتعكير صفو الوحدة الوطنية على قاعدة فرق تسد . وقد اشترت لهذا الغرض العديد من الجهلة وأصحاب القلوب السوداء المريضة، وجعلت لهم مناصب ومنابر لبث سمومهم بين أبناء الشعب، ولم يفلحوا ولن يفلحوا في تقسيم أبناء هذا الشعب المسلم المسالم الغيور، إلا أنهم قد نجحوا في خلق الكثير من الهواجس والقلق، وهذا شيء طبيعي في ظل المستوى العالي جدا من الشحن الطائفي الذي تقوم به عناصرها المشؤومة وأجهزتها الإعلامية ( الإذاعة والتلفزيون والصحف وغيرها ) مما يحمل المواطنين الغيورين والشرفاء مسؤولية التصدي لمعالجة الأمر قبل استفحاله، والسعي لإبطال المنطق الطائفي القائل في مواجهة المطالب العادلة لأبناء الشعب : ( الشيعة لا يقبلون أو السنة لا يقبلون ) وإبعاد هذا المنطق السيئ عن المعالجة السياسية للقضايا الوطنية وبناء النظام السياسي للدولة، فليس وراء هذا المنطق السيئ الذي لا يقبل به عقل ولا دين ولا يرتضيه راشد أو ذي ضمير إلا الخراب وخلق المزيد من المشاكل وامتناعها عن الحل .
إنني أبعث برسالة ود ورحمة إلى جميع المواطنين بجميع ألوان طيفهم العرقية والدينية والمذهبية ومختلف مشاربهم الفكرية والسياسية، وأقول لهم : أننا نعمل من أجل عزتكم وكرامتكم جميعا، ونحارب الدكتاتورية والظلم والاستبداد وحكم الفرد ونضحي بالنفس والنفيس من أجلكم وحفظ مصالحكم جميعا، ونسعى لبناء النظام السياسي للدولة ومعالجة القضايا الوطنية على أساس مفهوم المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات والمبادئ التي تقرها الأديان السماوية السمحة والمواثيق الدولية، وإعطاء ضمانات دستورية لصيانة الحريات والحقوق الطبيعية والمكتسبة المشروعة لجميع المواطنين بدون استثناء، وهذا سيكون في مصلحة جميع المواطنين، ولن يخسر فيه أحد شيئا من مصالحه ومكاسبه المشروعة، وسيخلق أرضية صلبة للإستقرار الأمني والسياسي والتقدم والازدهار والتنمية المستدامة الشاملة، وهو موافق لمنطق العقل والدين والرشد والصواب ويرضي الضمائر الحرة الحية، فأجعلونا أيها السادة الشرفاء نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومن جنوده من الأنس والجن، ونكون في خندق وطني واحد نحارب فيه الدكتاتورية والظلم والاستبداد والتخلف وحكم الفرد، ونقيم نظاما جمهوريا ديمقراطيا يعبر عن إرادتنا الوطنية، ويحفظ مصالحنا الحيوية، ويصون حرياتنا وحقوقنا الطبيعية والمكتسبة المشروعة، ويقضي على التمييز بين المواطنين، وعلى الفساد والسرقات والامتيازات غير المشروعة، وعلى الاستئثار بالثروة والهيمنة على المقدرات، في ظل دستور ديمقراطي يكتبه أبناء الشعب بعقولهم المتفتحة، وقلوبهم الطاهرة، وأيديهم النظيفة، ليكون الوطن وخيراته لنا جميعا بدون تمييز .
صادر عن : إدارة موقع الأستاذ .
بتاريخ : 5 / ربيع الثاني / 1432هج .
الموافق : 10 / مارس ـ آذار / 2011م .
انتهی/158