ابنا : الم تعتقل سلطات البحرين الدكتور إبراهيم الشريف المعارض السني المعروف و قامت بإحراق مقر حركة وعد و هي حركة بحرينية (سنية) معارضة. أم أنه ذنب الشعب البحريني أن تكون غالبيته من المسلمين الشيعة الذين حرموا كغيرهم من الشعوب العربية من حق تقرير مصيرهم و اختيار حكوماتهم؟.
ثم إن القرضاوي يشكك في وطنية المتظاهرين في البحرين ليتهمهم بالولاء لإيران و الاستعانة بالأجنبي على الرغم من أن الذي استعان بالجيوش الخارجية كان حكومة البحرين و ليس الشعب البحريني الأعزل. و يدعي القرضاوي بأن المتظاهرين غير مسالمين في حين أن وكالات الأنباء الشريفة نقلت لنا صورا ً توضح كيف يقوم رجال الجيش البحريني و السعودي بقتل الابرياء بدم بارد و تحطيم الممتلكات العامة من سيارات و مستشفيات و أخيرا ً تدنيس المساجد و تحطيم بعضها .
و لا أدري لم لا يذهب القرضاوي كعالم تقع عليه مسؤولية (وأد الفتنة) كما يقول، إلى البحرين للقاء نظرائه من العلماء المسلمين الشيعة ليستمع منهم و يرى بعينيه. أم أنه لا يرى إلا ما يرغب هو برؤيته و لا يستمع إلا لما يريد هو و غيره من حكام ظلمة أن يستمعوا إليه.
و إذا وفق الله الشيخ القرضاوي للذهاب فأرجو منه التقاط صورة تذكارية لدوار اللؤلؤة الذي هدمته القوات الخليجية الدخيلة ، أم أنه سيلصق هذا العمل بالمتظاهرين أيضا ً!
و تعقيبا ً على قول القرضاوي بأن المتظاهرين عندما يحملون صورالسيد حسن نصر الله يبدون و كأنهم ( ينتسبون لإيران) فالأمر غريب جدا ً. فهذه الصور تم حملها مرات عدة من قبل المتظاهرين في مصر و سورية و الجزائر و اليمن و فلسطين و تركيا و غيرها من الشعوب الحرّة ، فهل كل هؤلاء إيرانييون؟ أم أن الرجل يرى في كل عمامة سوداء رمزا ً لإيران في حين أنها رمز ديني للانتساب لرسول الله (ص) . و إذا كان غالبية الشعب البحريني عملاء لإيران فأسأل الشيخ القرضاوي ، حكومة البحرين الحالية عميلة لمن ؟ أم أنه تناسى الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين كما تناسى قاعدة العُديد في قطر التي يقيم فيها؟
الغريب أن القرضاوي يردد ذات الكلمات التي كان يرددها الدكتاتور البائد حسني مبارك الذي اتهم الشيعة بأنهم دائما ً ولاؤهم لإيران ، و هذا أمر خطير فالقرضاوي يتعامل إذا ً بذات المعايير التي يستخدمها الطغاة.
و أين كان القرضاوي عندما أباد صدام حسين شعبه في العراق أم أنه يعتبر تلك الثورة الشعبانية أيضا ً ثورة طائفية؟ إن نسي القرضاوي تلك الحادثة فإني أحيله إلى إخوانه من أعضاء البرلمان الكويتي الذين طالبوا أيضا ً بإرسال قوات كويتية لقمع الثورة البحرينية !
حقيقة إن هذه المعايير التي يتعامل بها القرضاوي و أمثاله لا تنم إلا عن حقيقة واحدة قالها القرآن الكريم عن هؤلاء حيث قال عزّ و جلّ : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) .
انتهى/158