وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
الأربعاء

٢ مارس ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
229364

متى تنفجر (ثورة يناير) أخرى فى قطر والسعودية ؟

منذ أيام قلت اللهم أرنا (ثورة ينايرية) جديدة فى كل بلد عربى ، وبالتحديد فى تلك التى بلغ الفساد والاستبداد بها شأواً عظيماً ، وضربت مثالاً بدولتى قطر والسعودية ، اللتان تملكان الجناح الإعلامى القوى ، لمخطط الفوضى الأمريكية غير البناءة ، جناح (الجزيرة والعربية) تمنيت ، حتى نرى كيف ستقوم القناتان بتغطية فاعليات تلك الثورة القادمة ، ويبدو أن الله قد استجاب لما تمنيناه ، فمنذ أيام بدأت حملة على الفيس بوك للشباب السعودى تطالب بثورة شبيهة بثورة يناير المصرية وبلغ عدد المنضمين للحملة حوالى 17 ألف شاب ، وحددت يوم 20 مارس 2011 للانطلاق ، وقبل أيام أيضاً – ومن الإشارات المهمة لإرهاصات الثورة فى السعودية ، قيام إحدى الصحف البريطانية بنشر تصريح للأمير طلال بن عبد العزيز بأن الصراعات الداخلية فى السعودية بين أركان الأسرة الحاكمة قد اقتربت من الانفجار ، وأنه إن لم يحاول الملك عبد الله العودة بسرعة للبلاد (وكان ذلك قبل عودته يوم 26/2/2011) فإن الانفجار السياسى الداخلى قادم ، وسيسانده انفجار شعبى ، ثم تحدثت النيويورك تايمز عن تحركات شعبية وعبر شبكة الانترنت فى بعض مدن السعودية وفى القطيف تحديداً تدعو إلى ثورة يناير سعودية شبيهة بثورة يناير المصرية ، بالتوازى مع هذه الأخبار نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً مهماً عن دولة قطر ، يوم 26/2/2011 جاء فيه نصاً وفقاً لصحيفة الأهرام المصرية (27/2/2011) أن أكثر من 19 ألف مواطن فى قطر دعوا على الفيس بوك إلى تنظيم مظاهرات فى 16 مارس المقبل للإطاحة بالأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى ، وطالب المواطنون فى صفحتهم التى تحمل عنوان " ثورة الحرية 16 مارس فى قطر " ، بإزالة القاعدة العسكرية الأمريكية من الأراضى القطرية ، وإبعاد الشيخة موزة زوجة الأمير حمد التى تتمتع بنفوذ كبير عن كل شئون الدولة ، ووصف الأعضاء أمير قطر بأنه عميل لإسرائيل وأمريكا ، ووضع القائمون على الصفحة صورة للشيخ حمد وعليها علامة خطأ باللون الأحمر ، وتظهر فى الصفحة صورة كبيرة لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى وكتب عليها " من أجل قطر : حاكموا الخائن عميل اليهود " ، وتركز الصفحة على " العلاقات الإسرائيلية – القطرية " .

 وفى صفحة أخرى على موقع فيس بوك تحمل اسم " ثورة شباب قطر 15 مارس " يدعو المشرفون على هذه الصفحة إلى " ثورة " فى منتصف مارس ، وكتب على الصفحة التى تستقطب تأييد أكثر من 1100 شخص " عاشت قطر أبية على الكسر " ، ومن الصعب تحديد عدد أعضاء الصفحة الموجودين فى قطر أو كم عدد القطريين منهم كما يصعب معرفة ما إذا كان هناك احتجاج قد يجرى بناء على هذه الصفحة يوم 16 مارس أم لا .

 ودعت الصفحة إلى بحث قطع العلاقات الودية بين قطر وإسرائيل التى كانت تملك مكتباً للتمثيل التجارى فى قطر حتى أغلقته الدوحة فى 2009 ، ونشرت الصفحة صورة للشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى وهو يصافح مسئولاً إسرائيلياً وكتب عليها تعليق يقول : " لماذا لم تنشر قناة الجزيرة هذه الصور ؟ " .

 ****

 * السؤال الآن هو : ماذا تعنى هذه الأخبار ؟ وما هى دلالاتها :

 أولاً : نحسب أنه بعد توارد تلك الأخبار من هاتين الدولتين تحديداً ، يصبح السؤال ليس هل ستحدث فيهما ثورات واحتجاجات شبيهة بثورات تونس ومصر ، أم لا ؟ ولكن السؤال يصبح : متى ستحدث هذه الثورات ؟ لأن فساد الأسر الحاكمة فضلاً عن عمالتهم شديدة الوضوح والفجاجة للمشروع الأمريكى / الصهيونى فى المنطقة ، ومنذ سنوات طويلة ، ربما قبل العلاقات المصرية الرسمية مع العدو الصهيونى عام 1979 ، ترجح كفة الكراهية التى يكنها الشعب فى تلك البلاد لحكامه ، مهما طمس الإعلام هناك (وبخاصة الجزيرة والعربية) ذلك ، فالكراهية تزداد مع ازدياد تنامى الدور التخريبى الذى يقوم به حكام تلك البلاد فى تفكيك الأوطان العربية ، وليس فى مساندة الثورات واسقاط الأنظمة المستبدة كما قد يتخيل بعض السذج والأبرياء والذين فرحوا لمجرد أنهم ظهروا على شاشات الجزيرة والعربية وتحدثوا وزغردوا ، أبداً ، لقد تم استخدامكم جيداً أيها السادة لصالح مشروع تفكيك الأوطان ، وإعادة تركيبها وفقاً لمصلحة واشنطن وتل أبيب ، والأيام تثبت كل لحظة هذه الحقيقة عبر ما نراه ونشاهده من تطورات فى البلاد التى تموج بالاحتجاجات المشروعة – قطعاً – ولكن الخطير والذى نحذر منه دائماً هو قيام الأمريكان بمحاولات سرقتها وركوبها بدعم من آل ثانى وموزة ، وآل سعود وبندر !! .

 ثانياً : إذن .. السؤال : متى ستتحدث الثورات فى تلك البلاد رغم وفرة النفط ، وإدعاء الثراء وتصور أن لديه القدرة على اخفاء التفاوت الطبقى ، وإخفاء الفقر والفساد والانهيار الاقتصادى الداخلى والنهب الأمريكى المنظم لثروات البلاد مع احتلالها الفعلى عبر قاعدتى الظهران (فى السعودية) والعديد (فى قطر) وعبر صفقات السلاح الدائمة والمستمرة سنوياً بما يتراوح بين 20 - 40 مليار دولار لأسلحة لا تأتى وإن أتت لا تستعمل وتصدأ فى مخازنها، فقط هى أسلحة لتحريك الاقتصاد الأمريكى وإنعاشه ، ولقبض الرشاوى وإفساد الذمم .

 * إن الثورة إذن قادمة ، وسيتحرك شعوب هذه البلاد وإن كان لتحركهم آليات ووسائل مختلفة عما جرى فى مصر بحكم قلة عدد السكان فى قطر (أقل من مليون) والطبيعة القبلية والوهابية والصراع المذهبى الشيعى / السنى فى السعودية ، لكنها رغم ذلك ستأتى متلونة بطبيعة بلادها وظروفها ، وساعتها سيفرح المسلمون ، والعرب ، وبخاصة أهل تونس ومصر وليبيا ، وأكاد أجزم أنه سيشمت فيهم الـ 400 مليون عربى ، لغياب الحب الحقيقى بين هذه الملايين العربية ، وبين الأسر الحاكمة فى تلك البلاد وأيضاً – كما قلنا – لإدراكهم بطبيعة دورهم التخريبى لتفكيك البلاد العربية وخدمة المشروع الأمريكى / الصهيونى .

 ثالثاً : ولكن ساعة الثورة التى ستنطلق ، فى قطر ، والسعودية : هل يا ترى ستكون فضائيات الجناح الإعلامى الأمريكى (الجزيرة) وقناة العبرية – أقصد العربية حاضرة لتغطى الحدث؟ أم أنها ستصاب ساعتها بالخرس ؟ وهل سينتقل أحمد بجاتو مراسل العربية ذو البشرة السمراء ، الذى أجهد نفسه – المسكين – بأوامر مرؤوسيه السعوديين ، إلى بنغازى ليتحدث مع حفيد عمر المختار عن ثورة أهل بنغازى التى يحاول الأمريكان الآن ركوبها للوصول إلى موانىء ومنابع النفط الليبى ، هل سيمتلك الشجاعة لينقل لنا أحداث الثورة من القطيف ، والرياض ، ومكة ، وعسير ونجران ، خاصة وبشرته السمراء تسمح بذلك الانتقال ؟ وهل سيجد فى نفسه ، ويجد مرؤوسيه فى أنفسهم الشجاعة كى يطلبوا منه إجراء حوار مع أحفاد ناصر السعيد قائد المعارضة السعودية فى الجزيرة العربية حتى عام 1979 حين اختطفه آل سعود من بيروت وألقوه قتيلاً من الطائرة على ارتفاع 17 ألف قدم فى الربع الخالى (بالمناسبة يا أحمد بجاتو زوجة ناصر السعيد وأولاده يعيشون الآن فى دمشق إذا أردت أن تحرز سبقاً إعلامياً) .. وهل ستتمكن (الجزيرة) بكل مذيعيها المحترمين إجراء حوار مع والد أمير قطر المخلوع بأمر ابنه ، وعن أسرار الخلع ودور موزة وحمد فى ذلك ؟ أم سيكونون جميعاً قد أصيبوا بالخرس ؟ أو تم إسكاتهم أو اغتيالهم معنوياً مثلما جرى مع برنامج الصديق حافظ الميرازى (ستديو القاهرة) عندما تجرأ وقال جملة من 12 كلمة (قد نتحدث فى الحلقة القادمة غداً عن تأثير الثورة المصرية على السعودية) ؟ .

 * على أية حال ، لكل حادث حديث ، ساعة وقوع الزلزال ، ولكن لدى ثقة كاملة الآن ، بأن قطر والسعودية كما هى البحرين واليمن ، وباقى مشيخيات الخليج أنها – بإذن الله - على أبواب (ثورات ينايرية) رائعة ، ستثلج وستشفى قلوب قوم مؤمنين ، لأن حجم (الركام الأمريكى) و(القبح الإسرائيلى) المتراكم فى تلك المنطقة الغالية من وطننا العربى ، قد فاقت كل حد ، وخلطت كل القضايا وهزت كل المسلمات ، وآن لها أن تنظف وبأقوى مبيد ثورى . وإنا لمنتظرون ؟ .

انتهی/137