ابنا : وقال هيكل، في حواره، إن كل ما تم تداوله لسنوات طوال من حكم مبارك حول كونه بطل حرب أكتوبر وصاحب الضربة الجوية، أمور لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أنه لا توجد شرعية لمبارك والضربة الجوية في انتصار أكتوبر وإنما الأبطال الحقيقيين كانوا الرئيس أنور السادات ثم القادة الكبار كالجمسي والشاذلي وأحمد إسماعيل وقائد قوات الدفاع الجوي.
وقال الأستاذ هيكل 'كنت مكلفاً من الرئيس السادات بكتابة التحركات الاستراتيجية وأن بداية حرب العبور كانت بضربات ثلاث مكثفة للمدافع وقوات المشاة التي تقوم بتدمير الساتر الترابي وعبور القناة، لكن الرئيس السادات طلب إشراك الطيران منذ البداية لأنه كان في رأيه محاولة للتعويض المعنوي عن نكسة 1967.
وأوضح أن السادات قال بوضوح للفريق أحمد إسماعيل وقتها - في وجود هيكل والسيدة جيهان السادات - إنه يعلم أن الضربة الجوية ليست أمرا ضرورياً على الارض، لكنه يقصد منها أمراً أخر هو استعادة الكرامة والتشجيع للقوات على الأرض 'العسكري في الخندق لما يلاقي طيرانه بيعدي القنال من فوقه روحه المعنوية هتبقى في السما'.
وأضاف هيكل أن مهمة الضربة الجوية انحصرت في هدفين في سيناء فقط هما: نقطة رئيسية للإشارة ومطار حربي هام، والرئيس مبارك نفسه قال هذا وقتها، بينما قوات المدفعية نفذت ضربات قوية جداً وقوات الدفاع الجوي أسقطت 47 طائرة إسرائيلية في الأيام الأولى من الحرب، مشدداً على ضرورة مناقشة كل ما قيل طيلة السنوات الماضية عن الضربة الجوية وكأنها كانت السبب الوحيد في الانتصار.
وفيما يخص ثورة '25 يناير' حاول هيكل أن يجدد مبررات لمبارك باعتباره رجل عجوز كان يتم من خلال المحيطين به اخفاء الحقائق عنه، قبل أن يقوم مجدداً باتهام النظام بالمجنون في صيغة تعامله مع الثورة، مشيراً إلى حالة الخلط الواضح فيما يتم توصيف الثورة به فالبعض يسميها انتفاضة وأخرين يسمونها حركة وهو أمر غريب جداً.
وتحدث هيكل عن الثورة المضادة قائلا 'إن اختيار مدينة شرم الشيخ مقرا لبقاء الرئيس مبارك الأن بعد الثورة اختيار خاطئ تماما، مشيراً إلى أن شرم الشيخ جزء من خطة تأمين الرئيس البوليسية المعدة مسبقاً، ناصحاً الرئيس بمغادرة المدينة تماما 'طب ما يروح اسكندرية ولا أسوان'.
وقال 'إن الشعب لديه الحق في التشكك في كون الثورة المضادة تدار من مقر الرئيس في شرم الشيخ بمشاركة اسرائيلية أمريكية، خاصة وأن الجهتان تحديداً مستفيدتان من بقاء مبارك في الحكم، إذا ما وضعنا في منظورنا صفقة بيع الغاز لإسرائيل على سبيل المثال وما فعله مبارك لتأمين الدولة العبرية'.
وتحدث الكاتب الكبير عن حضور الشيخ يوسف القرضاوي لإلقاء خطبة 'جمعة النصر' مؤكدا أنه رجل محترم جداً وتحدث بصورة عقلانية جداً، بينما تحدث عن الفريق أحمد شفيق رئيس وزارة تسيير الأعمال بطريقة تهكمية بسبب كون وزارته بالكامل قديمة وأن شفيق ظل يتفاخر طيلة عمره بأنه 'تلميذ مبارك'.
وأنهى هيكل حديثه بالتوجه للشباب قائلاً 'الشباب الحالي يصل به الطموح حد الجموح وهذا خطير لكني أريد الشباب في لجنة أمناء الدستور، وكذا في الوزارة ويجب أن يكونوا في الحوار المفتوح حول الحوار لأنه لا يمكن قبول بلد جديد بدون حوار مجتمعي متكامل'.انتهى/158