الاوراق التي تحتويها هذة الاجندات , تتراوح بين قمع المتظاهرين الثائرين واظهارهم على انهم مشاغبون وفوضويون وتنفيذ هجمات على الاماكن العامة وتخريبها واتهام المتظاهرين بها والقيام باعمال سلب ونهب واعتداء على المواطنين العاديين وخلق حالة من الهلع والخوف كبديل مفترض لرحيل النظام , وبين كل هذا وذاك تبرز ورقة التنازلات التي تقدمها الدكتاتويات في الوقت الضائع وتشكيل حكومات بوجوه جديدة قديمة من رحم النظام نفسه , للاتفاف على الثورات.
هذه الاوراق التي تكاد تكون متكررة واجهتها الثورة الاسلامية في ايران والثورة التونسية والان الثورية المصرية , الا ان الاخيرة شذت في بعض الاوراق على الثورتين الاولى والثانية , لاحتوائها على خطط لايمكن وصفها الا بعبارة "الاوراق الشيطانية" , فهي لن تخطر على بال باقي الدكتاتوريات الاخرى.
صحيح ان النظام المصري استخدم كباقي الانظمة الاخرى عناصر من الشرطة والامن بلباس مدني لقمع التظاهرات المناهضة لها والمطالبة بالكرامة والحرية والديمقراطية , الا ان الذي ميز هذه الاوراق في الحالة المصرية هو وجود جيوش جرارة من المجرمين واصحاب السوابق من الذين يطلق عليهم ابناء الشعب المصري ب" البلطجية" ويعدون بالالاف , يستخدمهم النظام في المناسبات السياسية والانتخابات والازمات لبث حالة من الرعب والهلع بين ابناء الشعب المصري وفي مقدمتهم الطلبة والنخب والمعارضة , في مقابل حفنة من الجنيهات.
النظام المصري استخدم الاف البلطجية للتصدي لثورة الشعب المصري وذلك عندما اطلقهم بدعم من الاف اخرى من عناصر الامن بلباس مدني على المتظاهرين في ميدان التحرير تحت غطاء تظاهرة مؤيدة لنظام مبارك , حيث قاموا بالاعتداء على المتظاهرين بشكل همجي وهم يمتطون الجمال والخيول ومتسلحين بالاسلحة النارية والسيوف واسفر الاعتداء الوحشي عن مقتل العشرات واصابة اكثر من الف متظاهر.
هذه الورقة الشيطانية التي استخدمها النظام المصري كان تهدف الى اظهار الشعب المصري وكأنه منقسم على نفسه ازاء بقاء مبارك او رحيله , كما تهدف ايضا الى رفع اية مسؤولية عن النظام اذا ما سقط ضحايا بين المتظاهرين وقبل هذا وذاك خلق حالة من الهلع والخوف بين المتظاهرين قد تنتهي , حسب القائمين على هذه الورقة , الى تشتيت جمعهم.
صحيح ان النظام المصري اراد من خلال استخدام هذه الورقة الشيطانية ان يظهر الشعب المصري منقسما ازاء مبارك , ولكن الحق انه ظهر كذلك , فهو منقسم بين المصريين الشرفاء , حتى اولئك الذين لايؤيدون المتظاهرين وبين البلطجية !.
ان المقاومة الملحمية التي سطرها ويسطرها شباب مصر في ميدان التحرير وهم يتصدون لقطعان من الذئاب البشرية تحت غطاء فاضح من النظام , ستحرق هذه الورقة الشيطانية كما احرقت الاوراق الاخرى لسحرة النظام الدكتاتوري , " انما صنعوا كيد ساحر ولايفلح الساحر حيث اتى".
انتهی/137