ابنا : اكثر من مليوني مصري كانوا قد استمعوا إلى مبارك وهو يتحدث عن نضاله ودفاعه عن مصر وعن التاريخ الذي سيحكم عليه. قالها مبارك، لن أتراجع، وسأكمل ما تبقى من ولايتي، وسأسعى إلى انتقال سلس للسلطة، وسأدعو البرلمان إلى تعديل المادتين 76 و77 من الدستور الخاصتين بالترشح للرئاسة وتحديد مدتها.
المعارضة المصرية كانت قد استبقت خطاب مبارك بعرض الحوار حول انتقال السلطة وحل البرلمان شرط أن يرحل الرئيس. لكن مبارك أصر على البقاء في الحكم مما ينبئ بتصاعد وتيرة الاحتجاجات في الساعات المقبلة، إذ اعتبر المعلقون أن ما قام به الرئيس هو زيادة الوقود إلى النار وأنه أخذ البلاد إلى نقطة تحول مفصلية قد تصل إلى حد العصيان المدني. كلام مبارك جاء بعد ان أخبره مبعوث الرئيس الأميركي "فرانك ويزنر" بأن واشنطن تعتبر أن حكمه قد أصبح في أيامه الاخيرة.
ماذا بعد خطاب حسني مبارك؟ رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي شدد في حديث لقناة "العربية" على ان عملية "ترقيع" الدستور لا تحول الدولة المصرية من نظام ديكتاتوري الى نظام ديمقراطي. "ما أعلنه مبارك عملية خداع ولن تزيد الا من احتقان الموقف..أتمنى مبارك ان يستمع الى صوت الشعب ويرحل، فالنظام قد فقد شرعيته ومبارك يطيل فترة عدم الاستقرار في مصر وعليه ان يستقيل ويرحل".
إلى ذلك شدد رئيس حزب "الغد" المصري المعارض "أيمن نور" على ان خطاب مبارك محبط جدا ودون مستوى طموحات الشعب، معتبرا ان مبارك "يشتري الوقت".واعلن نور ان "الجمعية الوطنية للتغيير" ستجتمع غدا لاتخاذ موقف موحد من خطاب مبارك.
كما أعلن الأمين العام لحزب "التجمع المعارض" سيد عبد العال أن "خطاب الرئيس المصري حسني مبارك يثير الإحباط، لافتاً في حديث إلى "الجزيرة"، إلى "إننا نبحث عن مخرج آمن لسحب البلاد من هذة الأزمة."وأكد المتحدث باسم حزب "الوفد" المعارض محمد شردي، أن كلام مبارك خطوة نرحب بها، ولكننا نريد المزيد، مشيرا إلى أننا "نريد أن نضمن رحيله عن الحكم، ونريد حلا كاملا وشاملا للمجالس النيابية التي تم انتخابها".
من جهة أخرى، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول اميركي كبير رفض الكشف عن هويته قوله إن كلام مبارك "مهم" لكنه قد لا يكون كافيا لتلبية مطالب المتظاهرين.وأضاف أنه "ينبغي معرفة ما اذا كان كلامه سيرضي مطالب الناس الموجودين في ميدان التحرير..ومن الواضح ان هذه الحركة تصبح اقوى ولن تتوقف".
وكان أكثر من مليوني شخص قد احتشدوا في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة منذ صبيحة يوم الثلاثاء تلبية لدعوة القوى السياسية لمظاهرة مليونية للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك فيما كانت تجري مظاهرات ضخمة مماثلة في الإسكندرية ومحافظات مصرية أخرى. وبرزت مع بدء الاستعدادات للمظاهرة المليونية في القاهرة تطورات ملموسة على مستوى الهتافات والتعابير المستخدمة التي وصل بعضها حد المطالبة بإعدام الرئيس كما تجلى ذلك - بحسب وكالة رويترز للأنباء - بقيام بعض المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة برفع دمية تصور الرئيس حسني مبارك يعدم شنقا بعد محاكمة أقيمت له في الميدان. كما شملت المحاكمة ثلاثة من كبار مسؤولي النظام المصري وهم فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وأحمد عز رجل الأعمال وأمين التنظيم بالحزب الوطني الحاكم الذي قدم استقالته من منصبه الحزبي قبل أيام، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي .
انتهی/137