ابنا : السؤال الأبرز عند الجمهور المصري اليوم هو: كيف سُحب مليون ونصف مليون عنصر من الشرطة والأمن المركزي وحرس الداخلية من الشوارع فجأةً"، لا شك انه هناك ارتباك أمني كبير في الساحة ولكن هناك شكوك في أن رجالات النظام يحاولون إخافة الناس وتخييرهم بين النظام الحالي والفوضى".
الكثيرون في الشارع المصري يعتبرون أن ما حدث كان مؤامرة مقصودة، الهدف منها حسب هؤلاء هو إلهاء المتظاهرين أو من هم بصدد الانضمام للمظاهرات كي ينشغلوا بأمنهم الشخصي وتأمين عائلاتهم وممتلكاتهم، خاصة أن الشائعات عن عمليات استهداف لهذه الممتلكات سرت مسرى النار في الهشيم.
آخرون رأوا أن ما حدث ناتج عن خوف أفراد الشرطة من التعرض لغضب المعتصمين، خاصة أن تجاوزات الشرطة كانت أحد الأسباب الرئيسية لهذه الهبة الشعبية.
كما أن مراكز الشرطة كانت بالفعل هدفا للكثير من المتظاهرين والغاضبين حيث يندر أن ترى أحد هذه المراكز قد نجا من الهجمات التي تراوحت بين الإحراق والإتلاف.
وبين هؤلاء وأولئك فسر أحد رجال الشرطة -الذين حرصوا على إخفاء هوياتهم وخلعوا أزياءهم الرسمية الأمر بأنه نتج عن غياب التعليمات والأوامر من القيادات العليا التي اختفت بشكل سريع وفي ظروف مريبة، فما كان من أصحاب الرتب الصغرى إلا أن بحثوا عن الأمن الشخصي الذي كان بالنسبة لهم هذه المرة يعني مغادرة مقارهم وخلع بزاتهم.
وحده مطار القاهرة لا زال يحظى بحضور الشرطة وقوى الامن ولكن غير ذلك فانه هناك اختفاء كامل لعناصرها على اختلاف أقسامها وأفرعها.
وحتى شرطة المرور لم يعد لهم وجود حيث أصبحت كل الميادين والتقاطعات خالية منهم، ولم يجد المواطنون بدا من تولي المسؤولية بأنفسهم حين تطوع مئات الشباب لتنظيم المرور على قدر استطاعتهم، وسط عبارات الثناء والتقدير من قائدي السيارات المارة.
ونقاط التفتيش المنتشرة في الشوارع الرئيسية أو ما يسميه المصريون "الكمائن" أصبحت أثرا بعد عين، مما أثار ارتياح كثيرين ممن كانوا يخشون مضايقات بعض القائمين عليها، لكنه أثار في الوقت نفسه مخاوف كثيرة من فقدان الأمن.
ويبقى أن انتشار الجيش في العديد من المناطق أشعر الكثيرين بالأمن، لكن المشكلة الحقيقية أن هذا الانتشار تركز أولا في الميادين الرئيسية، ثم امتد إلى ما حولها، لكنه ظل بعيدا عن الأحياء الشعبية التي لم يخف سكانها استياءهم ونقمتهم.
من يفتح ابواب السجون ؟
الى جانب موضوع اختفاء الشرطة هناك لغز اخر ينتظر اجوبة وهو من يفتح ابواب السجون في مصر امام المساجين؟... هل هناك حالات تمرّد داخلها؟ ... او هناك تدخل لاقارب هؤلاء ؟... او هناك ثمة من يفتح الابواب بأمر سياسي لتعميم حالة الفوضى ولتخويف الناس وإرعابهم وإبقائهم في منزلهم لحمايتها وذلك يحول دون مشاركتهم في المظاهرات وفي هذا السياق في هذا الوقت تتواتر كل ساعة أنباء عن فرار سجناء من أحد السجون على امتداد الأراضي المصرية، ويختلط أمر سجناء الرأي بالسجناء السياسيين في عمليات الفرار وسط أنباء عن وجود عشرات الجثث في الطرق المؤدية إلى أبو زعبل، أحد أشهر سجون مصر.
وقال مصدر أمني أمس الاحد " إن هناك عشرات الجثث في الطرقات بالقرب من سجن أبو زعبل حيث وقع تمرد الليلة قبل الماضية وتم إطلاق نار أثناء فرار السجناء".
ولم تتضح ملابسات سقوط هؤلاء الضحايا مكتفياً بالقول "كان هناك إطلاق نار من داخل وخارج السجن".
وفر آلاف السجناء ليل السبت - الأحد بعد تمرد في سجن وادي النطرون الواقع على الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة المصرية، بحسب ما أفاد مصدر أمني.
وأوضح المصدر أن السجناء البالغ عددهم عدة آلاف قاموا بتمرد وتمكنوا جميعاً من الفرار بعد أن استولوا على أسلحة رجال الأمن.
ويضم هذا السجن عدداً كبيراً من الإسلاميين المحتجزين فيه منذ سنوات إضافة الى بعض السجناء الجنائيين.
وكان من بين الذين خرجوا من السجن 34 من قادة وكوادر جماعة الاخوان المسلمين تم اعتقالهم الخميس الماضي، بحسب ما قال محامي الجمعة عبد المنعم عبد المقصود وأوضح "أنهم خرجوا لأنه كان هناك خطر على حياتهم إذا ظلوا بعد خروج كل المساجين".
ويقع سجن أبو زعبل في منطقة صحراوية على الطريق الذي يربط بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كلم شمال العاصمة المصرية.
وأفادت المصادر أن عشرات السجناء فروا من سجن الفيوم مساء السبت إثر تمرد مماثل قتل خلاله ضابط شرطة.
كما تمكن العديد من السجناء من الفرار في السجون الصغيرة في عدة محافظات مصرية.
وبانتظار الاجابة عن هذه الالغاز والأسئلة والتي يملك النظام المصري الكثير من التفاصيل حولها يبقى الأمل في استمرار وهج الثورة المصرية والرهان على الشباب الواعي الذي يريد ان تثمر ثورة الغضب الى ثروة امل بالانتصار .انتهى/158