وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالات
الجمعة

٢٨ يناير ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
223169

بن علي هرب .... بن علي هرب

رياح عاتية متناغمة تعصف في الفضاء العربي الذي حتى اللحظة , هو فضاء أميركي- صهيوني بامتياز. رياح عربية بامتياز تنفض , تطهّر الفضاء العربي من التلوث والتلويث الأميركي الصهيوني الذي احتل الفضاء العربي لعقود . رياح عاتية وأصيلة هبت من تونس , ورياح شديدة . . .

ابنا : هبت في لبنان , ونسيم عليل , من طبع النيل , ينبعث من مصر . لبنان ومصر وتونس تحتضن جنوب البحر الأبيض المتوسط الجنوبي وتدفع , تطرد باتجاه الشمال السمومَ والهمومَ نحو مَنْ استمر و زرع السموم والهموم في فضائنا بالتعاون مع شركاء- وكلاء الخسة والنذالة والعجز المستطير.

ليس صدفة أن تنهض الثورة في تونس , وأن يفشل المشروع الأميركي-الصهيوني في لبنان , وأن يبدأ التغيير في مصر , في آن واحد معاً . لقد خزّن المواطن العربي في تونس ولبنان ومصر , انكسارات العرب جميعاً على مدى عقود , وهو – المواطن العربي – خزّن أيضاً انتصارات الانتفاضة الفلسطينية وإنجازات المقاومة اللبنانية والفلسطينية أيضاً ومعاً , لعقود أيضاً . أثمرت وأينعت الانتصارات الصغيرة , وانكسرت في داخله الانكسارات الكبيرة . خرج على الطاغية في تونس , فهرب الطاغية . تصدى للمشروع الأميركي-الصهيوني في لبنان , فتوارى وطواه أصحابه . كسر " حاجز الخوف " في مصر, ولم يعد مَن ْ يوقفه.

فلسطين حاضرة في تونس وفي لبنان وفي مصر , في الشكل وفي المضمون , في الشعار وفي المسار . في تونس رددوا : "ثورة حتى النصر" , وفي مصر رددوا : " ثورة حتى النصر " وفي لبنان لا يريدون قتال غير إسرائيل . هذا في الشكل وفي الشعار , وفي المضمون وفي المسار تونس أرض العرب , ولبنان ابن العرب وفي مصر أم العرب . وهل تشككون ؟.

بكينا وزدنا في البكاء على الشباب العربي المائع والمستهتر والاستهلاكي , ولم نفطن ولم نرَ الشباب الصامت الذي تعتمل في داخله آلام وهموم شعبه وكرامة وطنه . ويأتينا ما يأتينا من تونس ومن مصر كما هو عندنا هنا في فلسطين , حقيقة ساطعة تقول : إن المعاناة مصدر كل وعي . انظروا في الوعي المتدفق من تونس , وفي الوعي المنساب في مصر , إنه وعي طبيعي ينبع من صلب المعاناة . ليس الحزب أو الجماعة أو التثقيف أو التحريض مصدر وعي هؤلاء الشباب في الشوارع .

لقد تجاوز هؤلاء الشباب جميع الأحزاب والأطر السياسية التي لم تعد لها علاقة بالزمن والتاريخ والواقع . لقد أثبت هؤلاء أيضاً , أن الدين عبادة وليس سياسة . ولذا سينتصرون , فهل تشككون ؟.انتهى/158