وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالات
الخميس

٢٠ يناير ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
222004

ما تنبأ به الامام!

بعد ان حطت الحرب الصدامية المفروضة على ايران اوزارها تفرغ الامام الخميني الراحل(قدس سره) لترتيب الوضع المستقبلي للبيت الايراني واضعا اللمسات الاخيرة على وصيته العبادية السياسية التي تركها للاجيال القادمة كخطوط عريضة تتمسك بها في حياتها السياسية مع ادخال بعض التعديلات في الدستور لئلا يواجه البلد الطريق المسدود وذلك على الصعيد الداخلي اما على الصعيد الخارجي وانطلاقا من رسالته الاسلامية الانسانية لانقاذ البشرية ومقولة الامام علي(ع) الخالدة في التكاسل مع العباد "اما اخ لك في الدين ام نظير لك في الخلق".

ابنا : توجه بنداء خاص الى القيادة السوفيتية ومن يسيرون على هذا الخط بان يتعظوا من مسيرتهم وما وصلوا اليه من طريق مسدود، حيث استشرف سماحته بان الماركسية بدأت تتهشم عظامها وهي في طريقها الى متاحف التاريخ. ولم تمض فترة على هذه النبوءة حتى تحقق هذا الامر لكن دون ان تأخذ القيادة السوفيتية السابقة هذه النصائح بمحمل الجد مع اقرارها وكما ذكر الرئيس غورباتشوف في مذكراته لاحقا: بان الجميع اذعن داخل القيادة بان الرسالة ليست عادية وان كاتبها شخصية فكرية مطلعة يهفو قلبه لاصلاح العالم وانقاذ البشرية، لكنني والقول لغورباتشوف لم نغور في عمق المفاهيم السامية التي وجهنا اليها آية الله الخميني الا بعد فوات الاوان.

والمشكلة الرئيسة، ان القيادة السوفيتية آنذاك عللت سقوطها للعامل الاقتصادي فيما رأت الرأسمالية الغربية هذا السقوط ناجما عن غياب الديمقراطية الليبرالية، لكن الامام الراحل بفراسته وتسديده الالهي نبه القيادة السوفيتية الى اصل الموضوع هو ليس غياب الدين والمعنويات في المجتمع السوفيتي فحسب بل محاربته واستئصاله ويوم استقبل الامام المبعوث السوفيتي آنذاك شوارت نازده  حاملا رسالة القيادة السوفيتية نبه الى نقطة واحدة غفلت عنها قيادته وهي التحرك في الآفاق التي فتحتها امامهم، والقول للامام الراحل رضوان الله عليه.

لكن المؤسف وقعت القيادة السوفيتية في المحظور الذي كان عليها ان تتجنبه حينما اختارت النهج الغربي وكان الرئيس يلتسين احد زعمائها فغرق في اتون المشاكل والازمات.

ان الليبرالية الغربية هي الاخرى آيلة الى السقوط كما تنبأ امامنا الراحل وقد حددها في الالفية الثالثة واحدى معالمها قد بانت في اميركا اليوم حيث افلست  مئات كبريات البنوك الاميركية، اضافة الى ان النقيصة الكبرى في الليبرالية كما وصفها الامام الراحل هي عين الديكتاتورية وهذا ما تجسد على ارض الواقع في اكثر من موقع عندما اطاحت الليبرالية الغربية بالحزب اليميني الذي فاز في انتخابات النمسا بحجة انه حزب متطرف والغت اصوات الشعب النمساوي، ماذا تسمى هذه الخطوة ان نقول لشعب انتخب فلان ولاتنتخب فلان؟!اما الشاهد الثاني لدكتاتورية الليبرالية الغربية هي سياسة هيمنة الحزبين على اكثر مقاليد الامور في البلدان الغربية حيث يفرض على هذه الشعوب ان تختار احد الحزبين ولايسمح لصعود حزب آخر.

اما الشاهد الثالث على الدكتاتورية الليبرالية الغربية فهو اسقاط حكومة اربكان في تركيا وحكومة ... في الجزائر اللذين انتخبا مباشرة عبر الشعب وفي انزه عمليات انتخابية. فهذه الامور سمعناها لمن هو غافل او ساذج يتمسح حتى اليوم بعتبة الغرب القذرة ويسير نحو الهلاك والا ان غالبية شعوبنا وعت الحقيقة وقرأت نفاقية المدرسة الليبرالية وخواءها وهزالتها. وقريبا وبعون الله سنشهد انهيارها ودخولها متاحف التاريخ كما دخلت الماركسية سابقا.

انتهى/158