وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
الأربعاء

١٢ يناير ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
220990

ثقافة تكفير غير الوهابية هي التي صنعت جريمة الاسكندرية

اعتبرت ندوة "من يطفئ الفتن" ان ثقافة تكفير اتباع المذاهب الاربعة، وليس الشيعة فحسب، وتكفير من ليس وهابيا سلفيا، وفتوى اهدار دم البرادعي والشيخ القرضاوي واعتبار المسيحي كافرا هي المسؤولة عن جريمة الاسكندرية.

ابنا : ورداً على المذبحة الإجرامية التى وقعت ليلة رأس السنة الميلادية فى (كنيسة القديسين) بالأسكندرية، أقام مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة – ندوة دينية وسياسية موسعة تحت عنوان "من يطفىء الفتن؟"

وشارك فيها جمع كبير من علماء الأزهر والسياسيين والمفكرين، الذين أكدوا الإدانة الكاملة لهذه الجريمة، واعتبارها موجهة على مصر والإسلام ذاته وليس على المسيحيين وحدهم، وأن الإدانة فقط لم تعد تكفي ولابد من بناء استراتيجية مجتمعية شاملة لمواجهة هذا الارهاب الملتحف بالدين، والذي تموله أنظمة ودول كارهة لمصر ولدورها الحضاري، ولإسلامها الوسطي المعتدل، ومن بينها دولة خليجية كبيرة مولت جماعات التشدد السلفي التي نشأت في الإسكندرية، بما يقرب من ٤٦ مليار دولار في الربع الاخير من القرن الماضي، مما حول تلك الجماعات إلى "مؤسسة كبرى" لبث ثقافة التكفير والكراهية والإرهاب، مؤسسة تضم ٩ آلاف مسجد و٢٠ ألف جمعية شرعية، فضلاً عن ٢٠ فضائية وعشرات المجلات والصحف والمواقع الالكترونية وجميعها أسس لثقافة ليست من الإسلام، ثقافة تعتبر كل من ليس "وهابياً سلفياً" ليس مسلماً ودأبت على تكفير أتباع المذاهب الأربعة، وليست الشيعة فحسب، وتكفير المذهب الأشعرى (مذهب الأزهر الشريف).

وكان أحدث فتاويها إهدار دم البرادعي والشيخ القرضاوي، واعتبرت المسيحي كافراً لا تجوز مصافحته وتهنئته أو تناول طعامه وأدخلت مصر والأمة كلها في قضايا هامشية ليست من قضاياها المركزية، وخلقت جيشاً جراراً من الشباب المضلل الذي لا يهمه في الإسلام سوى (اللحية والنقاب)، شباب مستعد لتفجير نفسه، من أجل "كاميليا شحاته" وليس من أجل القدس أو الأسيرات المسلمات في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق أو الصهيوني في فلسطين!

وجاء في الندوة أيضاً؛ دعوة جادة لتفعيل دور المؤسسات الإسلامية الرائدة لتقديم الإسلام المعتدل، ونشر ثقافة التسامح وضربوا مثلاً بالدور الرائد للأزهر الشريف، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، والطرق الصوفية وأساليبها في التربية والتنشئة الدينية الروحية.

وأكد العلماء والمفكرون في الندوة ضرورة أن تتحول (جريمة الأسكندرية) إلى نقطة بداية جادة لاستراتيجية واسعة للمواجهة تقوم على تأكيد ثقافة وفقه المواطنة بديلاً عن (فقه المذهب) أو (الطائفية)، وأن من يزرع الفتنة سواء بين أتباع المذاهب الإسلامية الخمسة أو اتباع الأديان السماوية الأخرى ليس مسلماً صحيح الإسلام، ولا يؤمن بالقرآن الكريم لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" وقال "طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم"، وقال "لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" وغيرها من الآيات البينات التي تؤكد التعايش المشترك والتسامح والمودة، ومن يخالف ذلك استناداً إلى مرويات وأحاديث غير صحيحة منسوبة للنبي صلى الله عليه و(آله) وسلم، فهو آثم قلبه ومخالف لصحيح الإسلام ومن هؤلاء يأتي اتباع (فقه البداوة) والذين كان منهم من قام بمذبحة (القديسين) بالأسكندرية.

وطالب المشاركون في الندوة بضرورة اعادة النظر في سياسات الدولة في مجال الحريات السياسية والانتخابات والعدل الاجتماعي وأخيراً وبالأساس في مجال التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي من المحتمل أن يكون متورطاً في جريمة الأسكندرية، سواء مباشرا أو من خلال اختراق منظم لتنظيم (القاعدة الوهابي السلفي)، وهو أمر ليس بغريب، لأن كل فكر متطرف – مثل فكر القاعدة – يسهل اختراقه وتوظيفه لصالح الـ C.I.A والموساد.

ومن المؤكد – وفقاً للسياسيين المشاركين في الندوة – أن إسرائيل ودولة الغلو الديني الخليجية المعروفة تديرهما أمريكا وفقاً لمصلحتها واستراتيجيتها في المنطقة منذ الأربعينات وحتى اليوم، والاثنتان تكرهان مصر والشعب المصري وتكرهان الإسلام الوسطي المعتدل الذى تمتاز به مصر – الأزهر ، ومن المحتمل جداً أن يكون هناك رابط قوى بين الموساد (السلفي) والموساد (الإسرائيلي) في هذه الجريمة وبالتالي لابد من ايقاف التعاون وتجميد العلاقات الاقتصادية والسياسية فوراً مع إسرائيل، وإعادة العلاقات وبقوة مع قوى المقاومة العربية (في لبنان – العراق – فلسطين) لأنها سند كبير لمصر في مواجهة هذا الإرهاب وفي مواجهة عمليات التجسس والاختراق لسابق تجربتها الرائدة في هذا المجال.

وفي ختام الندوة طرحت توصيات عدة، أبرزها تفعيل دور الأزهر والمؤسسات الدينية الآخرى في مواجهة ثقافة الفتنة، وفكر التكفير الوافد لمصر، وتجفيف منابع التمويل المالي الضخم لقوى التطرف وتدعيم ثقافة المواطنة، والمقاومة في آن واحد، واعادة الاعتبار لثقافة التسامح والوسطية الإسلامية التي تميزت بها مصر، وتميز الإسلام عبر تاريخه الممتد. وغيرها من التوصيات المهمة التي ستصدر مع الأبحاث المقدمة في الندوة (وعددها ٦ أبحاث) في كتاب لاحقاً.

وأدار الندوة د. رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، وشارك في فاعليات الندوة لفيف من كبار العلماء والمفكرين والسياسيين منهم (د. أحمد شوقي الفنجرى – المفكر الإسلامي المعروف – د. أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف – أ. عبد الفتاح عساكر المفكر الإسلامي – الشيخ رجب عبد المنصف رئيس الإدارة المركزية لمجمع البحوث الإسلامية سابقاً – الشيخ د. جواد رياض من علماء الأزهر الشريف – الشيخ عبد الحليم العزمي رئيس تحرير مجلة الإسلام وطن الصادرة عن الطريقة الصوفية العزمية – د. عواطف أبو شادي أستاذ الأدب الإسلامي بالجامعة الأمريكية- د. محمد الحلفاوي الخبير في دراسة الحركات المتطرفة – أ. رضا مسلم المحامي والخبير القانوني الدولي – د. نجلاء مكاوي أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة المنصورة) وقيادات حزبية ونقابية مصرية وعربية، وقامت العديد من الصحف والمواقع الالكترونية بتغطية فاعليات الندوة.

انتهی/158