وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : المنار
الأربعاء

٥ يناير ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
219989

2011 عام الحرب الاسرائيلية مع لبنان؟؟

مع نهاية العام 2010 وبداية عام 2011 توالت التوقعات والتحليلات الغربية بشأن كون هذا العام عام الحرب بين لبنان و"اسرائيل" فكتبت صحف اجنبية عديدة توقعات بقرب الحرب في وقت كان المسؤولون الصهاينة يطلقون تصريحات متناقضة حول استعداد العدو الصهيوني لخوض الحرب.

لكن بحسب ما يتردد من الداخل السياسي الصهيوني فإن النقاشات المحمومة بين الجهات المسؤولة ما زالت مستمرة الامر الذي يؤثر سلبا على الاستعداد للمواجهة القادمة.  فرهان العدو الصهيوني عند اي حرب جديدة سيكون محاولة القضاء على قوة حزب الله كما كان الهدف المعلن مع بداية حرب 2006 والتي انتهت الى عدم تحقيق اي هدف صهيوني رغم ان سقف الاهداف كان ينخفض مع استمرار يوميات الحرب والصمود والانتصار الذي تسجله المقاومة. لكن في هذه المرحلة لا بد من ابراز النقاط التالية عند الحديث عن احتمالات الحرب: -قدرات المقاومة زادت وتطورت كثيرا وباعترافات استخبارات وقادة العدو حيث زاد عدد الصواريخ والقدرة التدميرية لها ودقة الاصابة وعملت المقاومة على تطوير تكتيكات وتقنيات حربية  وهي لا تزال تخبئ مفاجآت لن يكشف عنها قبل الحرب.-تأكيد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان اي حرب مقبلة ستغير وجه المنطقة يؤرق العدو ويؤجل الحرب ويجعل القلق من هذه التهديدات جديا ومحسوبا في اي خطوة خاصة ان مصداقية السيد نصر الله عند المجتمع والساسة والاعلام الصهيوني تفوق اية مصداقية اخرى. -المعادلات الجديدة التي اطلقتها المقاومة عبر الامين العام لحزب الله كمعادلة الحصار البحري او التدمير مقابل التدمير تجعل الوضع في اي حرب مقبلة مختلفا عن ظروف الحرب السابقة. واذا ما اضيف الى ذلك ان توقع المقاومة بدخول بري صهيوني كثيف سيقابل بتدمير للقوات المتقدمة كما اكد السيد نصر الله مرارا فهذا يجعل من السيناريوهات المتوقعة غير معروفة المسار والاخطار من قبل العدو.  -يرى خبراء لبنانيون وصهاينة وغربيون على السواء ان لا حرب قريبة لان اي حرب يعرف العدو انها قد تكون مصيرية. -يطلق العدو الصهيوني بين الحين والاخر تهديدات متصاعدة ضد لبنان عبر بعض السياسيين والقادة يعود ليمتصها سياسيون اخرون وهذا ما حصل مرارا كما برز عند التناقض بين تأكيد رئيس لجنة الخارجية والحرب موفاز الاستعداد للحرب وبين قول نتانياهو اننا لا نتدخل في احداث لبنان لاننا لا نريد للجبهة ان تشتعل، حيث قال بالامس  إن إسرائيل "تحرص على عدم التدخل فيما يجري حاليا في لبنان تجنبا لإعطاء أي ذريعة لإشعال النار على الحدود".   -لعل قول نتانياهو هذا هو الاقرب للصواب بالنسبة الى الخوف من الحرب في ظل الاوضاع التالية: أ‌-       عدم جهوزية الجبهة الداخلية الصهيونية حتى الان لخوض الحرب خاصة انها ستتعرض في الحرب المقبلة لضغط اشد بعشرات المرات من الحرب السابقة وقد ظهر من حريق الكرمل القصور العملياتي والاجرائي والتنسيقي في مواجهة حريق فكيف في مواجهة سقوط صواريخ كبيرة وباعداد لا سابق له.   وفي هذا الاطار إعتبر رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسرائيلي شاوول موفاز أن الهدوء الذي يسود الحدود الشمالية في الفترة الاخيرة يوفر لحزب الله الوقت لمواصلة إستعداده للجولة المقبلة مع إسرائيل.معتبرا أن "اليوم لا يطرح السؤال إذا ما كانت ستقع هذه المواجهات، انما متى ستقع؟". وراى ان تلك الجولة القتالية ستكون أكثر إيلاماً من سابقاتها، حيث سيكون العمق الإسرائيلي هو الجبهة.   وقد كشف الجنرال المتقاعد متان فيلنائي نائب وزير الحرب الاسرائيلي، النقاب عن انّه بالرغم من مرور اربع سنوات على انتهاء حرب لبنان الثانية فان الخلاف بين وزارات اسرائيل لا يزال قائماً.واضاف فيلنائي ان هذه الخلافات تحول دون تطبيق التوصيات، وتعرقل مهام الاستعدادات لحماية الجبهة الداخلية، التي برأيه في كل حرب قادمة ستتحول الى جبهة قتال بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان. وقال فيلنائي في دراسة استراتيجية نشرها في كتيب خاص عن المخاطر الاستراتيجية المحدقة باسرائيل في العام الجاري وفي العام القادم 2011 ان 40 % فقط من الجبهة الداخلية محمية من قبل قوات الامن الاسرائيلية، اما الباقي، اي 60 % فما زال مكشوفًا ولا يمكن حمايته. وقال فيلنائي ان التهديدات المحدقة باسرائيل هي من قبل الصواريخ الباليستية الايرانية ومن حزب الله ، الذي يملك الصواريخ القادرة على ضرب تل ابيب، وفي القريب العاجل، فان حزب الله سيطور الصواريخ الامر الذي سيؤهله لضرب مناطق واماكن محددة، مشددا على ان هذا الامر هو مسألة وقت فقط.  وزعم فيلنائي ان الجيش الاسرائيلي سيحقق الانتصار ولكن من ناحية اخرى فانّ الجبهة الداخلية ستتعرض لاصابات كبيرة وخطيرة الامر الذي سيؤثر على سير المعارك وعلى آلية حساب نتائج الحرب.   ب‌-   تاكيد الاعلام والمحللين الصهاينة ان قدرات حزب الله المتنامية تزيد من رغبة "اسرائيل" في التحرك لكنها تزيد في الوقت نفسه من الخشية من نتائج الحرب  ج‌-    يحسب الصهاينة حسابا لامكانية توسع الحرب لتمتد من مواجهة لبنان ومقاومته الى مواجهة مع سوريا وايران او ان تبدأ كحرب اقليمية.   مجلة "الايكونوميست" البريطانية قالت أن حزب الله يستعد لجولة حاسمة قد يشهدها 2011.  وتابعت المجلة "ستسفر هذه الحرب عن سقوط عدد كبير من الضحايا يفوق ضحايا حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2009، نظراً إلى تسلح الجانبين وامتلاك حزب الله لترسانة من الصواريخ قد تصل إلى 50 ألف صاروخ، وهو ما يعتبر تغيراً في موازين القوى في المنطقة، حيث سيتمكن حزب الله الآن وللمرة الأولى من قتل آلاف الإسرائيليين عن طريق ضغطه على زر" .     اذاً يعيش الصهاينة احساس الرغبة في الحرب بأمل القضاء على المقاومة والخشية منها في الوقت نفسه. ورغم ان احتمالات التهور الصهيوني واردة او الظن الواهم بالوصول لإمكانية تحقيق "اسرائيل" النصر، فإن المعطيات والمؤشرات والوقائع في الداخل الصهيوني لا تشي بقرب الحرب ولا تنبئ بأن  2011 قد تكون سنة الحرب، لكن التصريحات التهديدية لا تعدو كونها متنفسا داخليا صهيونيا او لسد عقدة النقص تجاه لبنان فيما المقاومة تؤكد انها مشتاقة للحرب لكي تحقيق انتصارا تأمل ان يكون بمثابة الضربة القاصمة.  انتهی/137