وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الثلاثاء

٤ يناير ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
219898

عبدالهادي الصفار .... الجوهرة البحرینية المُضًيعة

لقد عاش الأستاذ المجاهد (الأسير الحر) عبدالهادي الصفار أسداً في حياته صلباً في مواقفه، قوياً بإرادته، كبيراً بإيمانه، عطوفاً بتواضعه، باراً بوالديه.

ابنا : إنه إبن القرية التي أنجبت العلماء الكبار والقادة العظام في البحرين وهي البلاد القديم، كان من البسطاء وبإعتقادي كان بوسعه أن يحصل على مبتغاه (كما أي مواطن) من عملٍ وسكنٍ وجاهٍ لكونه يحمل أعلى الشهادات العلمية الأكاديمية بل والأخلاقية في آنٍ واحد. لكنه أبى أن يترك الفقراء والمستظعفين بتجرعون الآلام لوحدهم، أبى أن يدخل في نفسه مرض الغرور والتكبر والإبتعاد عن الحق والحقيقة، كان يعتقد أنّ أي عملٍ يعمله المؤمن لأجل الدنيا وليس لأجل الآخرة هو مرض من الأمراض التي يبتلى بها المؤمن. فيختبره الله تعالى في نفسه هل تكون ضعيفة أمام الفلس والدينار؟

كان مصارعاً للظلم بطريقته الخاصة (الهادئة) التي امتزجت بالفن والحذر وعدم الخوف من ما يحمله المستقبل له من مخاطر جمَّة بسبب مصارعته لظلم الظالمين. علمه والده (ذو الشيبة الوقور) أن يكون ملازماً لمأتم الحسين عليه السلام وخادماً لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله منذ صِغره.

قضية الأسرى والمظلومين في الأرض كانت تحمل جزءاً كبيراً من حياته اليومية، كان يتنافس مع باقي النشطاء لتقديم العون والمساعدة لأهالي الأسرى المظلومون. كان يصرف الدنانير من مصروفه الخاص لأجل إعالة الفقراء والمحتاجين من أهالي الأسرى المظلومون. كان الظهور الإعلامي همٌ لا يشغل باله بقدر ما يهمهُ العمل من خلف الكواليس بهدوء وحذر. عايش الصغير والكبير ولم يفرق بين الغني والفقير فجمع خصال (الحب والإحترام) في قلبه وأودعها في قلوب من أحبوه وعرفوه.

عمله الجهادي لم يكن صغيراً أبداً، كان يستحق أن يُطلق عليه (رمزاً وطنياً أميناً) وبإمتياز أيضاً. لأنه بذل المال والنفس وعمل من أجل مستقبل الوطن وأبنائه. كان يشارك في مختلف الفعاليات السياسية الوطنية في البحرين وسافر إلى الخارج عدة مرات للمشاركة في الندوات والمؤتمرات التي يتم مناقشة وضع البحرين فيها. إعتقلته عصابة الكفر الخليفية وهو في ريعان شبابه ووجهت إليه تهم باطلة ولا أساس لها من الصحة وفي مقدمتها الإشتراك مع مجموعة إرهابية الهدف من خلالها قلب نظام الحكم وتعطيل الحياة الدستورية في البلاد. لا قى أبشع أنواع التعذيب وقال في أول جلسة تم عرضه فيها على المحكمة (تعرضت لتعذيب وضربوني على قدمي وعلقوني بالفلقة واريد ضمان من المحكمة لعدم تعذيبي مرة أخرى واخراجي من الانفرادي).

سنحتفل بخروج الأستاذ عبدالهادي الصفار وباقى الأسرى المظلومون من سجون الظالمين قريباً إن شاء الله وسنلوح برايات النصر معهم وسنجدد البيعة لتراب الوطن بأن المال والنفس والدم فداءاً للوطن كل الوطن، وكتابتي هذه الأسطر البسيطة هي محاولة لتقديم العرفان والوفاء للأستاذ الذي علمني الكثير الكثير.

انتهی/158