وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

٦ ديسمبر ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
215935

بيان هام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) حول شهر محرم الحرام والعزاء الحسیني

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ فقد أصدر المجمع العالمي لأهل البيت(ع) بيانا هاماً بمناسبة حلول شهر محرم الحرام 1432 و العزاء الحسیني و مجالس ماتم عاشوراء. وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحیم

«قل هذه سبیلی أدعو إلی الله علی بصیرة  أنا و من اتّبعني و سبحان الله و ما أنا من المشرکین» (سورة یوسف 108)

یهلُّ علینا شهر محرم، و یحمل معه أریج الشهادة و التضحیة، و نفحات الدماء الزاکیات المبارکة التي سفکت ظلماً و عدواناً علی صعید کربلاء قبل 1380 عاماً من هذا الیوم، للدفاع عن حریم الإسلام و حدود الله و کرامة المسلمین.

إنّ "عاشوراء" مدرسة مفتوحة لکلّ الأجیال یتلقّون فیها الکرامة و إباء الضیم و التضحیة و الشهادة.

و "کربلاء" ساحة مفتوحة علی أقطار العالم الإسلامي، التي تعاني من الظلم و الاحتلال و الاستبداد السیاسي و الفساد، یتلقّون فیها المقاومة و الثورة علی الظالمین و التوحید و إقامة القسط و العدل.

إنّ العالم الإسلامی الیوم یعجّ بالمآسی، و الظلم، و الفساد، و الاحتلال، و الإرهاب، و الفتن الطائفیة؛ وفي "عاشوراء" و "کربلاء" الحل الناجع لکثیر من المشاکل والمآسي و المصائب التي تعاني منها أمتنا الیوم في أقطار العالم الإسلامي.

و المجمع العالمي لأهل البيت(ع) باعتباره مؤسسة عالمية ينضوي تحت لوائها المئات من الشخصيات والنخب من مختلف البلدان، ويمتلك مرجعية فكرية وثقافية بين ملايين المسلمین في كافة أنحاء العالم ينبه البشرية إلى النقاط التالية:

1. إن الاحتلال الأمریکي لأفغانستان و العراق و الهیمنة و النفوذ الأمریکي علی المنطقة من أعظم مصائب المسلمین الیوم، و الإحتلال الیوم یختلف عن الإحتلال في أي وقت مضی؛ إنه مشروع سیاسي و اقتصادي و ثقافي و عسکري متکامل، لفرض هیمنة الأنظمة الاستکباریة علی العالم الإسلامي، و تثبت حالة الاستکبار و الاستضعاف علی کل الأصعدة.

و علی المسلمین الیوم العمل الجاد لإزالة حالة و الاستکبار و الاستضعاف من کل أقالیم العالم الإسلامي، و الإستجابة لدعوة الله تعالی في کتابه، برفض کل أنواع النفوذ والسبیل و الهیمنة للکفر و الاستکبار العالمي علی بلاد المسلمین و مجتمعاتهم.

یقول تعالی: « ولن یجعل الله للکافرین علی المؤمنین سبیلا» (سورة النساء: 141) و الاحتلال و النفوذ و الهیمنة العسکریة و الإقتصادیة و الثقافیة من أبشع أنواع السبیل.

2. تسعی أنظمة الاستکبار العالمي ـ أمریکا و الإتحاد الأوروبي، لاجهاض مشروع المقاومة و الجهاد في فلسطین المحتلة و استبدال حالة الجهاد التي جعل الله فیها عزّ المسلمین وکرامتهم بالمشاریع السیاسیة الضعیفة و الضبابیة من خلال المفاوضة غیر المتکافئة وغیر العادلة، بین الشعب الفلسطیني والکیان الصهیوني.

وقد عرف الفلسطینیون عشرات المرات أنّ الحل الراشد الصحیح هو المنهج الحسیني في مقاومة الظلم، ولیس ببعید عنهم هزیمة إسرائیل المنکرة في جنوب لبنان علی ید کوکبة مؤمنة من شباب المقاومة الإسلامیة في لبنان، آمنوا بمنهج الحسین(ع) في عاشوراء، وکسروا شوکة إسرائیل و غطرستها لأوّل مرة في التاریخ المعاصر. «فلا تهنوا وتدعوا إلی السّلم وأنتم الأعلون والله معکم ولن یترکم أعمالکم» (سورة محمد: 35).

3. تتزاید في هذه الأیام بؤر الفتن الطائفیة بین المسلمین علی الشبکة الأخطبوطیة، وعلی القنوات الفضائیة المتکثرة و المختصة بإثارة هذه الفتن بین المسلمین.

وهذه البؤر الإعلامیة نذیر شرّ، ومن ورائها أصابع مشبوهة، تعمل لاحداث الفجوات الطائفیة بین المسلمین و تعمیقها ونحن نضع علامات استفهام کبیرة أمام هذه المراکز المتخصصة بإثارة الفتنة بین المسلمین ومن یموّلهم ویدعهم و یمکّنهم من أداء هذا الدور التخریبي بین المسلمین.

4. وندعوا المسلمین الی التعامل معها بوعي وحذر ویقظة، بأي اسم وتحت أي عنوان کانت تعمل هذه المراکز، ورفضها و التحذیر منها و استنکارها.

ونعلن تضامننا ووقوفنا الی جانب الفتوی الشجاعة التي أعلنها ولي أمر المسلمین الإمام الخامنئي ـ حفظه الله ـ في وجوب إخماد هذه الفتن و تحریم إثارتها و تحریم انتهاک مقدسات المذاهب الإسلامیة جمیعا.، کمانشید بالموقف الشجاع المسؤول لشیخ الأزهر الشریف الشیخ أحمد الطیب ـ حفظه الله ـ في اسناد هذه الفتوی و دعمها و إعلان التضامن معها.

وندعوا علماء المسلمین کافّة من کل المذاهب الإسلامیة إلی إنکار هذه الفتن و التحذیر منها، لعل الله تعالی یدفع بذلك شر هذه الفتن التي تنسجها غرف الإستخبارات في أمریکا و إسرائیل للعالم الإسلامي.

5. وندعوا المسلمین الی التمییز بین المقاومة و الإرهاب الذي یمارسه الیوم أدعیاء المقاومة بشکل واسع في أوساط الناس الأبریاء في الأسواق و المدارس و المساجد و دور العبادة.

إن الجهاد و المقاومة عمل شریف نبیل یحبه الله و رسوله و المؤمنون، ویکسر الله به شوکة الظالمین و المستکبرین، ویُعزّ الله به المؤمنین؛ ولکن الإرهاب الذي تمارسه هذه الفئات الشاذة الحاقدة بتوجیه من من دوائر التجسس الاستکباریة وخاصة الصهیونیة العالمیة وبتمویل من أعداء الإسلام في العراق وباکستان و مناطق أخری من بلاد المسلمین عمل بشع قبیح، یثیر الرعب و الخوف في صفوف الأبریاء الآمنین، ویسلب الأمن من بلاد المسلمین، ویُقدّم صورة مشوّهة عن الإسلام الی العالم.

6. إن الشعائر الحسینیة لاتعني الا إحیاء اهداف الإمام الحسین(ع) في ثورته المبارکة و هي إحیاء سنة الرسول الأعظم ـ صلی الله علیه و آله ـ وإصلاح الأمة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنکر؛ وقد أعلن الإمام الحسین ـ صلوات الله علیه ـ هذه الأهداف لثورته المبارکة في کلمته الخالدة: «إنی لم اخرج أشراً ولا بطراً و لا مفسداً و لا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد ـ صلی الله علیه وآله ـ أرید أن آمر بالمعروف و أنهی عن المنکر و أسیر بسیرة جدي و أبي...» فینبغي مجموع المؤمنین و أتباع أهل البیت ـ سلام الله علیهم ـ أن تقیدوا بالإمام الحسین ـ علیه السلام ـ و أن یتخذوا من الشعائر الحسنیة مشروعا لإنهاض الأمة و إصلاحها و توحید صفوفها و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر و مواجهة الإلحاد والظلم و الطغیان.

7. و في الختام ندعوا خطباء المنبر الحسیني أن یوظّفوا هذا المنبر لخدمة أهداف ثورة الإمام الحسین(ع) في الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر ، والتحذیر من المؤامرات الخبیثة التي تنجسها غرف الستکبار