وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
السبت

٤ ديسمبر ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
215644

وثائق ويكيليكس ، قطرة من الحقائق أو ...

ابنا : مرة أخرى أثار انتشار ما تسمى وثائق ويكيليكس الأمريكية موجة من الغضب و الاعتراض بين معظم أنظمة الدول في المنطقة و العالم و عبّرت حكومات و دول و منظمات و أحزاب وشخصيات عن قلقها حيال نشر هذه الوثائق التي ادعى البعض انها صيغت في دهاليز و مطابخ المخابرات المركزية الأمريكية، و زعم آخرون انها "لعبة قذرة" من ألاعيب الصهيونية العالمية ، ووصفها زعماء و مسئولون في المنطقة انها مخطط أمريكي جديد قامت به إدارة باراك اوباما للضغط عليهم و تشويه سمعتهم المقدسة و الطاهرة أمام شعوبهم.

بالطبع اننا و كسائر الإعلاميين و المواطنين لم نطلع بالكامل على فحوى جميع هذه الوثائق التي وصل عددها حتى الان اكثر من 800 ألف وثيقة نشرت عبر موقع ويكيليكس او صحف و مجلات أوروبية معروفة الا ان ما اطلعنا عليه او ما سمعناه لم يروي ضمأنا الشديد و عطشنا الإعلامي للاطلاع على الحقائق و معرفة كل او جزء من أسرار أفعال و سلوكيات أنظمة المنطقة و بعبارة أخرى ان ما نشر حتى الان من قبل موقع ويكيليكس كان قطرة من بحر الحقائق القائمة في ساحات دول المنطقة و ان هذه الوثائق على الأقل لم تزودنا بأي معلومات جديدة عما نعرفه و نعلمه من فضائح مؤكدة و واضحة للعيان خاصة ما يتعلق منها بسلوك و مواقف و سياسة الحكام و المسئولين في دول المنطقة.

فمثلاً تشير بعض هذه الوثائق الى إصابة العديد من زعماء المنطقة بأمراض عضال و خطيرة مثل السرطان وان المسئولين في هذه الدول قلقون جداً بشأن مصيرهم في حالة وفاة زعيمهم فلان ابن فلان!.

يا ترى ما الجديد في هذه المعلومات و ما هو الخبر المهول و الخطير في صحة او عدم صحة ادعاء إصابة هذا الزعيم او ذلك المسئول بمرض السرطان او مرض خطير و ما الهدف و المغزى من تغيير إرادة الله و القدر المحتوم ، و هل المطلوب منا او من شعوب المنطقة الحزن و الأسى المسبق على نظام قد يضعف او يسقط او يندثر لمجرد وفاة زعيمه او المساواة و الربط بين مصير قائده مع مصير بلاده و استقلال و عزة شعبه في حين ان مثل هذه القاعدة غير الصائبة تتعارض مع ما جاء في الكتب السماوية و لا حتى الشرائع التي وضعها الحكماء و العلماء ، فلم يتم القضاء على الإسلام لمجرد وفاة الرسول (ص) و لم تتوقف المسيحية من الانتشار السريع بعد صلب المسيح (ع) او ما شبّه له، و على هذا الأساس فان الأنظمة المستبدة و غير الديمقراطية هي التي تربط مصيرها بمصير قائدها او زعيمها و مثل هذه الأنظمة البائسة و المبنية على نظام الفرد الواحد قد تسقط و تندثر حتى في حياة زعمائها و هذه سنة الحياة و إرادة الخالق لا تغيير و لا تبديل فيها.

الموضوع الثاني الذي أثارته وثائق ويكيليكس هو عمليات تزوير الانتخابات في بعض دول المنطقة و فوز المعارضة في الانتخابات لكن تم تزويرها بواسطة الأنظمة الحاكمة و . .

نكرر القول يا ترى ما الجديد في هذه الوثائق و ما الذي جاء فيها من غرائب لتتعالى الأصوات الحكومية و الرسمية ضدها و تتهم ويكيليكس بالنفاق و الكذب و تحوير الحقائق، في حين ان جميع الأدلة و المستندات و الأمور الواقعة على الساحة تؤكد من ان ليس بعض أنظمة المنطقة بل جميعها دون استثناء كانت و لازالت تمارس أسلوب الغش و التزوير و التلاعب بأصوات الناخبين منذ العقود الماضية و حتى الان و خير دليل على ذلك ان هذه الأنظمة رفضت و عارضت مشاركة او إشراف لجان دولية مستقلة على الانتخابات في هذه الدول بذريعة ان مثل هذا الأسلوب يعرض البلاد الى التبعية او مشاركة اللجان الدولية يعتبر تدخلا سافرا في شئون تلك الدول في حين ان السمة البارزة لهذه الدول التي لا تعترف بالديمقراطية و لا تعترف بحقوق المواطنين و لا حقوق النساء او المعارضة و لا حتى حقوق الإنسان هي ماركة عالمية مسجلة ، و آخر نموذج شهدناه في هذا السياق قبل ايام هو تزوير الانتخابات البرلمانية في مصر حيث ادعى النظام الحاكم فوزه بـ 99% من الأصوات كما عودنا في السابق في حين ان جميع الأدلة و الحقائق تؤكد انه لا يحظى باي شعبية تذكر داخل مصر وان 95% على الأقل من أبناء الشعب يعارضون نظام حسني مبارك.

الموضوع الثالث الذي تطرقت إليه الوثائق هي ظاهرة القمع و التعذيب و الإرعاب الذي تمارسها أنظمة المنطقة مع شعوبها او حتى معارضيها، فأين الغريب او الشيء غير الواقعي في هذه الوثائق و الجميع في دول المنطقة و العالم يدركون و يعرفون الممارسات غير القانونية و غير الإنسانية التي تمارسها هذه الأنظمة لحفظ مصالحها الفئوية و تستغل القوانين و تلفق الأكاذيب من اجل الاستمرار بحكمها دون رضاء او إرادة من قبل شعوبها.

الموضوع الرابع هو الإشارة مرة أخرى لتدخل دول الجوار و العديد من دول العالم في شئون العراق و التآمر عليه ونهب خيراته و ثرواته و دعم فصائل في هذا البلد لإشعال نار الفتنة الطائفية و تحريض جماعات فئوية ضد جماعات أخرى، و آلاف آلاف من الوثائق بشأن الشهداء و القتلى و الجرحى و القتل عن طريق الخطأ! و تصفية إعلاميين وناشطين في مجال حقوق الإنسان و التآمر بين أمريكا و دول في المنطقة ضد مصالح الشعب العراقي و ..

و نكرر السؤال، اين الأكاذيب او الأخبار والتقارير الملفقة في وثائق ويكيليكس و هذه الوثائق لا تعكس سوى الواحد من المليون من الحقائق القائمة في الساحة العراقية خاصة ما يتعلق منها بتدريب و إرسال الإرهابيين و دعم الجماعات الإرهابية من قبل دول الجوار و إرسالهم الى العراق للقيام بعمليات قتل و تفجيرات إرهابية منظمة ، فلماذا كل هذه الاعتراضات او بالأحرى الهلع و الخوف من نشر جانب ضئيل جداً مما يجري من حقائق على الساحة العراقية ؟

الموضوع الخامس هو الكشف عن تآمر حكام المنطقة في الدول العربية النفطية و مصر ضد النظام الإيراني او العكس و مطالبة هؤلاء الحكام من أمريكا علانية بقصف إيران بهدف إسقاط نظامها و إبلاغ ملك السعودية كبار المسئولين الأمريكان بضرورة قطع ما وصفه رأس الأفعى للنظام الإيراني ، و تكشف هذه الوثائق حصول النظام الإيراني على صواريخ متطورة من كوريا الشمالية و العمل بسرية على تطوير نشاطه النووي و التخطيط دوماً لقمع المعارضة الإصلاحية و الدفاع عن مصالح النظام باي ثمن!.

فأين الغريب و غير الواقعي او المريب في هذه الوثائق و الجميع يعرفون مثل هذه الحقائق جيداً الا انها لا يقرون بها و ان أنظمة المنطقة لا تطيق بعضها البعض و تتآمر باستمرار ضد بعضها و تدعم المعارضة و تحرض الجماعات المؤيدة لها ضد الأنظمة الحاكمة و معظم دول المنطقة تنهب خيرات جيرانها و تعتدي على حدودها و تصادر مواردها في السر و العلن و تنتهك أجوائها و سيادتها البحرية و البرية و الجوية و ان تعامل بعض دول المنطقة مع جيرانها أسوء من تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، فلماذا كل هذا الهلع و القلق على نشر وثائق تعكس نزر ضئيل جداً من الحقيقة القائمة ؟.

الموضوع السادس هو قمع الاقليات و مصادرة حقوق القوميات و انتهاك حقوق اتباع المذاهب و المعتقدات غير الرسمية في العديد من دول المنطقة ، وهو موضوع ليس بجديد او مختلق من وحي أجهزة المخابرات الغربية او أجهزة الإعلام الصهيونية، فموضوع قمع الاقليات و مصادرة الحريات وانتهاك حقوق المعارضة هي من ابرز سمات نظام "انا ربكم الأعلى" و نظام "الحاكم المستبد" و نظام "القمع و الإرعاب والتزوير"، و هي الأنظمة الحاكمة في اغلب دول المنطقة والعالم ، و ربما ان وثائق ويكيليكس نشرت جزءاً ضئيلاً جداً من مثل هذه السمات البارزة والحقائق الدامغة للأنظمة الحاكمة و غابت عن هذه الوثائق ما هو ابشع و اعظم من أعمال القتل والظلم و القمع و الإرهاب لدى العديد من هذه الأنظمة.

ومن طرائف وثائق ويكيليكس انها تطرقت الى الصفات والأساليب و الممارسات الشخصية للكثير من زعماء و مسئولي دول المنطقة و العالم. فمثلاً قيل عن العقيد القذافي انه ترافقه ليل نهار ممرضة أوكرانية شقراء جميلة جدا ويبدو أنه يحبها و يرجحها على كافة المسئولين في ليبيا..و انه هدد بعدم تفكيك برنامج بلاده النووي إذا لم يسمحوا له بنصب خيمته في نيويورك ! والملك عبدالله عن المالكي: جزء من الشعب العراقي في قلبي ولكن هذا الرجل-المالكي- لا أطيقه..وايضا الملك عبدالله عن رئيس باكستان : هو السبب في ازمة باكستان....إذا كان الرأس فاسد يفسد البدن ! نائب كرازاي الافغاني زار الإمارات ومعه شنطة فيها 52 مليون دولار ..كاش ! وبيرسكووني- رئيس الوزراء الإيطالي - صديق لبوتين رئيس وزراء روسيا ليسهل لشركاته العمل هنالك...وبوتين صديق حميم للمافيا الروسية ! و الحكومة القطرية أضعف حكومة في مكافحة الإرهاب...فهي لا تعتقل الإرهابيين المعروفين خوفا من ردة فعل القاعدة ضدها و ان بعض انظمة المنطقة تسمح بانتقال المتطرفين من بلدانها الى العراق لتخلص من وجودهم و إبعاد خطرهم عن هذه الأنظمة ! ونقل عن محمد بن زايد الإماراتي حول البرنامج النووي الإيراني:أي ثقافة تصبر عدة سنوات لحياكة سجادة حريرية واحدة... ايران لديها ثقافة الصبر لصنع القنبلة النووية .. ! و لا تمتلئ