وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
الاثنين

٢٩ نوفمبر ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
215129

ماذا سمع الحريري في طهران؟؟

برغم الاجواء الايجايبة التي احاطت بزيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى طهران التي استمرت ثلاثة ايام، والتي عكسها الطرفان، فإن المرجو يبقى تجاوب الحريري مع مساعي الخروج من الازمة القائمة ومنها المساعي الايرانية التي تحركت بشكل مباشر مع الحريري اثناء الزيارة، خاصة ان الوقت يداهم الوطن والمطلوب خطوات سريعة و"عدم تقطيع الوقت" كما اكد الامين العام لحزب الله بالأمس.

ابنا : وإن كان هذا التواصل-الاول من نوعه- بين الحريري والقيادة الايرانية قد حقق نتائج جيدة على صعيد توقيع اتفاقيات تعاون او عرض ايران مساعدة الجيش او توثيق التعاون والعلاقة السياسية، لكن الاهم ان الزيارة دفعت نحو كسر الجليد وفهم مشترك اعمق بين الطرفين اتاحه اللقاء المباشر، وقد يكون هذا ما عبر عنه الحريري عندما قال ان الزيارة "قطعت الشك باليقين بأن ايران دولة صديقة تريد الخير للبنان ولجميع ابنائه"، وهذا ما قاله ايضا الوزير الكتائبي المرافق للحريري في الزيارة سليم الصايغ: "النظرة الى إيران من الداخل تختلف عن النظرة اليها من الخارج"!   وفيما تؤكد طهران انه سيكون للزيارة نتائج سياسية ملموسة قريبا فإنها دعت الحريري الى التلاقي مع حزب الله بما يخدم مصلحة الوطن في هذه المرحلة الحساسة تفاديا لأي زعزعة للاستقرار الوطني واكدت انها مع العدالة لكن دون تسييس للمحكمة، وشددت على التجاوب مع المساعي الاقليمية القائمة، ووجهت في الوقت نفسه رسائل ايجابية تجاه الحريري على صعيد تأكيد استمرار التعاون معه وتشجيعه على عدم التجاوب مع مشاريع خطيرة تحاك عبر تأكيدها ثقتها بقدرته على الخروج من الازمة. وقد اعرب النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي عن اعتقاده ان "الحكمة والحنكة التي نعرفها عن الرئيس الحريري وايضاً عن كبار الشخصيات اللبنانية قادرة على تطويق هذه الازمة وحلها بكل سهولة ".  وقالت صحيفة السفير انه "ليس أمراً عادياً ان يدعو نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي في مستهل الاجتماع الاول الذي عقده مع رئيس الحكومة الى قراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد مرور خمس سنوات على اغتياله. يُبين كل مسار الزيارة، ان طهران أرادت ان توحي للحريري عبر إشارات مختلفة انها بما تمثله من مرجعية في العالم الشيعي تحترم زعامته التي تكتسب في أحد جوانبها بُعداً سنياً. بل ان أحد أعضاء الوفد الذي رافق رئيس الحكومة لم يتردد في القول لـ«السفير» إن السلوك الإيراني بدا وكأنه يمنح نوعاً من «الحصانة» لموقع الحريري ولحكومته التي جرى التوقيع مع عدد من وزرائها على تسع مذكرات تفاهم. ويرى مواكبون لزيارة الحريري بحسب الصحيفة ان الايرانيين أرادوا أن يطمئنوه الى حقيقة نيات طهران حياله بعيداً عن الأفكار المسبقة والتأويلات المريبة، وأن يؤكدوا له ان مكانه محفوظ في الشراكة الاقليمية التي تؤسس في المنطقة للتعامل مع مرحلة ما بعد خروج الأميركيين منها، وانه يستطيع ان يكون أحد الرابحين في المعادلة الجديدة ومن مردودها إذا أحسن التصرف بدلاً من ان يقوده البعض الى أن يدفع ثمنها ويكون أحد ضحاياها . في موضوع المحكمة، تجنب الايرانيون الاستغراق كثيراً في تفاصيله أمام الحريري، ويقول أحد الوزراء العائدين بعد ظهر أمس الى بيروت –بحسب السفير- انه لمس ان هاجس طهران هو تفادي تداعيات القرار الظني في حال اتهم عناصر في حزب الله .مصادر قريبة من أروقة صناعة القرار في طهران تؤكد بحسب صحيفة الاخبار أن «الجمهورية الإسلامية تستقبل جميع قادة الدول بالترحاب وتُكرّمهم بإجلاسهم مع كبار قادتها، وعلى رأسهم المرشد (الامام علي الخامنئي). تفعل ذلك مع الأحباب والحلفاء، وأيضاً مع الأخصام الذين لا ترضى ولا ترتاح لأفكارهم ولا لخطّهم ولا لعلاقاتهم. حتى (الرئيس الأفغاني حميد) قرضاي و(رئيس وزراء العراق نوري) المالكي كرّمتهما عندما زاراها وأجلستهما مع كبار القوم». وتضيف إن «استقبال الحريري جاء على طريقة استقبال قرضاي، وللأهداف نفسها: تخفيف كمية الأثقال وحدّة الشرور المحيطة بهما، التي تثقل كاهليهما. نعرف أن هؤلاء يتعرضون لكمّ هائل من الضغوط الغربية، وما استقبالنا لهم إلا لرفع أوزار الأجنبي عن كواهلهم، لمساعدتهم على التخلص من بعض الأحمال». اثناء استقباله الحريري دعا الامام السيد علي الخامنئي الاثنين رئيس الحكومة اللبنانية الى "تعزيز العلاقات" بينه وبين الامين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقال كما افاد موقعه الرسمي "هذه العلاقات يجب ان تتعزز اكثر فاكثر". واضاف "طالما ان النظام الصهيوني قائم، فان لبنان في حاجة الى المقاومة". وتابع "لو كان بمقدوره، لكان النظام الصهيوني تقدم حتى بيروت وحتى الى طرابلس لتطويق سوريا. ان المقاومة هي العنصر الوحيد الذي يقف بوجه النظام الصهيوني". ورد الحريري بالقول ان "اي انقسام في لبنان يخدم مصالح اسرائيل" مشددا على ضرورة "تعزيز الوحدة الوطنية" في لبنان كما اضاف الموقع نفسه.  وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وجه الاحد عند استقباله الحريري، نداء الى الوحدة في لبنان. وقال احمدي نجاد "اذا كانت الحكومة والمقاومة في جبهة واحدة، فان هذا البلد سيسلك بقوة طريق العظمة والتطور ولن يتمكن النظام الصهيوني من الحاق اي اساءة به". ودعا الى "تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين لبنان وايران" لكن ايضا "بين ايران والعالم العربي" كما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.  وقال الحريري في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي كما نقل تلفزيون العالم الايراني ان "هذه الزيارة قدمت نتائج ايجابية. لقد عززنا علاقاتنا مع الجمهورية الاسلامية". واضاف ان "لبنان لن ينضم ابداً الى مجموعة دول للضغط على ايران وقد رفض على الدوام العقوبات والضغوطات. لايران الحق في التكنولوجيا النووية".

اتنهی/137