ابنا : اشار جوانفكر في كلمة له يوم السبت امام اجتماع "وكالات الانباء العالمية في عاصمة اوروبا الثقافية" في اسطنبول، الى انتشار ظاهرة التخويف من الاسلام في الغرب، وقال: ان انتشار ظاهرة الرهاب من الاسلام في الغرب بدأت بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر واعلان الحروب الصليبية من قبل الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وبنفس المقدار انخفضت اهمية وضرورة صون الحضارات والثقافات.
ووصف جوانفكر، الاساءات المتكررة من قبل وسائل الاعلام والشخصيات الاوروبية للمقدسات الدينية بما فيها التطاول علي النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وحماية بعض الحكومات والاحزاب الاوروبية لهذه الاجراءات اللا أخلاقية وغير الثقافية بانها انموذج لهذه الاجراءات والتي افضت الى زيادة القلق في العالم.
وقال المدير العام لـ (ارنا): ان الرهاب من الاسلام من المصطلحات الشائعة حديثا وبشكل خاص في مجال علاقة الاسلام مع الغرب.
ولفت الى محاولات وسائل الاعلام بتقديم صورة غير حقيقية عن الاسلام، وقال: ان وسائل الاعلام الغربية تدعي عن الاسلام وثقافة المسلمين بان 'المسلمين يرون انفسهم افضل من الاخرين' و'الاسلام يسعى لحكم كل العالم' و'القوانين الاسلامية لا تتماشى مع حقوق الانسان' و' الاسلام دين يدعو الى العنف والتطرف ويولد الفكر الارهابي' و'الاسلام يعتبر القتال وسفك الدماء موضوعا مقدسا' و'المسلمون اشخاص متشائمون ومنعزلون ومنفصلون وغير معنيين بالتغيير والتطور' وغيرها من المزاعم.
واضاف جوانفكر بان البحوث الجامعية التي اجريت في اوروبا خلال السنوات العشرين الماضية اكدت بان ظاهرة الرهاب من الاسلام اصبحت اكثر وضوحا وعنفا وخطورة، موضحا بان ظاهرة اثارة الخوف من الاسلام اصبحت في بعض الاحيان مدمرة وبغيضة وتحولت الى جزء من حياتهم خاصة في بعض دول شمال اوروبا مثل الدول الاسكندنافية.
وتطرق المستشار الاعلامي للرئيس الايراني الى مراحل الرهاب من الاسلام في العالم المعاصر، وقال ان المرحلة الاولى لهذا المخطط بدأت نهاية عقد الثمانينات وبانتصار الثورة الاسلامية في ايران والمرحلة الثانية بعد تفكك لاتحاد السوفيتي في عام 1989.
واستطرد قائلا: انه بعد انهيار الكتلة الشرقية بدأت افكار واراء المحافظين تتبلور حول وجود عدو مفترض كاحدي استراتيجيات سياسة الولايات المتحدة الخارجية وبدأ مخطط الرهاب من الاسلام يصبح موضع اهتمام من قبل السلطويين واصحاب القرار في اميركا لملء فراغ الرهاب من الاجنبي واصبح الخطر من الاسلام يحل محل الخطر من الشيوعية.
وقال جوانفكر، ان ايحاء مفاهيم مثل 'القوانين الاسلامية تنتهك حقوق الانسان' و'الاسلام دين يدعو الي العنف وينشر التطرف' و'الاسلام دين اصولي ويعارض العلم والتطور' و'الاسلام يولد الفكر الارهابي' وامثال هذه المفاهيم والتي تعد جزءا من المرحلة الثانية للرهاب من الاسلام ومقارعة الاسلام من قبل الغرب.
واعتبر تفعيل الموجة الثالثة للرهاب من الاسلام بعد احداث 11 سبتمبر وانفجارات نيويورك وواشنطن، وقال ان وسائل الاعلام الواقعة تحت سيطرة نظام الهيمنة حاولت تغيير علاقات العالم الاسلامي مع الغرب وبدأت بالايحاء بان التصدعات الحضارية بين الاسلام والغرب بدأت بالنشاط.
وقال المدير العام لارنا: بعد احداث 11 سبتمبر قسم جورج بوش، الدول الى قسمين اصدقاء للولايات المتحدة واعداء للولايات المتحدة بمعني ان الدول التي لا تقف الى جانب اميركا تعتبر عدوة لها.
واضاف جوانفكر: انه من هذا المنطلق اطلق بوش مصطلح 'محور الشر' علي ايران وكوريا الشمالية وسوريا ووصف هذه الدول بالداعمة للارهاب والمنتهكة لمصالح الدول الحرة والعالم الغربي.
واكد بان الغرب حاول ان يضع على جدول اعماله، تقديم صورة سيئة عن المسلمين، مضيفا بان نسب جميع الاحداث السيئة والتفجيرات والاغتيالات والازمات الاقتصادية، الى المسلمين هو من ضمن هذه البرامج التي ادرجت على جدول اعمال وسائل الاعلام الغربية وحاولوا اظهار المسلمين في الافلام السينمائية والصور الكاريكاتورية وغيرها كمختطفين للطائرات واشخاص قساة القلوب وارهابيين ولاهثين وراء شهواتهم.
واوضح بان وسائل الاعلام الغربية حاولت اظهار العرب وبشكل عام المسلمين على انهم اناس بدون ثقافة ويستخدمون العنف، وان الكيان الصهيوني واميركا مضطران لاستخدام قواتهما العسكرية للدفاع عن وجودهما امام كل هذا العنف من قبل المسلمين، وكل هذا الاعلام يكفي لكي يتجاهل العالم حجم القنابل والقذائف التي سقطت علي افغانستان والعراق وباقي دول العالم.
واشار جوانفكر الى ان الاسلام يعتبر في غالبية وسائل الاعلام الغربية 'خطرا كبيرا على الحضارة الغربية' مضيفا بان وسائل الاعلام الغربية تعرَف المسلمين عامة على انهم مجموعات تدعو الى استخدام العنف والتطرف ويعتمدون الجهاد ويخالفون التعايش السلمي مع باقي المجتمعات.
ووصف المدير العام لارنا هذا الاسلوب من قبل وسائل الاعلام الغربية بانه حركة مخطط لها وغير ثقافية وتهدف الي مواجهة باقي الحضارات، وقال: المؤسف انه مع مرور الوقت نشهد كل يوم اكثر فاكثر بان وسائل الاعلام الغربية تبتعد عن الاسس الاخلاقية والانسانية والمهنية في انتاج ونشر الاخبار والمعلومات وتتحول تدريجيا الي منتجة وناشرة للاخبار المحرفة والشائعات والتهم التي لا اساس لها من الصحة والشبهات والابهامات والاكاذيب ونشر التشاؤم وسوء الظن والفرقة بين المجتمعات والطوائف المختلفة وتعمل علي اساس منطق القوة لايفاء دور في خدمة سياسات نظام الهيمنة.
واضاف: في حين كانت وسائل الاعلام الشرقية في موقف دفاعي ومنفعل وكانت تحاول على اساس قدرة المنطق، ابداء الشفافية وازالة الغموض وكشف الحقائق وتعزيز الوفاق والتناغم والتعاون بين المجتمعات المختلفة.
ودعا المدير العام لوكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) المعنيين في شؤون الاعلام الغربية الى اعادة النظر في اساليبهم الحالية وقال: نحن نطمئنهم بان استمرار هذا الوضع لن يكون لصالحهم.
واضاف جوانفكر: نحن كأحد الاعضاء الناشطين في ائتلاف وكالات انباء اسيا والمحيط الهادئ (اوانا) نسترعي انتباه زملائنا الي اهمية وضرورة صون وحماية الثقافات والحضارات الانسانية ونتوقع من خلال المزيد من الوعي بان لا يسمحوا لوسائل الاعلام الغربية بتدمير باقي الحضارات والثقافات.
واقترح المستشار الاعلامي للرئيس الايراني تبديل الحوار العالمي المشترك الى 'سلام عادل' وذلك لبلوغ النقطة الفكرية المشتركة بين الشرق والغرب، واضاف: يمكن من الناحية الحضارية والدولية ومن منطلق المبادئ الانسانية السعي لتحقيق الامن والسلام العادل للبشرية.
انتهی/158