ابنا : أما قصة هذه القطارة، فكما تذكر الروايات انه بعد عودة الإمام علي (عليه السلام) من معركة صفين التي جرت أحداثها سنة (37) من الهجرة مع جيش معاوية بن أبي سفيان، فأصاب جيش الإمام (عليه السلام) عطش كبير في صحراء تلك المنطقة، وقد التقى أثناء مسير الجيش براهب ودير صغير وسط الصحراء، حيث اخبره بعدم وجود الماء في المنطقة وأن هناك مَن يأتي له بالماء، ولمسافة لا تقل عن فرسخين دعا الإمام علي (عليه السلام) أصحابه للتجمع وحفر الأرض في مكان توجد فيه صخرة فعجزوا عن رفعها فبادر الإمام (سلام الله عليه) برفعها وانبثق الماء من تحتها بغزارة، فشرب منها الجيش واغتسلوا، ثم أظهر ذاك الراهب لوحا يشير الى وجود نبع للماء هنا أشار له الحوارين سيأتي نبي آخر الزمان أو وصيه لإظهاره؛ ثم أسلم ذاك الراهب على يد الإمام (عليه السلام) وبشره الإمام إنه أول شهيد في جيشه..
والمكان عبارة عن حفرة صغيرة، لا تزيد مساحتها على متر مربع، وتقع تحت سن صخري حاد، يقطرُ الماء منه، والغريب انه لا توجد في هذه المنطقة الصحراوية سوى هذه السنون الصخرية، فهي معلم ديني سياحي يستحق الاهتمام به، يجيء لها الناس للتبرك، وهي أثر يبدو اليوم شامخا وصرحا يصدح بذكر الإمام (عليه السلام) ودليل على معجزة ناطقة ضمن جملة المعاجز التي خطها القدر على يد الإمام علي (سلام الله عليه).
انتهی/158