وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
السبت

٢٠ نوفمبر ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
214049

حياة الإمام علي الهادي (عليه السلام) العامرة بعظمة الإسلام

ابنا : ولادة الإمام الهادي (عليه السلام):ولد الإمام الهادي (عليه السلام) في قرية (صرّيا) بإحدى نواحي المدينة المنورة وكان رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) قد بشرّ بولادة الإمام الهادي (عليه السلام) بقوله: ((إن الله تعالى ركب في صُلب الإمام الجواد (عليه السلام) نطفة... بارة مباركة، طيبة طاهرة، تسمى عنده سبحانه وتعالى بعد الولادة الميمونة علي بن محمد (عليه السلام) إذ ألبسهما السكينة والأسلمة العظيمة) وأودعها العلوم وأسرار الحياة والممات))، وقد عُرف الإمام الهادي (عليه السلام) أنه إذا لقي شخص وفي صدره شيء أنبأه به. وقد اختلف المؤرخون قليلاً في تاريخ ولادته (عليه السلام) فقيل أنه ولد في شهر رجب سنة 212هـ أو سنة 214هـ وقيل عن يوم ولادته (عليه السلام) أنه في النصف من شهر ذي الحجة أو السابع والعشرون منه. اسمه وكنيته الشريفين:اسمه: علي، وكنيته: أبو الحسن ألقابه الشريفة:الهادي، النقي، النجيب، المرتضى، العالم الناصح، العسكري.والده ووالدته المقدّسين:والده هو الإمام محمد بن علي الجواد. وأمهُ – السيدة سُمانة المغربية وقيل أنها أم الفضل وقيل أن أسمها عاتكة أو سوسن. حياة الإمام الهادي (عليه السلام):عاش الإمام الهادي (عليه السلام) في المدينة المنورة مع والده الإمام الجواد (عليه السلام) زهاء سبع سنوات في بيت محاط باركان الإيمان والفضيلة والإمام الهادي (عليه السلام) هو أحد الأئمة المنصوص على إمامته من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك في مواد ونصوص عديدة، وروى المسعودي في كتاب (إثبات الوصية) إن الإمام الجواد (عليه السلام) لما حضرته الوفاة نص على إمامة الإمام الهادي (عليه السلام) وكان قد سلمه بالمدينة المنورة.. سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومواريث الأنبياء. الإمام الهادي (عليه السلام) وحكام عصره:حين غادر الإمام الجواد (عليه السلام) المدينة المنورة متجهاً نحو بغداد بطلب من الخليفة العباسي (المعتصم) بقي الإمام الهادي (عليه السلام) وأخوه موسى الملقب بـ(المبرقع) في المدينة المنورة ولما استشهد الإمام الجواد (عليه السلام) نحبه مسموماً ببغداد حضر الإمام الهادي (عليه السلام) عنده، وقام بتغسيله والصلاة عليه ودفنه.وإذ امتازت الفترة التي حكم بها بني العباس بالاضطرابات والصراع على السلطة فيما بينهم بأوقات ومناسبات ليست قليلة فقد عاصر الإمام الهادي (عليه السلام) تلك الظروف العصيبة والمخاطر المتربصة به بالذات وبالإسلام الحقيقي في كل لحظة خاصة وأنه عاصر عدة خلفاء أمتاز بعضهم بالمزاج الحاد ومعاداة أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ومنهم الإمام الهادي (عليه السلام) هو نفسه حيث عاصر الإمام الهادي من خلفاء العباسيين الخليفة المعتصم والخليفة الواثق والخليفة المتوكل والخليفة المنتصر والخليفة المستعين والخليفة المعتز بعد أن أجاز كل من هؤلاء الخلفاء إضافة كلمة (بالله) إلى أسمائهم فأصبح يقال عن المعتصم (المعتصم بالله) وعن المتوكل.. (المتوكل بالله) الخ في حين كان معظم هؤلاء الخلفاء يعادون النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ورسالته الإنسانية في شخوص عترته الطاهرة من أبنائه رغم علمهم أنه (صلى الله عليه وآله) قد أوصى بهم (المحبة) و(المودة) وبهذا الصدد ينقل أبو فرج الأصفهاني في متن كتابه الشهير – مقاتل الطالبيين في الصفحة395(كان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم، مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم.واتفق أن عبد الله بن يحيى بن خاقان – وزيره – كان يسيء الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهما ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله). الإمام الهادي (عليه السلام) والخليفة المتوكل:بعد وفاة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وانتقال الإمامة إلى ولده الإمام علي الهادي (عليه السلام) مكث الإمام الهادي (عليه السلام) في المدينة المنورة حتى بلغ من العمر ما زاد على العشرين سنة وكان أهل المدينة يجلّوه ويعظموا منزلته لنسبه الشريف ومن الطبيعي فإن إلتجاء العامة الناس إليهم في حل مشاكلهم وما كان يشغل بالهم من مسائل الشرعية يحدد هو (عليه السلام) أفضل الحلول الدينية لها قد زادت من شعبية الإمام وفي سنة 223هـ حين استلم الخليفة المتوكل منصة الحكم أظهر حقده الإجرامي المريض ضد آل رسول الله (صلى الله عليه وآله).وكان والي المدينة المنورة عبد الله بن محمد يرفع التقارير إلى المتوكل بعد أن يشبعها بكلام التحريض ضد الإمام الهادي (عليه السلام) إذ تجرأ الوالي عبد الله بن محمد على كل ما له صلة برموز الإسلام لما كتب إلى المتوكل هذه الكلمات:(إن كان لك في الحرمين (مكة والمدينة) حاجة فأخرج علي بن محمد منهما، فإنه قد دعاء الناس إلى نفسه، وأتبعه خلقاً كثير). أولاد الإمام الهادي (عليه السلام):كان للإمام علي الهادي (عليه السلام) أربعة أولاد ذكور وبنت واحدة وهم بحسب تسلسل ولادتهم:1- السيد محمد2- الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)3- جعفر4- الحسين5- عليَّة من أدعية الإمام الهادي (عليه السلام):((الحمد لله الذي لا من شيء كان، ومن لا شيء كوّن ما قد كان، مستشهداً بحدوث الأشياء على أزليته، وبما وسمها به – من العجز – على قدرته، وبما اضطرها إليه – من الفناء – على دوامه)) ومن كلمات الإمام الهادي (عليه السلام):((إن الله جعل الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عُقبى، وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً)).(( الحِلم أن تملك نفسك، وتكظم غيظ مع القدرة)). وقال للخليفة المتوكل يوماً في جواب بكلام دار بينهما:((لا تطلب الصفا ممن كدرت عليه، ولا الوفاء من غدرت به، ولا النُصح ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك لك لقلبك له)). تاريخ استشهاد الإمام الهادي (عليه السلام):رغم اختلاف المؤرخون في تاريخ استشهاد الإمام علي الهادي (عليه السلام) إلا أن هناك شبه إجماع فيما بينهم على ترجيح الثالث من شهر رجب سنة 254هـ يوماً لانتقال روحه الطاهرة إلى سماوات باريها.وقصة استشهاده بحسب أكثر مصادر التاريخ توثيقاً قد حدثت بعد أن ذاعت شهرة الإمام الهادي (عليه السلام) حيث استدعاه الخليفة المتوكل من المدينة المنورة إذ خاف على زوال حكمه ودولته إليه بما له من محبة وتأييد الناس للإمام (عليه السلام) ولذا فقد أسكن الخليفة المتوكل الإمام الهادي (عليه السلام) في عاصمة خلافته سامراء ثم دس له السم وكان عمره آنذاك (40) سنة ودفن في داره في سامراء.

انتهی/158