ابنا : والفتوى التي أصدرها خامنئي في 30 سبتمبر أيلول ليست شيئا غير عادي في حد ذاته ولكن كون شيعة السعودية قد طلبوا علنا رأي خامنئي وترحيب السنة والشيعة بها على نطاق واسع يفيد أن ايران تفوز بتقدير كبير على المستوى الاقليمي.
وأفادت الفتوى التي نشرتها وكالة أنباء مهر الايرانية بأنه "من الخطأ في الاسلام الحط من قدر رموز اخوتنا السنة وكذا اتهام زوجة النبي والطعن في شرفها. هذا حرام فيما يتعلق بزوجات الانبياء وخصوصا سيد الانبياء نبينا العظيم."
وكان خامنئي يرد على شيعة السعودية الموجودين في المنطقة الشرقية الذين سعوا من أجل تبديد التوترات عقب حادث في الكويت ذم فيه رجل دين شيعي السيدة عائشة زوجة النبي محمد(ص).
وفي الشهر الماضي جردت الكويت ياسر الحبيب من جنسيته الكويتية ومنعت ظهوره علنا خوفا من أن تقود التعليقات التي وضعها على موقعه على الانترنت الى وقوع اشتباكات.
وكثيرا ما تنشأ التوترات في الدول الاسلامية جراء مثل هذه القضايا المتعلقة بشخصيات في صدر الاسلام.
وأدى الغزو الامريكي للعراق عام 2003 وتنصيب نظام يقوده الشيعة الى خلق مناخ انتعشت فيه مثل هذه التوترات في المنطقة التي عادة ما يهيمن عليها السنة.
اشادة واسعة
فقال مجلس الوزراء الكويتي في بيان يوم الاثنين ان ذلك جهد هدفه "وأد الفتنة" وتوحيد صفوف المسلمين.
وقال الشيخ أحمد الطيب شيخ الازهر في القاهرة "أهمية هذه الفتوي أنها صادرة عن عالم من كبار علماء المسلمين.". كما أشاد الشيخ يوسف القرضاوي في البرنامج الذي يظهر فيه بشكل شبه أسبوعي في قناة الجزيرة بالفتوى.
وقالت أمل سعد غريب التي كتبت دراسة عن حزب الله الشيعي المدعوم من ايران ان الفتوى تشير الى تزايد الاهتمام بخامنئي كمرجع للشيعة. وأشارت الى أن صدور الفتوى من أعلى سلطة في ايران من شأنه أن يساعد ايران في التواصل مع المنطقة.
وأضافت ان هذا يساعد في تصوير ايران على أنها قوة غير طائفية وكسلطة دينية ليس في الشؤون الشيعية وحسب بل وكمدافعة عن الشخصيات الاسلامية.
وقالت انه اذا حاول خامنئي الخوض في ممارسات أكثر جماعية وأقام وحدة اسلامية أوسع نطاقا فهذا سيحسن بالتأكيد فرصه في أن يتبناه الشيعة بصورة أكثر انفتاحا في العالم العربي.
ووضع اية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية نظرية ولاية الفقيه التي يكون فيها القول الفصل في السلطة بيد شخصية دينية متفق عليها.
وأثار ذلك النظام جدلا ليس فقط بالنسبة للحكومات العربية المحافظة المتحالفة مع الغرب لانه دمج السلطتين السياسية والدينية وخلق بديلا محتملا خاصا بولاءات الشيعة خارج ايران.
وشجعت الثورة الايرانية عام 1979 الشيعة في السعودية على التمرد على وضعهم في المملكة التي تتبع النهج السني الوهابي. ومولت الدول العربية الحرب الطاحنة بين العراق وايران من أجل ابعاد التهديد الثوري عن الوضع السياسي القائم في المنطقة.
المتطرفون لم يرحبوا بهذه الخطوة:
وردت المؤسسة الدينية السعودية المتشددة باستياء على رد الفعل المرحب بدعوة خامنئي الى وحدة طائفية.
وجاء في مقال افتتاحي في موقع المسلم دوت نت "نحن لسنا ضد فتوى خامنئي بالمطلق.. لكننا تعلمنا الانصاف من ديننا.. كما تربينا على ألا نكون مخادعين وألا تنطلي علينا ألاعيب المخادعين."
انتهى/114