وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
السبت

٩ أكتوبر ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
208262

السعودية، مدير مشروع التشويش على زيارة احمدي نجاد الى لبنان

وكانت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن اول من اشعل فتيل هذه الضجة الاعلامية عندما كتبت بان احمدي نجاد قرر بعد افتتاحه المركز الثقافي الايراني في قرية مارون الراس بجنوب لبنان، رمي حجارة باتجاه اسرائيل.

ابنا : "ايمتي بدو يجي نجاد؟" السؤال الذي يطرحه كل مقيم في بيروت. والرئيس احمدي نجاد يعرف في لبنان والدول العربية الاخرى ب "نجاد" والشخص الذي يقف بقوة بوجه اسرائيل ويخطو يوميا خطوة نحو الامام. وطبعا هناك في لبنان من هو غير راض عن زيارة الرئيس الايراني هذه. وخلال الاسبوع او الاسبوعين الاخيرين مارست وسائل الاعلام التابعة لفريق 14 اذار حملة دعائية واسعة للتشويش على زيارة احمدي نجاد الى لبنان. وكانت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن اول من اشعل فتيل هذه الضجة الاعلامية عندما كتبت بان احمدي نجاد قرر بعد افتتاحه المركز الثقافي الايراني في قرية مارون الراس بجنوب لبنان، رمي حجارة باتجاه اسرائيل. وهذا التقرير دفع بوزارة خارجية الكيان الصهيوني الى الاعراب عن القلق من زيارة احمدي نجاد الى جنوب لبنان. كما انعكس هذا القلق مباشرة لدى تيار 14 اذار. وقال عقاب صقر النائب عن تيار 14 اذار وعضو كتلة المستقبل بالبرلمان اللبناني والتي يراسها سعد الحريري، قال في تصريح ادلى به لصحيفة "الشرق الاوسط" انه يجب التفريق بين زيارة احمدي نجاد وموقف حزب المستقبل من سياسة احمدي نجاد. ان موقفنا من سياسة احمدي نجاد، سلبية!ونظرا الى الوضع السياسي المضطرب حاليا في لبنان والناتج عن الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري واحتمال توجيه الاتهام لحزب الله بالضلوع باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق، فان تيار 14 اذار زعم على الفور بان حزب الله يسعى، بعد عودة احمدي نجاد من لبنان، لتنفيذ انقلاب ضد حكومة الحريري! الزعم الذي كان له صدى واسعا في وسائل الاعلام الاقليمية والغربية. ونشرت مؤسسة "هاجسون نيويورك" تقريرا زعمت فيه بان حزب الله ومن خلال وضع السلاح والافراد بتصرف مصطفى حمدان (احد الضباط الاربعة الذين اعتقلوا اربع سنوات من دون اي مستند قانوني بتهمة الضلوع في اغتيال رفيق الحريري)، ينوي بعد عودة احمدي نجاد الاستيلاء على بيروت والاطاحة بحكومة سعد الحريري. وكان هذا الادعاء قد طرح سابقا ايضا من قبل المصادر الامنية القريبة من التيار الحاكم، ونشرته صحيفة "الاخبار" قبل ايام. وقد اشتدت وتيرة هذه التكهنات بعد اصدار المحكمة السورية العليا احكاما قضائية باعتقال 33 شخصية سياسية وامنية لبنانية وسورية واوروبية بتهمة الادلاء بشهادة الزور ضد الضباط الاربعة والحكومة السورية. وقد صدرت هذه الاحكام القضائية في ختام زيارة الرئيس السورى بشار الاسد الى طهران، الزيارة التي تم خلالها مناقشة الملف العراقي بين ايران وسورية واتفق الطرفان على دعم تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء في العراق شريطة ان يقدم المالكي الضمانات اللازمة لسورية وان يشكل حكومته من خلال مشاركة جميع المجموعات السياسية الفائزة في الانتخابات. وتم ابلاغ وزير الخارجية التركي داود اغلو بهذا الاتفاق عن طريق نائب الرئيس السوري، واعربت انقرة عن دعمها له. ويبدو ان اميركا ستدعم هذا الاتفاق شريطة ان يشارك اياد علاوي وقائمة "العراقية" في السلطة بقوة. وكل هذه الاتفاقات دفعت بالسعودية الى الشعور بانها اصبحت خالية الوفاض في العراق لاسيما وانها تفتقد الى الورقة الرابحة في لبنان وليس بمقدروها عمليا القيام بشئ ، سوى التشويش على زيارة احمدي نجاد الى لبنان. ومن جهة اخرى فقد بذل فريق 14 اذار خلال الايام الماضية جهودا حثيثة لتعزيز الموقف السعودي في لبنان، بحيث انه حاول خلق مشروع من الاقتراح الذي تقدم به السفير السعودي لدى بيروت علي عواض العسيري لتشكيل لجنة لبنانية من الموالاة والمعارضة لتسوية الازمة السياسية القائمة، لكي تتمكن السعودية من خلالها المساومة بشان الملف العراقي، الاقتراح الذي لم ياخذه فريق 8 اذار وسورية على محمل الجد، والطريف ان السفير السعودي سحب اقتراحه هذا في مقابلة اجراها مع "الشرق الاوسط" لاحقا.وعندما نضع جميع هذه الملفات الى جانب بعضها البعض ، سندرك ببساطة سبب غضب تيار 14 اذار من زيارة احمدي نجاد الى بيروت الى هذا الحد. ان "السعودية الاب" قد خسرت اللعبة في العراق لصالح ايران، ولا تملك الان في لبنان شيئا لتتساوم عليه. لا تستغربوا فهذا لبنان، المكان الذي يختلف مع اي مكان اخر في العالم.انتهی/158