وفقا لما أفادته وکالة أهل البیت (ع) للأنباء ـ ابنا ـنقلاعن جريدة الحياة التي تصدر في لندن اشارتها الى ان مؤسس ومفتي "جماعة الجهاد" السيد إمام الشريف والملقب بين الجهاديين بـ "الدكتور فضل" عاود الظهور، محملاً تنظيم "القاعدة" المسؤولية الكاملة عما لحق بالمسلمين من كوارث، ومعارضاً بناء مسجد قرب موقع هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك، وداعياً الى عدم الأخذ بدعوة الإمام الأميركي من أصل يمني انور العولقي الى قتل الاميركيين، وذلك "في تجديد لمراجعات ترشيد الجماعة، التي كان أطلقها في عام 2007.
وأصدر "الدكتور فضل" الذي يمضي حكماً بالسجن في سجن المزرعة بضاحية طرة (جنوب القاهرة) منذ تسلمه من اليمن عام 2002، بياناً، واصل فيه حملته على زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن ومساعده الظواهري، إضافة إلى زعيم جماعة "طالبان" الأفغانية الملا عمر، معتبراً أنهم "مجموعة من المغامرين استخدموا الإسلام للتغطية على أطماعهم الشخصية"، وحمّلهم المسؤولية الكاملة عما لحق بالمسلمين من "كوارث" في كل من أفغانستان وباكستان والصومال والعراق.
وظهر البيان الذي حمل عنوان: "كلمة من الدكتور فضل في شأن مسجد نيويورك وإحراق المصحف في الذكرى التاسعة لتفجيرات 11 أيلول"، جدد فيها تأكيده ان تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001 "مخالفة لتعليم الإسلام لما فيها من خيانة وغدر، وكانت كارثة تضرر منها المسلمون أكثر من غيرهم"، مشيراً إلى تفاصيل شرعية كان أوردها في وقت سابق في كتابه "وثيقة ترشيد العمل الجهادي"، و "مذكرة التعرية لكتاب التبرئة".
وحمل زعيم "الجهاد" على بن لادن والقيادي في تنظيمه خالد شيخ محمد والملا محمد عمر مسؤولية هذه التفجيرات، ونبّه إلى أن هؤلاء "إن خفي أمرهم على كل الناس فإنه لا يخفى على (فضل)، فقد كنت أنا شيخهم، ولكني قطعت صلتي بهم منذ عام 1993 لمّا تأكدت أنهم مجرد مجموعة من المغامرين الباحثين عن الشهرة والزعامة بأسرع وسيلة من دون مراعاة لتعاليم الإسلام ولا لأرواح البشر، ولكنهم استخدموا الإسلام للتغطية على أطماعهم الشخصية مستغلين جهل بعض المسلمين بدينهم".
واضاف: أسامة بن لادن خدع الناس وقال إنه يعمل لنصرة الإسلام. ثم ظهر أحد دعاة الإسلام في هذا الوقت يريد أن يبني مسجداً قرب موقع هذه التفجيرات في نيويورك، وأقول إن هذا المسجد لا يجوز بناؤه في هذا الموقع لسببين: الأول أنه لا يوجد إلزام إسلامي ببناء المسجد في هذا الموقع، لأنه يجوز للمسلم أن يصلي في أي مكان طاهر، اما السبب الثاني فلأن فيه إساءة لأهالي ضحايا هذه التفجيرات الذين قُتلوا في عمل مخالف لتعاليم الإسلام، وفيه تذكير لهم ولغيرهم بأحزانهم".
واعتبر أن هذا المسجد "مسجد فتنة لا يجوز المساعدة في بنائه بأي شكل، حتى لو وافق الأميركيون، لأن هذا الضرر والفتنة سيستمران للأجيال المقبلة".
ورأى أن من يحرق المصحف أو يمزقه لإهانة المسلمين "لن يضر المصحف ولا الإسلام شيئاً، ولن يضر إلا نفسه وأهل ديانته، فهذا التصرف قد يحول العالم كله إلى ساحة صراع دامية بين المسلمين وغير المسلمين".
وأكد مفتي "الجهاد" في كلمته التي كتبت بخط اليد وذيلها بتوقيعه، أن "دعوة أنور العولقي المسلمين في أميركا بقتل زملائهم الأميركيين مخالفة لتعاليم الإسلام"، واضاف: "هاجر المسلمون من مكة فراراً من أذى أهاليهم وعاشوا آمنين بين المسيحيين في الحبشة، ولم يأمرهم النبي محمد (ص) بقتل أحد من أهل الحبشة، ولو كان هذا واجباً لأمرهم به النبي".
وشدد على أن الإسلام لا يدعو إلى إبادة غير المسلمين ولا إلى إلغاء الآخر، وقال: "ليس صحيحاً أنه يوجد صراع وجود أو إلغاء بين المسلمين وغيرهم، فقد عاش غير المسلمين من المسيحيين واليهود آمنين لقرون طويلة بين المسلمين، ولو كان الإسلام يدعو لإبادتهم لما بقي منهم أحد اليوم، لافتاً إلى أنه عندما استولى المسيحيون الكاثوليك على الأندلس من المسلمين عام 1492 هرب اليهود من الأندلس وعاشوا آمنين في بلاد المسلمين من مراكش إلى تركيا".
وذكر "الدكتور فضل" في اختتام كلمته بأنه "على مدى تاريخ البشرية أراد أربعة مخربين إحراق العالم لتحقيق أطماعهم الإمبراطوارية، وهم: جنكيز خان ونابليون وهتلر وأسامة بن لادن"، ودعا إلى "الاحتراس من دعاة الفتن".
انتهی/137