وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص اینا
الاثنين

١٣ سبتمبر ٢٠١٠

٧:٣٠:٠٠ م
203939

المجمع العالمي لأهل البيت (ع) :

هل عجزت الولايات المتحدة أن تلجم عدة مجانين؟

أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بياناً شديد اللهجة شجب فيه تصرّف المتطرفين الأمريكيين الذين اقدموا على إحراق المصحف الشريف في عدّة أماكن من امريكا معتبراً هذا العمل تصرّفا مشيناً ووقحاً، يتحملّ عواقبه وتبعاته نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا نصّ هذا البيان وفقاً لما افادته وکالة أهل‏البیت(ع) للأنباء ـ ابنا:

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

اقترف الشياطين من أعداء الإسلام ـ كما لاحظ أبناء المعمورة ـ وللأسف بعد مضيّ أشهر على ضجيجهم الإعلامي ومواقفهم المتأزمة على ما كانوا يبغون؛ فارتكبوا موبقة جسيمة ومشينة أهانوا من خلالها كتاب الله المجيد، وأعلنوا حربهم على خالق الكون وأنبيائه العظام (ع) رغم التحذير العالمي لمنعهم من ذلك.

وبهذه المناسبة يلفت المجمع العالمي لأهل البيت (ع) والذي يعتبر مؤسسة دولية ينتمي إليها المئات من النخب العلمية من بلدان مختلفة وما له من مرجعية فكرية وثقافية بين الملايين من المتدينين في أنحاء العالم أنظار العالم إلى ما يلي:

1- يعترف جميع المفكرين العالميين المنصفين بأن القرآن الكريم كتاب يدعو الناس إلى الإيمان والتقوى والورع والعبادة، والأخوّة، والسلام، والحوار، والأخلاق الحسنة، ومساعدة الفقراء، والأيتام ، والبائسين، ويدعو إلى التعلّم والتطوّر، والوقوف بوجه الفساد والانحراف، وهو ما يمثل الأحكام والأوامر التي جاءت بها الأديان الإلهية جميعها. ولهذا فمن أهان القرآن فقد عارض جميع الأنبياء الإلهيين والأديان السماوية، وأهان جميع الموحدين.

2- رغم أنّ ما حدث يمثل ظاهرة تمت من قبل شرذمة من الجّهال والمتطرفين إلاّ أن مما لاشك فيه أن من يقف وراء هذا الفعل المشين هي القوى المتجبّرة ومرتزقتهم الصهاينة، فلابد أن لا ينخدع المسلمون بالمظهر الخادع للرئيس الأمريكي الذي يحاول أن يظهر نفسه محقّاً وأن لا يتأثروا بالكلام المنمّق بالمفاهيم الديمقراطية الذي تحدثت به وزيرة الخارجية الأمريكية والذي يظهر منها ومن رئيسها معارضتها لمشروع إحراق القرآن الكريم، فكيف يمكن لنظام الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها القيّم على واقع القرية العالمية وتزجّ بجيوشها إلى أقصى الأرض زعما منها أن ذلك سيؤسس لنظام عالمي جديد، أن لا يكون باستطاعتها لجم عدّة متطرفين أو مجانين في بلدها، بل وأمام البيت الأبيض والسيطرة عليهم كيلا يقدموا على إهانة المليارات من المسلمين والموحدين في العالم؟ فهل يصدّق العالم أن هذه الحكومة ورؤساء كنائسها لا يستطيعون منع عدّة أشخاص يعترفون هم بأنهم مجانين وشرذمة لا قيمة لهم؟

3- لقد أعلن المسلمون، ومنظماتهم، وقادة الدول الإسلامية، بل وجميع المسلمين وبشكل مباشر وصريح وعقب حوادث الحادي عشر من أيلول 2001 في نيويورك أنّ الإسلام والقرآن يعارضان الإرهاب وأن المسلمين بُراء من فعل هؤلاء الإرهابيين. لكن المهرجين الذين كانوا يقفون وراء هذه الأحداث منعوا الصوت الإسلامي من الوصول إلى أسماع العالم. لا ورغم هذا الواقع إلاّ أن نور القرآن الذي أخذ الله على نفسه أن يتمّه بدأ أكثر إشعاعاً حيث بدأ يبث في قلوب الباحثين عن الحقيقة رشحات من هديه ولذلك فقد شهدنا ورغم كيد الكائدين ارتفاع نسبة المعتنقين للإسلام في الغرب إلى أعلى المستويات منذ ذلك التاريخ.

4- كما أن عظمة الإسلام قد ازدادت بعد مؤامرة الحادي عشر من أيلول 2001 فإن عظمة القرآن قد تضاعفت بعد تلك المؤامرة ومن دون أدنى شك وبدأت معارف هذا البدر الناصع تتسع وتنّور النفوس بشكل أكبر، لأن الله أخذ على نفسه حفظ هذه الكلمات المقدسة؛ (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

5- يرى المجمع العالمي لأهل البيت (ع) أنّ إهانة أي دين أو ثقافة أو سنة إلهية تعتبر سلوكاً يفتقد إلى المنطق ويعدّ نموذجاً للجهل والعصبيّة. ولذلك فإن مما لاشك فيه أن المتهم الرئيسي في هذه المؤامرة هو نظام الحكم أمريكا، وهو من يقع عليه مسؤولية تلك الإهانة، ثم تنتقل المسؤولية بعد ذلك إلى شرذمة الجهّال والسفهاء والحاقدين الذين مثلّّوا دور الدميّة في هذه المسرحية البغيضة والمؤسفة. إن هذه الجريمة ستؤدي دون أدنى شك إلى حدوث المزيد من ردود الأفعال التي يتحمل مسؤوليتها المباشرة والتي ستطال القوات الأمريكية المحتلة والمصالح الأمريكية في أيّ أرض إسلاميّة، نظام الحكم في الولايات المتحدة والذي تجاهل نصح العالم الذي دعاه إلى منع هكذا سلوك. ولذلك فمن المنطقيّ أن تقدّم الولايات المتحدة اعتذارها وبشكل رسمي إلى أبناء المعمورة، وذلك قبل وقوع أيّ تبعات لهذه الجريمة ومن ثم تقديم المجرمين ممن ارتكب هذه الجريمة إلى القضاء لينالوا جزاء ما ارتكبوه.

6- يحتفظ المسلمون في العالم بحقّهم في تقديم المجرمين الذين ارتكبوا. هذه الجريمة عمداً إلى المحاكم الصالحة ليتحمل أولئك الكفّار والمرتدين وأعداء القيم الإنسانية والإسلاميّة وزر ما ارتكبوه. كما ينبغي على الدول الإسلامية الوقوف بوجه هذه الإهانة من خلاق استخدام الطرق القانونية كي لا يجرأ أحد على ارتكاب هكذا أفعال تؤدي إلى حدوث الشرخ بشكل أكبر بين أتباع الأديان.

7- ينبغي على المنظمات الدولية من قبيل منظمة الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان، واليونسكو والفاتيكان، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكذا علماء المذاهب المسيحيّة شجب هذا العمل وبشكل صريح وطرد من أمر بالقيام بهذا الفعل من المجتمع الدولي.

8- على الواقع المسيحي أن يغلق الكنائس التي ارتكب المتلبسين بلباس القساوسة فيها هذه الجرائم. لأن هكذا مراكز لا تمثل سوى بيوت الدجل والفرية والتي لا يعبد فيها إلاّ الشيطان. كما وينبغي على كبار القادة المسيحيين الحذر من أن يستغلّ هؤلاء الأشخاص الديانات السماوية لإضلال الناس ويحملوهم على إسائة الظن بتعليم هذه الدين وبأتباعه.

9- لقد اثبت المجمع العالمي لأهل البيت (ع) ومن جديد الحقيقة التي ترى أن ما يمنع المسلمين ويقيهم كيد الأعداء في هذه الحرب الضروس التي يشنّها العدو بشكل هادئ هي وحدة وتكاتف الدول والشعوب الإسلامية وهذا هو السبيل الوحيد الذي يردع المستكبرين في العالم ويجبرهم عل الرضوخ والتراجع.

10- وفي الختام نقدم تعازينا الحارة بهذه المناسبة المؤلمة إلى حجة الله في أرضه صاحب الزمان الإمام المهدي المنتظر (عج) عِدلُ القرآن في هذا العصر ونسأله العون والمساعدة.

ونأمل من الجميع ومن خلال إطاعة سماحة القائد المبجل للثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الوقوف بصلابة وشجاعة مقابل هذه المؤامرات وأن لا نجعل الخوف والضعف يدبّان في وجودنا عندما نقف بوجه هذه المؤامرات وفي الدفاع عن الإسلام والقرآن. ولنعلم أن الله معنا وأن مصير الكافرين والمجرمين هو العذاب والخزي في الدنيا والآخرة.

( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) "آل عمران، 12"

المجمع العالمي لأهل البيت (ع)

3 شوال المكرم 1431

..................

انتهی / 101