بل الدعوة الى إحراق مصاحف والتي قوبلت بتنديد مسيحي وأميركي شامل، وسط مخاوف من انعكاسها على العلاقات المسيحية - الإسلامية وعلى القوات الدولية والجنود الأميركيين في أفغانستان، وخصوصاً لمصادفته عيد الفطر. وانضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون إلى التنديد بالمخطط وإبداء "القلق الشديد من المعلومات التي تتعلق بمجموعة دينية صغيرة تنوي احراق مصاحف. إن مثل هذه الاعمال لا يمكن ان تحظى بدعم اي ديانة". وأضاف: "إنهم يخالفون جهود الأمم المتحدة وعدد كبير من الاشخاص عبر العالم لتشجيع التسامح والتفاهم بين الثقافات والاحترام المتبادل بين الثقافات والديانات". وأمس عقد قس كنيسة "دوف وولد آوتريتش سنتر" تيري جونز مؤتمراً صحافياً صرح فيه بأنه تلقى دعماً لدعوته، وان أنصاره يبعثون إليه بمصاحف لإحراقها في 11 ايلول الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (23:00 بتوقيت غرينيتش). وعلى رغم المواقف الرسمية والدينية الأميركية المنددة بالخطوة، قال إنه "حتى الآن، لسنا مقتنعين بان التراجع هو العمل الصائب". وقال كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما، ديفيد أكسيلرود إن "القس قد يكون له الحق في القيام بما يعتزم القيام به، لكن الأمر غير صائب. إنه لا ينسجم مع قيمنا". وأمام مجلس العلاقات الخارجية، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطة جونز بأنها "مشينة"، وناشدته التراجع عنها، واقترحت أن تتجاهلها وسائل الإعلام، لو أصر على المضي فيها. وكان وزير العدل الاميركي إريك هولدر التقى عدداً من الزعماء الدينيين المسيحيين والمسلمين واليهود للبحث في سبل مواجهة موجة العداء للاسلام. وفي الفاتيكان، أفاد المجلس البابوي للحوار بين الأديان أنه تلقى "بقلق عميق" اقتراح "يوم حرق القرآن" في 11 أيلول، ذلك أنه "لا يمكن الرد على أعمال العنف المشينة تلك بارتكاب فعل قذف خطير لكتاب يعد مقدساً بالنسبة إلى ديانة كاملة. كل ديانة مع كتبها المقدسة وأماكن عبادتها ورموزها تمتلك حق الاحترام والحماية". وحذر عضو مجمع بحوث الأزهر الشيخ عبد المعطي البيومي من انه "لو عجزت الحكومة الاميركية عن وقف هذا، سيكون (حرق المصاحف) أحدث صيحة في الارهاب الديني، ومعنى ذلك تخريب العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي. سيفتح المجال امام الارهاب". وحذر آية الله لطف الله صافي قلبيكاني في قم "البابا (بينيديكتوس الـ16) والرؤساء المسيحيين الآخرين من انه اذا حصل هذا التصرف غير الانساني والوحشي في اميركا، سيستحق الرئيس (الأميركي بارك) اوباما عندئذ الملاحقة، اما الكاهن فينبغي اعتقاله واغلاق كنيسته".وأجمعت الكنائس في الكويت والأردن وسوريا على التنديد بالخطوة.
انتهی/137