ووفقا لما أفاده تقرير لوكالة أهل البيت(ع) للأنباء – ابنا – فقد أصدر المجمع العالمي لأهل البيت(ع) بيانا ندد فيه بمؤامرة إحراق المصحف الشريف التي اتخذها قس أمريكي، وفشل هذه المؤامرة نتيجة لاتحاد المسلمين إنشاء الله وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحیم
(قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَ مَا أُوتِيَ مُوسَي وَعِيسَي وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.(
(سورة البقرة – آية 136)
يمر العالم في هذه الآونة بظروف مأساوية تعد من أشد الأوقات حرجا، ويسعى الشيطان وجنوده لتجهيز حزبه بأنواع الدسائس والمكائد ليسلب من الناس إيمانهم، ويفتت وحدة الموحدين والمؤمنين بالأديان الإلهية، وفي هذا السياق جاء القرار الذي اتخذته مجموعة متطرفة تنتسب إلى المسيحية ساعية إهانة القرآن الكريم مما أدى إلى خلق حالة من الاضطراب.
و المجمع العالمي لأهل البيت(ع) باعتباره مؤسسة عالمية ينضوي تحت لوائها المئات من الشخصيات والنخب من مختلف البلدان، ويمتلك مرجعية فكرية وثقافية بين ملايين المؤمنين في كافة أنحاء العالم ينبه البشرية إلى النقاط التالية:
1 – إن الإهانة التي توجه إلى أي دين أو ثقافة أو تقاليد تعد خطوة حمقاء جهولة متطرفة. وهذه الخطوة مرفوضة من جميع الأحرار والمفكرين والعقلاء، ومن جميع أتباع الديانات السماوية خاصة المسلمين الحقيقيين.
2- إن القيام بالعمليات الإرهابية، والعنف، وقتل وتعذيب الأبرياء، وإشعال الحروب وقتل الأبرياء، ونسبة كل ذلك إلى الدين أمر مرفوض لدى جميع المؤمنين بالأديان والقيم السماوية – وخاصة المسلمين – ويعد معصية لا تغتفر.
3 – لقد أعلن علماء الإسلام والمنظمات الإسلامية وزعماء البلدان الإسلامية والمسلمون كافة استنكارهم لأحداث 11 أيلول، وأعلنوا بصراحة أن الإسلام بريء من الإرهاب ومن قام بتلك الأعمال لا يحسبون على المسلمين. وإن القرآن الكريم يعارض بشدة جميع الأعمال الإرهابية والعنف وقتل الأبرياء.
4 – وبناء على ما تقدم فإن أحداث 11 أيلول في أمريكا التي قام بها عدد ممن الإرهابيين – ومهما كانت الجهات أو الأشخاص الداعمين لهم – ليس لها علاقة بالإسلام والمسلمين، ويعارضها المسلمون بشدة، وكذلك استنكر كل أتباع الأديان حول العالم ما قامت به القوى الكبرى بعد أحداث 11 أيلول تحت ذريعة محاربة الإرهاب من عمليات عسكرية في أفغانستان والعراق وغوانتنامو وأبو غريب.
5 – واليوم وبعد مضي تسعة أعوام على تلك 11 أيلول، واتضاح الحقائق للعالم، إلا أنه ومع الأسف ما تزال بعض المجاميع المتشددة المتذرعة بالدين تسعى إلى إذكاء العنف والفتنة. فإن هؤلاء المتشددين يريدون تحميل تصرف عدد من الإرهابيين الجهلة على القرآن الكريم، ويسعون إلى إحراق هذا الكتاب الإلهي مما يثير مشاعر مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، ولن يخدم ذلك إلا المخططات الشيطانية لا غير.
6 – يعترف جميع الباحثين المنصفين في العالم بأن القرآن كتاب إلهي يدعو الناس إلى الإيمان والأخوة والسلام والحوار، والأخلاق الحسنة، ويدعم الفقراء والأيتام والمستضعفين، ويدعو إلى العلم، والتقدم والتطور، وعبادة الله، والارتباط بعالم الغيب، وبناء الذات، والتقوى، ومحاربة الفساد والفحشاء. فهل يتقبل العقل السليم والوجدان تعرض مثل هذا الكتاب لأي إهانة؟ أوليست هذه تعاليم القرآن الكريم هي تعاليم جميع الأنبياء والأديان الإلهية؟
7 – يتحمل قادة الأديان والمذاهب ورجال الدين من على تنوعهم مسؤولية التقريب بين أتباع الأديان، والتعاون والتكاتف، وأن يبثوا روح التآلف بين أتباع الأديان ليعم السلام والطمأنينة بين جميع الشعوب.
8 – بناء على ما تقدم فإن آخر الأخبار التي وصلتنا تشير إلى تراجع "القس تيري جونز" عن قراره جراء الضغوط العالمية، إلا أنه ينبغي على المؤسسات والشخصيات الإسلامية في الغرب أن تبذل قصارى جهدها لتعريف هؤلاء الأشخاص بالإسلام، لكي تزول هذه الاتجاهات المتطرفة المعادية للإسلام الناشئة عن جهل بحقيقة الإسلام والقرآن. فلو أن الداعين لإحراق المصحف في كنيسة فلوريدا والمجاميع الداعمة لهم أدركوا حقيقة القرآن ومعارفه الإلهية لما أقدموا على مثل هذا العمل.
9 – ونحن نأمل من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة، ومنظمة حقوق الإنسان، واليونسكو، والمؤتمر الإسلامي، وكذلك الدول الإسلامية أن تسعى عن طريق القانون إلى منع مثل هذه الخطوات. لأنها تؤدي إلى زيادة التباعد بين أتباع الأديان، وخلق حالة صراع بين المسلمين وغيرهم، وتؤدي إلى الاضطرابات. ونحن جميعا نتحمل مسؤولية إيجاد التقارب بين سكان العالم.
10 – المجمع العالمي لأهل البيت(ع) يؤكد على ضرورة الحوار السلمي المنطقي العقلاني بين قادة الأديان والمفكرين لرفع سوء التفاهم، ونحن هنا نعلن أننا على أتم الاستعداد لاستضافة أو المشاركة في مثل هذه الاجتماعات، والحوارات، والاتفاقيات بين الأديان والمذاهب، وكذلك نحن على استعداد لإقامة الاجتماعات وإرسال الكتب لرجال الدين في كنيسة فلوريدا لكي تتضح لديهم الصورة الحقيقية للقرآن والإسلام.
11 – وفي الختام فإن تراجع القس المذكور عن نواياه في الوقت الراهن يكشف عن حقيقة في غاية الأهمية والقيمة إلا وهي: إن المسلمين في العالم إذا تمسكوا الوحدة بشكل جاد، وساندهم المتدينون في العالم، فلن يستطيع الأعداء والمستكبرون في العالم إلا التراجع والخضوع أمام الحق والفضيلة.
وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ؛ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ
(سورة الأعراف – آية 126)
المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
29 رمضان المبارك 1431