بسم الله الرحمن الرحيم
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ) (الأحزاب/أية 6)
لقد وصل إلينا خبر التصريحات الجهولة المثيرة للفتنة في حق إحدى زوجات النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم – التي أطلقها شخص يرتدي زي رجال الدين الشيعة مما أثار أسفنا الشديد. ونحن نرى أن هذه التصريحات مخالفة للشرع، وتأتي في ظروف حرجة يواجه فيها المسلمون أشد التحديات، ويتعرضون لهجمات شرسة من أعدائهم المتربصين بهم.
فمن جهة تواجه بعض البلدان الإسلامية غزوا أجنبيا كأفغانستان والعراق، كما أن الكيان الصهيوني يوغل في تقتيل المسلمين في فلسطين ولبنان ويضرج أبناء الأمة الإسلامية بدمائهم ؛ ومن جهة أخرى يواجه المسلمون حربا ناعمة تجسدت في الأيام الأخيرة بنوايا بعض المتعصبين إحراق القرآن الكريم، وكل ذلك يهدد المجتمع الإسلامي والهوية الإسلامية ؛ ومن جهة ثالثة فإن الإرهابيين التكفيريين قد ولوغوا في دماء أبناء الأمة، ونراهم يزهقون في كل يوم أرواح الكثير من المسلمين الأبرياء في الباكستان والعراق وسائر البلدان الإسلامية ؛ وأخيرا نرى جمعا من المتعصبين الجهلة يؤججون نار الفتنة والتكفير التي أشعلها هؤلاء الإرهابيون.
وفي خضم هذه الأجواء المتأزمة سمعنا شخصا نكرة يدعى: "ياسر الحبيب" يدلي بتصريحات ليست مخالفة للمعتقدات الإسلامية ولمتبنيات مدرسة أهل البيت(ع) فحسب، بل هي مخالفة للعقلانية والسياسة، وتصب في صالح الأهداف القديمة لأعداء الإسلام ومذهب أهل البيت(ع)، واليوم يستغل المستكبرون والإرهابيون التكفيرويون هذه التصريحات أبشع استغلال.
وتأتي هذه التصريحات لتهتك حرمة المقام الشامخ المعصوم للرسول الأكرم(ص)، وتتعرض لحرمه الشريف، وتسيء إساءة بشعة لعرضه الطاهر، وتتنافى بوضوح مع تعاليم القرآن الكريم وسيرة أهل البيت(ع). ونحن نقتدي ونتأسى في إحترام النبي الأكرم(ص) بالقرآن الكريم، وبسيرة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، والسيدة فاطمة الزهراء، والأئمة الأطهار(عليهم السلام)، وفتاوى مراجع الشيعة الكبار – خصوصا قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي دام ظله – حيث حرموا الإساءة بأي نحو كان لأسرة النبي(ص) ولأصحابه وأزواجه.
ومن هنا فإن توجيه التهم الباطلة غير اللائقة لبعض زوجات النبي(ص) هو ما يبتغيه أعداء الإسلام، وهو ما أثاره المرتد "سلمان رشدي" في كتابه آيات شيطانية مما أدى الى غضب الأمة الإسلامية عامة والشيعة على وجه الخصوص، وكان على رأس المتصدين لهذا المرتد الإمام الخميني(قده).
ولا يبنغي أن ننسى أن جذور هذه التصريحات غير اللائقة والكاذبة تعود الى المستعمرين والساسة المعادين للإسلام، ونرى أيديهم القذرة تقف وراء هذه التصريحات. ولن ينسى التاريخ المؤامرات الاستعمارية لإيجاد التفرقة بين المسلمين، وتشتيت أبناء الأمة الإسلامية. ومع الأسف يستمثر هؤلاء الأشخاص الذين يثيرون هذه التصريحات التسهيلات التي تقدمها لهم الدول المعادية للإسلام وللتشيع، ويلتحقون بعملهم بصفوف عملاء الإسلام.
والمجمع العالمي لأهل البيت(ع) يدين بشدة هذه التصريحات، ويعلن بصراحة أن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون شيعة أهل البيت(ع)، ولا تنبع هذه التصريحات عن مدرسة أهل البيت ومعارفهم النقية، ومن هنا يشعر أتباع النبي الأكرم(ص) وآل محمد(ع) بالأسى الشديد والتأثر العميق من هذه التصريحات الباطلة.
والمجمع العالمي لأهل البيت(ع) يناشد مراجع التقليد العظام، والمؤسسات الشيعية والمفكرين للتنديد بهذه التصريحات، وأن لا يسمحوا لكل جاهل ومتقمص للباس رجال الدين أن يبدي تصريحات باطلة مخالفة للإسلام والمذهب الجعفري مما يؤدي الى تعكير صفو المسلمين، ويقدم بذلك ذريعة لأعداء مدرسة أهل البيت لكي يكفروا الشيعة ويسفكوا دمائهم.
وفي الختام ندعو جميع المسلمين وعلماء الإسلام الواعين أن يتنبهوا لهذه المؤامرات، وأن يتمسكوا بالقرآن الكريم وسنة النبي(ص) وأهل بيته الكرام(ع)، وأن لا يسمحوا لبعض القنوات الإعلامية والمنشورات المنحرفة بشق وحدة المسلمين.
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا – صلواتك عليه وآله – وغيبته ولينا، وكثرة عدونا.ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين
المجمع العالمي لأهل البيت(ع)29 رمضان المبارك 1431
.............
انتهى/114