وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : تاروت
الاثنين

١٨ أكتوبر ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
198508

کرامة من فاطمة الزهراء(س)

مظلومیة «ریحانة المصطفی» سبب معرفتي بأهل البیت(ع)

في بداية الأمر کنت لا أعرف الكثير عن أهل البيت عليهم السلام لا من حيث فضائلهم ولا حتى أسمائهم الكاملة ، فما عرفنا إلا الحركة السلفية التي تنفر المرء عن الدين وكانوا السبب على حسب ملاحظتي في ابتعاد الكثير عن الالتزام بالدين ولا أكذب عليكم عندما أقول لكم أني كنت واحدة من هؤلاء.

يرجع سبب استبصاري واعتناقي للمذهب الإمامي منذ ما يقارب عامين بعد محنة ومصيبة مرّت عليّ قطعت فلول عظمي قبل أن تمزق ألياف كبدي وهي:

أني تزوجت من شخص هو أعز إنسان لي في الحياة وأحبّ الأشخاص لي فكان فارس أحلامي الذي كنت أبحث عنه منذ أن عرفت أنوثتي فكان كل ما يهمني أن أجعله سعيدا ً وبل أسعد الناس لكن المكتوب كان يحضر لي في مفاجأة قاسية غيرت الكثير من شؤون حياتي بل حتى جسدي ولون بشرتي بعد زواج دام أكثرمن 5 سنوات , اكتشفت التحاليل الطبية أني عاقر وكانت النتائج صدمة لي وازداد الحزن أكثر ليس على نفسي فحسب وإنما على زوجي الذي عاهدته أن يكون أسعد الرجال ولكن لم يوفقني الله أن أكون سببا ً في جعله أبا لأطفال.

فعملتُ كل ما في وسعي بكل جهد وصبر ومشقة لكي أعالج نفسي ولكن دون جدوى وزاد من إرهاق نفسي مساعدة أهلي لي وباعوا كل ما يملكونه من الغالي والنفيس لكي أجري بعض التداوي في خارج الوطن , فرحلت إلى (فرنسا) وأنا أحلم أن يشفيني الله وأرجع لرب بيتي لكي أنجب مولودا ً أدخل به السرور على قلب زوجي ولكن بعد كل العطاء والإسراف اللامحدود أكد لي البروفيسورات والاطباء أن الأمل من الشفاءشيء من الخيال.

فكان زوجي دائما صابرا ً ويصبرني أن الأمر في يد الله وليس في يد أحد بعد كل الشقاء والتعب لأن العقم لا يستيطع أي شخص أن يشعر به إلاالعاقر التي ذاقت جراحا ً في مشاعرها وآلاما ً في نفسيتها فكان يتحسس آلامي ويشجعني بالصبر والشيء الذي كان يصبّ الملح على جرحي هو شعوري بحزني وأشعر بعد ملاحظته كيف يكون من شدة الشبق والاشتياق عندما يرفع رضيعا وأسمعه ينادي بصوت خفيف : اللهم ارزقني بطفل ولا تخيب أملي , فتبكي عيني دما ً وقلبي قيحا ً كلما أسمعه يدعو في صلاته أو مع أبناء إخوته.

والذي زادني هما هو الظلم الذي لحقني من والدة زوجي التي كانت من حين لآخر تجرحني وتقول لي : ابني لا يستطيع أن يصبر أكثر مما صبر فالبيت الخالية من الأطفال هي بيت العجائز والمرضى , فكلامها جرحني حتى أصبحت أعيش جحيما ً وكابوسا ًآثاره مازالت إلى يومنا ظاهرة عليّ ، فهنا لم أستطع أن أتحمل كل أنواع الإهانات والمذلة والسخرية من طرف عائلة زوجي , فطلبت من زوجي الطلاق أكثر من مرة فكان يرفض ويحذرني من تكرار ذلك.

في أحد الأيام ركبت حافلة مكتظة بالأطفال في الكراسي الأمامية فوجدتُ مقعدا ً شاغرا ً في آخر الحافلة فتوجهت إليه وأنا أنظر إلى الأطفال بنظرة حنان وتسليم وحب وهم يلعبون بعد خروجهم من المدرسة , فجلست في مؤخرةالحافلة .. وإذا بي أجد كتابا ً على المقعد الذي بجانبي وهو مفتوح فتخيّلتُ أنها لأحد التلاميذ فسألتُ الأطفال إن كان الكتاب لأحد منهم فقالوا ليس لأحد منا, فحملته وأخذت أتصفح فيه وإذا بعيني تسقط على عنوان لقصيدة "التوسل بفاطمة الزهراءعليها السلام" للشاعر الخطيب الشيخ (محسن الفاضلي) وهي كالتالي:

فــجــاء بحمـد الله مــا كـنت ابـتـغي ** فابديت للمعبود خـالقي الشكـرا

أجل هي روح المصطفى كُفءُحيدر ٍ ** وأمّ أبيها هـل ترى مـثله فـخـرا

حَـوَت مَكرماتٍ قَطُّ لم يَـحوِغـيرهــا ** فمن بالثنا منها ألا قـُـل لنا أحرى

وسـيـلـتـنـا والله خــيـر وســيـلــة ٍ ** بحق ٍ كما وهي الشفيعة في الأخرى

ايا قـاتَـلَ اللهُ الـذي راعَـهـا وقـــد ** عليها قسى ظلما ًوروّعها عصرا

وسَـــوّدَ مَـتنهـاوأحــرَقَ بـابَـهـا ** وأسقطها ذاك الجنين على الغبرا

أيـا مَــن تُـوالـيهـاأتنسى مُصابها ** وتسلو وقد أمست ومُـقلتها حمرا

مِن الضربِ , ضرب الرجس يوم تمانعت ** بأن يذهبوا بالمُرتضى بعلها قسرا

وعـادت تـعانـي هـضمـهـا ومُـصابها** بفقد أبيها وهي والهفتاعَـبـرى

إلى أن قضت روحي فداها ولا تَسَلْ ** عن أحوالها والله مِن كلنا أدرى

فأصبحت أركّز على الأبيات وأنا في حالة من الذهول فأول بيت : ( فجاء بحمد الله ما كنت أبتغي ) , أصابني بشيء من الشعور جعلني أقرأه وأكرّره , وأقول: يا رب يا رب يا رب ,, وبما أني كنت الوحيدة في عائلتي والطفلة الوحيدة لدى أهلي حيث كنت مدللة عند والدي ويفتخر بي في كل مناسبة وأنا افتخر به أمام أصدقائي فأصبحت أذل الناس وأحقرهم سمعة , فزادت عيني بكاء حتى بقي كل الأطفال في الباص ينظرون إليّ ويتمتمون فيما بينهم : أني ربما مختلة عقليا ً بمجرد أن أمكست الكتاب بدأت بالبكاء فرفعت رأسي وإذا أرى في كل مرة شخص يدير رأسه لكي ينظر إليّ متعجبا ً , وكلما أقرا بيتا ً تزداد حالي هولا وهَلَعا ً فإذا قرأت الوسيلة أتفكر كل الوسائل والسبل التي جربتها , وإذا وقفت عند الظلم أتذكر الظلم الذي تعرضتُ له وإذا توقفت عندالجنين أقول أصبحت دون حول وقوة كالجنين الذي أكد لي الخبراء أن لا داعي لانتظاره, وإذا قرأت حرق الباب أتذكر ما قالته لي سلفتي بعد تهديدي بحرق باب داري إن لم أغادر زوجي ومصابها مصيبتي وأنا أصلا ً لم أكن أتمعن في في مفهوم البيت الشعري ولم أكنأعرف حتى أنه خصيصا ً لفاطمة (عليها السلام) بل تخيلت إمراة اسمها فاطمة.

فلم أستطع قراءة كل القصيدة حتى أغلقت الكتاب وأنا اشهق بالبكاء وفي حالة يرثى لها فبعدما وصلت إلى داري دخلت وألقيت نفسي في السرير لأبكي على حالي والكتاب مشدودة عليه في يدي بكل قوة , ولم أكن أعرف لماذا, فنمت بعد أن فرغت الدموع وغلبني النعاس , واذا بي أرى إمراة تتقدم نحوي وأنا جالسةعلى صخرة ساخنة كلما أحاول النهوض منها يؤلمني ساقي من شدة الحرولا أرى إلا النور يسطع من وجههاإلى درجة لم استطع حتىالتأمل في وجهها النوراني فوصلت إليّ وامسكتني من يدي وقالت لي : أنا فاطمة أم أبيها أعطيني يديك وقد سلمك الله من كل هم وغم , فتمكنت بعد مساعدتها لي من النهوض من الصخرة ، وبعدها استيقظت من النوم فزعة وكان وقت العصر قد اقترب.

سبحان الله وبحمده الذي لا إله إلا هو، شعرت بشعور غريب لم أشعربه منذ أن عرفت حالي وكأن أثقالا ً كانت فوق جسدي تلاشت كليا ً حتى لم أشعر بها.

فدق الباب ودخل زوجي فرأيته ينظروكأنه يبحث عن شيء وقال لي : من أين هذه الرائحة الطيبة ؟؟ هل اشتريتي أزهارا ً أوعطرا ً جديدا ً ؟؟ .. , فقلت له متعجبة : نعم حتى أنا أشم هذه الرائحة , لكن قد تكون من النافذة ومصدرها الجيران فنهضت وغسلت وجهي وزوجي ينظر لي في حالة تعجب ويسألني هل أنا بخير فرددت عليه نعم ، الحمد لله على سلامتك أنا بخير ما دمت أنت بخير , فسالني ما هذا الكتاب هل هو حول الطب فقلت له : لا ، وجدته في الحافلة وسألت الجميع من هو صاحبه فلم أجده من المفروض أتركه في الحافلة فلا أعرف كيف هو في يدي وأتيتُ به فاستغفرت الله وقلت أصبحت أتصرف بشكل غير واع ٍ.

ففي الليل قبل النوم حكيت له المنام فاستبشر خيرا فقال لي أول مرة يسمع باسم أم أبيها فهو غريب عنا فتفكرت الكتاب فرجعت إليه لكي ألقي نظرة فوجدت الكتاب مجموعة من الأشعار كانت كلها تخص الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لكني لم أفهم منها إلا القليل ظاهرا ً.

وفي اليوم الثاني أشعر بداخلي إ