حطت الطائرة الملكية السعودية في مطار رفيق الحريري في بيروت يوم الجمعة في الساعة 1.30 بالتوقيت المحلي. ونزل منها ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد. وكان الرئيس اللبناني ميشيل سليمان في استقبال ضيوفه الكبار. وبعد مراسم الاستقبال الرسمي وتناول الغداء في قصر بعبدا، عقد لقاء خاص بين الرؤساء الثلاثة، وموضوع المحادثات هو الراي الظني للمحكمة الدولية التي تبت في قضية اغتيال رفيق الحريري، والقلق من اختلال توازن القوى في لبنان والعودة الى الفتنة الداخلية.
وما هو الراي الظني الذي ستصدره المحكمة الدولية الخاصة بقضية رفيق الحريري؟ وكان قائد الاركان المشتركة للجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي قد تنبأ قبل الجميع بهذا الراي : كان لحزب الله ضلع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005.
وتبدأ الصحافة والشخصيات المنتمية الى فريق 14 اذار التابع للسعودية، حربا اعلامية ضد حزب الله. ويظهر السيد حسن نصر الله على شاشة قناة "المنار" ليقول " لن نسمح لاي صغير وكبير الاساءة الى شرف المقاومة".
وطبعا فان سيد المقاومة اذكى من ان يعطي مجمل رد حز ب الله على الطرف الاخر. ويسال السيد قادة 14 اذار : "لماذا لم تطرحون لحد الان فرضية ضلوع اسرائيل في اغتيال رفيق الحريري؟".
ولماذا لا تسالون جواسيس شركة الفا ووزارة الاتصالات ممن تم اعتقالهم، ألم تكن الارقام التي سجلوها عن بعض اعضاء حزب الله فيما يخص اغتيال الحريري واعطوها للمحكمة الدولية، مؤامرة؟
ألم تقدموا انتم على حبس اربعة من كبار ضباط الجهاز الامني لاربع سنوات استنادا الى شهادة شهود الزور مثل محمد زهير صديق وحسام حسام وقلتم انهم خططوا لاغتيال الحريري بالتنسيق مع سورية؟
وألم تثيروا فتنة تاسيسا على هذه التهمة واسقطتم الحكومة من خلال المظاهرات التي قمتم بها وحكمتم اربع سنوات بالباطل وقلتم في انتخابات العام الماضي ان التصويت للمعارضة هو التصويت لصالح قتلة الحريري؟!".
واظهرت ردة فعل السيد بان قيادة حزب الله ، لا تسكت عن التهم التي توجهها المحكمة يوما الى سورية ويوما الى حزب الله ومن غير الواضح الى من ستوجه غدا. المحكمة التي يقول عنها محمد زهير صديق، ان "ابو متعب" (الملك عبد الله) ابوها وهو الذي يتحكم بفتيلها.
ان زهير صديق هو ذلك الشخص الذي تحول بعد شهادة الزور تلك، من سائق بروتوكول الى مليونير. وقد اقام زهير صديق بداية في فندق "بنفيكا" خمس نجوم التابع لرفعت الاسد – عم بشار الاسد وعدوه اللدود – ومن ثم ذهب الى فرنسا واضطر بعدها للتوجه الى الامارات بعد التقارب في العلاقات بين باريس ودمشق. وانتبهت الشرطة الاماراتية مبكرا الى ان محمد زهير صديق قد دخل الامارات بجواز سفر مزور. لكن اعتقاله لم يدم طويلا وقد افرج عنه بتوصية من كبار المسؤولين وسجل شركته الدولية!
وعلى اي احال، فان كلام السيد قد هز ابومتعب وجعله يقلق على مصير حكومة الحريري الابن. لكن وقبل ان يبدأ زيارته الشرق اوسطية، سافر رئيس الموساد الاسرائيلي مئير داغان – حسب صحيفة هاارتص – الى الرياض لايصال مطالب اسرائيل بشان ملف الحريري الى اسماع الملك السعودي.
وقد سمع ابومتعب في دمشق جملة واضحة من بشار الاسد : ان سورية لن تقدم رأس المقاومة الى الرياض او تل ابيب كثمن لاستعادة الجولان وان القيادة السورية تعتبر المقاومة خطها الاحمر.
وفي بيروت قال الجميع كلاما واحدا : يجب الحفاظ على السيادة اللبنانية ولا يجب ان تعود الفتنة الى هذا البلد من جديد. ولم يبد حزب الله لحد الان موقف رسمي من هذه الاحداث. ويوم الثلاثاء من الاسبوع المقبل، سيظهر السيد مرة اخرى على شاشة "المنار" ليتكلم. ان السيد يعرف بان ثمة مخططات كثيرة مخبأة تحت عباءة ابو متعب الذي يعرف ايضا بان السيد يرتدي عباءة ، لكن شتان ما بين هاتين العباءتين؟!
انتهی/137