وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مركز الحرمين للاعلام الاسلامي
الاثنين

١٨ أكتوبر ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
197935

القادة العرب، على طريق اكمال العار التاريخي

ان القادة العرب، اكملوا عارهم المتمثل في عدم مقدرتهم على فعل شئ ضد اسرائيل بعار ازعاج وايذاء حزب الله الى ان واجه العالم العربي والاسلامي وبحيرة ودهشة هذه الحقيقة المرة بان الحكام العرب، لا يفعلون شيئا امام اسرائيل فحسب، ولا يشدون على يد المقاومة فحسب بل اصبحوا يقيدون ايديها وارجلها لكي لا يتضايق "الاصدقاء الاسرائيليين" كثيرا!

عاش العالم العربي لسنوات طويلة حالة الذل والهوان، فاسرائيل هزمت في جميع حروبها، الجيوش العربية وسفكت دماء العرب على اراضيهم واستولت عليها.

وقد انهارت جبهة المقاومة العربية وخطها الامامي، اي مصر التي كان يحارب فيها في يوم من الايام جمال عبد الناصر من اجل العزة العربية المهدورة ، واصيبت بمذلة لدرجة انها وضعت يدا بيد قاتلي العرب وطعنت الجبهة العربية – الاسلامية من الخلف.

وقد ركعت الانظمة العربية وعلى النقيض من مطالب شعوبها، امام الصهاينة لكي يستأسد العبري على العربي. وفي ظل ظروف كهذه ، والتي انقطع فيها الامل عن الحكام العرب، بزغ فجر تيار جديد في العالم العربي اربك جميع المعادلات وبعث روحا واملا جديدين لدى العالم العربي : الا وهو حزب الله في لبنان.

وما ان باشر حزب الله مسيرته، ظن حكام تل ابيب ان هؤلاء شانهم شان العديد من القادة العرب ، سيلوذون الى مكان آمن ان تعرضوا لادنى تهديد أو انهم سيسيل لعابهم بفعل اي ترغيب وسيوضع ملفهم مثل سائر المتمشدقين العرب، في الارشيف ليتحولوا الى مزحة ونكتة لامسيات الساسة الصهاينة.

لكن حزب الله، لم يكن طبعه ونهجه، الخوف والمساومة وهذا الشئ الذي ميز هذه الحركة الجماهيرية عن الحكام العرب، الحكام الذين كانوا ديكاتوريين على شعوبهم وحمل وديع امام اسرائيل.

ان حزب الله ليس تحول الى شوكة في عيون اسرائيل فحسب بل الى حركة اقضت مضاجع الحكام العرب ، اصبح شوكة في عيون اسرائيل لانه استطاع طرد ودحر الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية وانتصر على هذا الجيش المدجج بالسلاح في حرب ال33 يوما واقض بذلك مضاجع الحكام العرب لانه ومع الانتصارات التي حققتها هذه المجموعة الصغيرة اما المقاومة، جعلت الشعوب العربية تضع علامات استفهام كبرى امام الانظمة العربية الكبيرة ومطلقة الشعارات الرنانة والمزاعم الطنانة ولم يكن من نصيب هذه الانظمة سوى الخزي والعار.

وطبعا كان بوسع هؤلاء وكان المتوقع والمنتظر منهم ان يقدموا الدعم لحزب الله بوصفه التيار المضحي الذي يقف في الخط الامامي لمحاربة ومواجهة مغتصبي الاراضي العربية – الاسلامية، للتعويض عن تقاعسهم التاريخي امام اسرائيل.

تصوروا ان حزب الله الذي استطاع في ظل الدعم الايراني والسوري ، تسجيل كل هذا النجاح واذلال اسرائيل، كم كان حجم الانتصارات والمعجزات التي يصنعها، وكم كان حجم الافتخارات التي يسجلها للمسلمين والعرب لو تمتع بدعم العالم العربي والاسلامي باسره!

الا ان القادة العرب، اكملوا عارهم المتمثل في عدم مقدرتهم على فعل شئ ضد اسرائيل بعار ازعاج وايذاء حزب الله الى ان واجه العالم العربي والاسلامي وبحيرة ودهشة هذه الحقيقة المرة بان الحكام العرب، لا يفعلون شيئا امام اسرائيل فحسب، ولا يشدون على يد المقاومة فحسب بل اصبحوا يقيدون ايديها وارجلها لكي لا يتضايق "الاصدقاء الاسرائيليين" كثيرا!

والمثال على هذا السلوك، دخول العربية السعودية على خط المحكمة التي تبت بقضية اغتيال المغفور له رفيق الحريري والتي تحاول بشتى الوسائل تبرئة اسرائيل من تهمة قتل الحريري وتلقي بالتقصير واللائمة على حزب الله وتحملة مسؤولية هذا الحادث ، عسى ان تتمكن من خلال التمسك براي المحكمة، من ازالة تيار المقاومة الاسلامية – العربية من امام الاسرائيليين!

واذا ما نظرنا الى القضية بنظرة تتصف بالحصافة والتعقل، سنرى بان حزب الله، ليس حركة لبنانية بحتة بل انه يشكل رصيدا ضخما بالنسبة للعالم العربي والاسلامي في مواجهة الصهاينة، لكن يبدو ان بعض القادة العرب يحاولون بحماقة تامة، احراق هذا الرصيد والراسمال الضخم وشطب اول تيار عربي – اسلامي استطاع اذلال اسرائيل لكي لا تبقى في العالم العربي، سوى حالة السكون والجمود والاحباط وخيبة الامل ويستسلم للصهاينة المتعطشين لدمائهم!

وليت كان القادة العرب ، يملكون قدرا من العقل والفكر والكرامة ، لكي يتركوا حزب الله وشأنه على الاقل ان لم يقدموا له الدعم والا يحيكوا جل هذه المؤامرات ضده ... والله يعلم انه لو تم استخدام كل هذه الطاقات والامكانات التي تستخدم للنيل من حزب الله، في مواجهة اسرائيل، فهل كان شئ اسمه اسرائيل قائما وباقيا لحد الان؟!

ولماذا كل هذا التواطؤ مع اسرائيل ، لكي يسعوا جاهدين بكل ما اوتوا من قوة وطاقة وامكانات لازالة وحذف عدوها؟!

والجواب على هذا السؤال ، تعرفه الضمائر الحية فحسب.

 انتهی/137