وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : فارس
الجمعة

١٧ سبتمبر ٢٠١٠

٧:٣٠:٠٠ م
195789

بمناسبة مولده السعيد..

جانب من الحياة المباركة للعباس بن علي بن أبي طالب (ع)

تصادف اليوم الجمعة 4 شعبان ذكري مولد حامل راية الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء واخيه البار العباس بن علي بن ابي طالب (ع).هو أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب (ع)، الملقب بـ "قمر بني هاشم".

 أبوه الإمام عليّ ابن أبي طالب (ع) ابن عم الرسول (ص) وزوج ابنته المحبوبة فاطمة الزهراء (ع)، وأخواه هما الحسن بن علي والحسين بن علي (ع) الملقبين في الإسلام بسيدا شباب أهل الجنة، وأمه أم البنين واسمها فاطمة بنت حزام، وأرجع بعضهم نسبها إلى عامر بن صعصعة.

قصة مولده و ينقل أن علي بن أبي طالب (ع) قال لأخيه عقيل بن أبي طالب وكان نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم: « ابغِني امرأة وقد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها لتلد لي غلاماً فارساً، فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس، فتزوجها علي (ع) وأول ما ولدت العباس عليه السلام. و قد ذُكر عن أم العباس (ع)‌ « وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقَرْي الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنجدة والشهامة، وقد اشتهر منهم جماعة بالنبل والبسالة ». ولد العباس (ع) سنة 26هـ واستشهد في سنة 61هـ وعمره 34 سنة عاش منها مع أبيه 14 سنة وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في النزال.

سيرته و يقول السيّد عبد الرزاق المقرّم « هذه الفضائل كلها وان كان القلم يقف عند انتهاء السلسلة إلى أمير المؤمنين فلا يدري اليراع ما يخط من صفات الجلال والجمال وأنه كيف عرقها في ولده المحبوب ؟ قمر الهاشميين ». و يقول أيضاً: « وقد ظهرت في أبي الفضل (العباس) الشجاعتان الهاشمية التي هي الأربى والأرقى فمن ناحية أبيه سيّد الوصيين، والعامرية فمن ناحية أمه أم البنين ». و روي عن الامام جعفر الصادق (ع) أنه قال " كان عمنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله (ع) وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً". و روي أيضا عن الامام علي بن الحسين زين العابدين « رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه ». و قد عاصر العباس الحروب التي خاضها أبوه والأحداث التي عصفت بالأمّة الإسلامية كمقتل عثمان بن عفان، ثم بيعة أبيه والنكث بها من قبل البعض، ثم معركة الجمل، ومعركة صفين، ومعركة النهروان.

ألقابه السقّاء قمر بني هاشم بطل العلقمي سبع الغضنفر وسبع القنطره وجيدوم السرية أي (مقدام السرية) حامل اللواء وكبش الكتيبة العميد وحامي الظعينة وباب الحوائج بأبي الفضل وأبي القربة وأبي القاسم في كربلاء

و صورة متخيلة للعباس وهو يرفض شرب الماء قبل أخاه الحسين (ع) حيث كان صاحب لواء الحسين في معركة كربلاء واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر. و لما طلب الإمام الحسين (ع) من أصحابه الرحيل قام إليه العباس فقال " ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً." و من أشهر مواقفه في كربلاء لما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أماناً من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس وإخوته: لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية. و أجاب العباس الشمرَ (وهو بعض أخواله): لعنك الله ولعن أمانك، أتُؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ؟! و من شجاعته أنه في كربلاء حين حوصر أربعةُ رجال بين الأعداء ندب إليهم الحسين أخاه العباس فحمل على القوم وضرب فيهم بسيفه حتى فرّقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه وأتى بهم ولكنهم كانوا جرحى... »." و اشتهر بالسقاء لأنه استشهد وهو يحاول احضار الماء للعطاشى من آل البيت (ع) في كربلاء وعندما عاد بالقربة غال به القوم وأوقعوه من فرسه وقطعو كفيه ومزقوا القربة.

استشهاده و عند استشهاده تروي المصادر أن الحسين (ع) وقف عند رأس أخيه وقال "الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي" وحاول حمله إلا أن العباس (ع) رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين لأنه لم يحضر الماء وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين حيث قال العباس (ع) "أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك " . و بقي الحسين بن علي سلام الله عليه ورأس أخيه العباس في حجره حتى فاضت روحه في اليوم العاشر من محرم الحرام من العام الحادي والستين للهجرة النبوية.

مشهده و مشهد العباس (ع) بجواره مشهد الحسين (ع) في كربلاء تعلوه قبة ذهبية فيما يوجد في لبنان، في بلدة النبي شيت (ع) البقاعية (بلدة الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه)، مقام موجود منذ الأزل في هذه البلدة ويسمى المزار (مزار أبو الفضل العباس) ويوجد ضريح في هذا المزار، ويقال أنه أثناء السبي من كربلاء إلى الشام قد مروا من بلدة النبي شيت وقبلها من بعلبك حيث وجود حاليا مقام وضريح السيدة خولة ع بنت الحسين ع التي استشهدت على الطريق مع عمتها زينب الحبيبة ع وهم في طريقهم إلى الشام ومعها كفيين العباس ع.

انتهى/114